مصرع طفل دهسا بلودر في الشرقية.. مأساة تهز العاشر من رمضان

شهدت محافظة الشرقية حادثًا مأساويًا جديدًا بعدما لقى طفل في مقتبل العمر مصرعه، إثر تعرضه لحادث دهس بواسطة لودر في المنطقة الصناعية الثالثة بمدينة العاشر من رمضان، وهو الحادث الذي خلف حالة من الحزن بين الأهالي، وأعاد إلى الأذهان خطورة المعدات الثقيلة في المناطق الصناعية المكتظة بالعمال والمواطنين.

تفاصيل الحادث المأساوي

كانت البداية عندما تلقّت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية إخطارًا من مستشفى التأمين الصحي بالعاشر من رمضان، يفيد بوصول طفل يُدعى «ع. ع.»، يبلغ من العمر 16 عامًا، مقيم بمركز منيا القمح، جثة هامدة نتيجة إصابات بالغة.

وكشفت التحريات الأولية أن الطفل تعرض لحادث دهس بواسطة لودر أثناء تواجده بالمنطقة الصناعية الثالثة بالعاشر من رمضان، ما أسفر عن وفاته في الحال متأثرًا بجراحه، ليتم نقل الجثمان إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى، والتحفظ عليه تحت تصرف النيابة العامة.

تحقيقات النيابة العامة

على الفور باشرت النيابة العامة التحقيقات في الحادث، وأصدرت قرارًا بالتصريح بدفن الجثمان عقب استكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

 كما طالبت النيابة رجال المباحث بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة، للوقوف على ملابسات الحادث وكيفية وقوعه، والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.

وأكد مصدر أمني أن التحقيقات ستشمل مراجعة إجراءات الأمان والسلامة داخل المنطقة الصناعية، والتأكد مما إذا كان اللودر يقوده سائق معتمد ملتزم بالضوابط المرورية أم لا، خاصة في ظل تكرار حوادث مشابهة داخل المناطق الصناعية المزدحمة.

حزن بين الأهالي والمحيطين

الحادث خلف حالة من الحزن الشديد بين أسرة الضحية وأهالي مركز منيا القمح، الذين لم يصدقوا أن نجلهم فقد حياته فجأة في حادث صادم، لا سيما أنه كان في سن صغيرة ويستعد لبداية مرحلة جديدة من حياته.

وقال أحد الأهالي: «الطفل كان معروفًا بين الجميع بحسن خلقه وهدوئه، ووفاته صادمة للجميع»، فيما طالب آخرون بضرورة تشديد الرقابة داخل المناطق الصناعية وتوفير معايير الأمان اللازمة، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة.

خطورة المعدات الثقيلة بالمناطق الصناعية

تُعد المعدات الثقيلة مثل اللوادر من أخطر وسائل النقل داخل المناطق الصناعية، إذ تحتاج إلى تعامل حذر ومهارة خاصة لتفادي وقوع حوادث دهس أو اصطدام، خصوصًا في الأماكن المزدحمة بالعمال والموظفين.

ويرى خبراء أن انتشار هذه الحوادث يعود إلى غياب الرقابة الكافية، وعدم تخصيص ممرات آمنة للمشاة داخل المناطق الصناعية، بجانب عمل بعض السائقين لفترات طويلة ما يؤثر على تركيزهم، وهو ما يستدعي تشديد القوانين وتطبيق معايير السلامة بشكل صارم.

دعوات لتشديد الرقابة وتطبيق القوانين

من جانبهم، ناشد أهالي الشرقية الجهات المختصة بتشديد إجراءات الأمان داخل المناطق الصناعية بالعاشر من رمضان وغيرها من المدن الجديدة، لضمان سلامة العاملين والزائرين على حد سواء.

كما طالبوا بضرورة تدريب سائقي المعدات الثقيلة بشكل دوري، والتأكد من التزامهم بقواعد القيادة الآمنة، فضلًا عن تخصيص أماكن محددة لسير هذه المعدات بعيدًا عن الممرات التي يسلكها المواطنون.

حادثة دهس الطفل بالعاشر من رمضان تفتح من جديد ملف الأمان الصناعي وضرورة مراجعة إجراءات السلامة في المدن الصناعية الكبرى، حيث إن فقدان شاب في عمر الزهور بسبب الإهمال أو غياب التنظيم يعد جرس إنذار يجب الالتفات إليه بجدية.

ويبقى السؤال المطروح: هل تشهد الفترة المقبلة خطوات عملية للحد من هذه الحوادث، أم سيظل نزيف الأرواح مستمرًا حتى تقع كارثة جديدة تلفت الأنظار من جديد؟.

في ختام الحادث المأساوي، تتجدد الدعوات بضرورة تشديد الرقابة داخل المناطق الصناعية وتوفير إجراءات السلامة لحماية الأرواح، خاصة الأطفال، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة التي تترك جروحًا غائرة في قلوب أسر الضحايا.