مش بس اللحوم الحمراء.. أطعمة ومشروبات مفاجئة تؤدي إلى «النقرس»

النقرس من الأمراض التي يظن الكثيرون أنها ترتبط فقط بتناول «اللحوم الحمراء» أو الفول وبعض البقوليات إلا أن الدراسات الحديثة كشفت أن هناك أطعمة ومشروبات أخرى قد تكون «مفاجئة» وتؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنقرس حيث إن هذا المرض الذي يطلق عليه أحيانًا «داء الملوك» لم يعد حكرًا على نوع واحد من الغذاء بل أصبح مرتبطًا بأسلوب حياة كامل وعادات غذائية متراكمة تؤثر بشكل مباشر على صحة المفاصل ومستويات حمض اليوريك في الدم.

النقرس وعلاقته بالعادات الغذائية

عندما نتحدث عن النقرس فإن أول ما يخطر ببال الكثيرين هو اللحوم الحمراء الغنية بالبيورينات والتي تتحول في الجسم إلى حمض اليوريك لكن العلم الحديث يؤكد أن هذه ليست القصة الكاملة إذ أن النقرس يمكن أن يظهر بسبب «عادات غذائية» تبدو في ظاهرها بريئة مثل الإفراط في تناول بعض المشروبات الغازية أو العصائر المحلاة بالسكر الزائد أو حتى بعض أنواع الأسماك التي لا يربطها الناس عادة بهذا المرض.

المشروبات الغازية والسكر الخفي

من أبرز المفاجآت التي كشفتها الأبحاث أن المشروبات الغازية الغنية بالفركتوز يمكن أن تكون سببًا قويًا في زيادة نسب حمض اليوريك في الجسم مما يجعل الشخص عرضة لآلام النقرس بشكل أكبر وهنا تكمن الخطورة لأن كثيرًا من الناس يظنون أن الخطر يأتي فقط من الأطعمة الدسمة بينما المشروبات تبدو وكأنها أقل ضررًا لكن الحقيقة أن «السكر الخفي» في هذه المشروبات يضاعف فرص الإصابة بالنقرس ويجعل المفاصل عرضة للالتهابات.

العصائر المحلاة ليست خيارًا آمنًا

الكثير يعتقد أن العصائر الطبيعية أو الصناعية يمكن أن تكون بديلًا صحيًا للمشروبات الغازية لكن الواقع يشير إلى أن العصائر المحلاة خصوصًا الغنية بالفركتوز تسبب أيضًا ارتفاعًا في مستويات حمض اليوريك وبالتالي تزيد من احتمالية ظهور النقرس وتفاقمه خاصة إذا كان الشخص لديه استعداد وراثي أو تاريخ مرضي مع ارتفاع الضغط أو السمنة.

بعض أنواع الأسماك والمأكولات البحرية

صحيح أن السمك يُعتبر غذاءً صحيًا غنيًا بالأحماض الدهنية المفيدة إلا أن بعض أنواعه مثل السردين والأنشوجة والماكريل تحتوي على نسب عالية من البيورينات مما يجعلها من الأطعمة التي قد تثير نوبات النقرس بشكل مفاجئ لذلك ينصح الأطباء المرضى الذين يعانون من هذا المرض بالاعتدال الشديد في تناول هذه الأنواع وعدم الإفراط فيها.

منتجات الألبان كاملة الدسم

من المفاجآت الأخرى أن بعض منتجات الألبان وخاصة كاملة الدسم قد تكون سببًا في زيادة حدة النقرس لأن الدهون الزائدة الموجودة فيها قد تؤدي إلى تراكم حمض اليوريك في الدم بشكل أسرع ورغم أن الألبان قليلة الدسم قد تكون مفيدة في تقليل حدة المرض إلا أن الإفراط في تناول الأجبان الدسمة أو القشدة قد يفاقم المشكلة.

الكحول وتأثيره الخفي

يعد الكحول من أخطر مسببات النقرس لأنه يعطل قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك بكفاءة مما يؤدي إلى تراكمه في الجسم وبالتالي حدوث نوبات مفاجئة ومؤلمة من الالتهابات المفصلية ومع ذلك فإن الكثيرين لا يربطون بين شرب الكحول وبين ظهور النقرس بينما الأبحاث الطبية تؤكد على هذه العلاقة بشكل قاطع.

العادات اليومية وتأثيرها على النقرس

لا يقتصر الأمر على الطعام والمشروبات فقط بل إن أسلوب الحياة يلعب دورًا أساسيًا فقلة شرب الماء وقلة الحركة وزيادة الوزن كلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالنقرس حتى لو كان الشخص لا يكثر من تناول اللحوم الحمراء ومن هنا تظهر أهمية «الاعتدال» في الغذاء والحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.

نصائح للوقاية من النقرس

للوقاية من النقرس ينصح الخبراء بالحرص على شرب كميات كافية من الماء يوميًا لأنه يساعد الكلى على التخلص من حمض اليوريك كما يُفضل تناول الخضروات الطازجة والفواكه الغنية بالألياف الطبيعية والابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات الغازية والعصائر المحلاة وكذلك الاعتدال في تناول البروتين الحيواني مع التركيز على البروتين النباتي متى أمكن ذلك كما أن الابتعاد عن الأطعمة السريعة والدهون المشبعة يقلل من فرص حدوث النوبات المؤلمة.

النقرس لم يعد مرضًا مرتبطًا باللحوم الحمراء وحدها بل هو نتيجة تفاعل معقد بين الغذاء والعادات اليومية والمشروبات التي نتناولها دون وعي ولذلك فإن الوعي بأسباب هذا المرض ومعرفة الأطعمة والمشروبات التي تثيره يعتبران خط الدفاع الأول لتجنب مضاعفاته إن «الفهم الصحيح» لعلاقة التغذية بالنقرس هو ما يحدد قدرة الشخص على تجنب المعاناة والعيش بحياة أكثر راحة وصحة.