الأحد 14 سبتمبر 2025 الموافق 22 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

زعيم كوريا.. رقابة لغوية على الشعب لمنع المصطلحات الأجنبية

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون

في خطوة جديدة تستهدف تعزيز الهوية الثقافية المحلية، أصدر زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قرار يمنع استخدام عدد من المصطلحات الغربية الشائعة مثل «همبرجر» و«آيس كريم» و«كاريوكي»، معتبراً أنها تعبيرات دخيلة لا تتوافق مع نهج الدولة الاشتراكي.

 تعليمات صارمة بتجنب استخدام هذه المفردات 

وبحسب ما أوردته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد تلقى المرشدون السياحيون العاملون في منتجع وونسان الشاطئي الجديد تعليمات صارمة بتجنب استخدام هذه المفردات خلال التعامل مع الزوار الأجانب، مع استبدالها بمصطلحات كورية شمالية أصيلة. 

إذ طُلب منهم قول «dajin-gogi gyeopppang» أي «خبز مزدوج مع لحم بقري مفروم» بدلاً من كلمة همبرجر، واستخدام «eseukimo» بمعنى إسكيمو بدلاً من آيس كريم، فيما تُطلق على أجهزة الكاريوكي تسمية «أجهزة المرافقة على الشاشة».

كما شملت التعليمات إلزام المرشدين السياحيين بحفظ شعارات وعبارات رسمية محددة، ضمن برنامج تدريبي مكثف تشرف عليه الدولة، بهدف ضمان تقديم تجربة سياحية تتماشى مع توجهات النظام.

سياسة أوسع تتبناها بيونج يانج

ويأتي قرار زعيم كوريا في إطار سياسة أوسع تتبناها بيونج يانج منذ عام 2015، حيث سنت قوانين تجرم استخدام المفردات الأجنبية أو الكورية الجنوبية، إضافة إلى حظر مشاهدة الأفلام والموسيقى والدراما القادمة من الخارج.

ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تمثل محاولة جديدة من القيادة الكورية الشمالية لمنع تسلل التأثيرات الثقافية الغربية إلى المجتمع، حتى في أبسط أشكال التعبير اليومي، في ظل سعي النظام لترسيخ هوية قومية مغلقة ومتماسكة.

تشديد لغوي يعكس سياسة الانغلاق

قرار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بحظر كلمات مثل «همبرجر» و«آيس كريم» و«كاريوكي»، ليس مجرد خطوة عابرة، بل يعكس سياسة الدولة في تضييق الخناق على أي مظاهر ثقافية أجنبية قد تهدد الهوية الوطنية.

 فاللغة هنا ليست أداة للتواصل فقط، بل وسيلة لضبط الوعي وترسيخ الولاء للنظام.

السيطرة على المفردات اليومية

من خلال استبدال كلمات متداولة بمصطلحات محلية مطولة مثل «خبز مزدوج مع لحم بقري» بدلًا من «همبرجر»، تسعى بيونج يانج إلى فرض هوية لغوية مميزة تمنع التقارب مع الثقافة الغربية أو الكورية الجنوبية.

 هذه السياسة تُترجم الرؤية الرسمية بأن حتى أبسط الكلمات قد تتحول إلى بوابة لاختراق المجتمع.

تأثير مباشر على قطاع السياحة

إجراءات الزعيم الجديدة تطرح علامات استفهام حول مستقبل السياحة في كوريا الشمالية، خاصة في ظل محاولات الحكومة جذب زوار أجانب عبر مشاريع مثل منتجع وونسان. 

فبينما يعتمد السائح على لغة عالمية تسهل التواصل، تصر الدولة على فرض قاموس خاص بها قد يربك التجربة السياحية ويضعف فرص الانفتاح الاقتصادي.

تناقض بين الانفتاح الاقتصادي والانغلاق الثقافي

الخطوة الجديدة تعكس تناقض واضح، فمن جهة تسعى كوريا الشمالية لفتح أبوابها أمام الاستثمارات والمشروعات السياحية، ومن جهة أخرى تواصل إحكام السيطرة على ثقافة شعبها ومفرداته. 

هذا التناقض قد يحد من نجاح خطط التنمية ويجعلها محكومة بقيود أيديولوجية صارمة.

مقاومة التأثير الثقافي الخارجي

ورغم هذه السياسات المتشددة، يشير مراقبون إلى أن الثقافة الأجنبية تتسرب بالفعل داخل المجتمع عبر السوق السوداء ووسائل غير رسمية. 

وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة النظام على مواجهة «الغزو الثقافي» الذي لا يتوقف عند حدود أو حواجز سياسية.

ورغم تشديد الزعيم الكوري على اللغة والثقافة، تبقى محاولات العزل الكامل صعبة في عالم مترابط تتجاوز فيه التأثيرات الحدود بسهولة.

 فالسيطرة على الكلمات قد تؤجل التغيير، لكنها لا توقفه، ما يفتح باب التساؤل حول مستقبل الانغلاق في مواجهة المد الثقافي العالمي.

ويبقى السؤال الأهم: هل يمكن لمثل هذه الإجراءات الصمود أمام موجات التأثير الثقافي العابر للحدود؟ أم أن السيطرة اللغوية ستبقى مجرد محاولة مؤقتة في مواجهة واقع عالمي أكثر انفتاح وتداخل؟.

تم نسخ الرابط