الخميس 18 سبتمبر 2025 الموافق 26 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

اكتشاف ميناء مغمور مرتبط بمعبد «تابوزيريس ماجنا» بالإسكندرية

القارئ نيوز

أعلنت «البعثة الأثرية الدومينيكانية» العاملة في منطقة معبد «تابوزيريس ماجنا» غرب مدينة الإسكندرية، برئاسة الدكتورة «كاثلين مارتينيز» من جامعة «بيدرو إنريكيز أورينا الوطنية»، وبالتعاون مع الدكتور «روبرت بالارد» المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة «Ocean Exploration Trust»، عن العثور على شواهد أثرية جديدة تحت مياه البحر المتوسط، تؤكد وجود ميناء قديم مغمور بالمياه كان مرتبطًا بمعبد تابوزيريس ماجنا ومتصلاً مباشرة بالبحر.

احتواء الموقع على ميناء داخلي محمي بالشعاب المرجانية

وأوضحت نتائج «المسح الجيولوجي والأثري» الذي تم بالتعاون بين البعثة والدكتور «روبرت بالارد» والدكتور «لاري ماير» مدير مركز رسم الخرائط الساحلية والبحرية بجامعة نيوهامبشير، وبالاشتراك مع إدارة «المساحة البحرية المصرية» والإدارة العامة للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار، أن الموقع احتوى على ميناء داخلي محمي بالشعاب المرجانية، إضافة إلى العثور على مراسٍ حجرية ومعدنية بأحجام مختلفة، وكميات من «الأمفورات» التي تعود للعصر البطلمي، كما أظهرت النتائج أن خط الساحل القديم كان يبعد نحو 4 كيلومترات عن الساحل الحالي.

 امتداد نفق يربط بين معبد تابوزيريس ماجنا والبحر المتوسط

كما كشف المسح عن امتداد «نفق» يربط بين معبد تابوزيريس ماجنا والبحر المتوسط وصولًا إلى ما يعرف بمنطقة «سلام 5»، حيث عُثر على شواهد أثرية تدعم فرضية وجود نشاط بحري قديم.

وأشار السيد «شريف فتحي» وزير السياحة والآثار إلى أن هذا الاكتشاف يعكس العمق التاريخي والبعد البحري لمصر القديمة، مؤكدًا أن السواحل المصرية لم تكن مجرد مراكز حضارية، بل محاور استراتيجية للتواصل التجاري والثقافي مع العالم القديم، مضيفًا أن الوزارة ستواصل دعم هذه المشروعات البحثية التي تكشف عن كنوز مصر الغارقة.

ميناء مغمور تحت المياه في منطقة تابوزيريس ماجنا

ومن جانبه، أوضح الدكتور «محمد إسماعيل خالد» الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف عن ميناء مغمور تحت المياه في منطقة تابوزيريس ماجنا يمثل إضافة علمية بارزة لعلم الآثار البحرية المصرية، لاسيما أن المصادر القديمة لم تشر إليه من قبل، مشددًا على أن هذه النتائج تعزز فهم البنية الاقتصادية والدينية خلال تلك الحقبة وتؤكد مكانة مصر كمركز عالمي للنشاط البحري منذ آلاف السنين.

كما أكدت الدكتورة «كاثلين مارتينيز» أن هذه النتائج تمثل فصلًا جديدًا في دراسة تاريخ منطقة تابوزيريس ماجنا، مشيرة إلى أن البعثة مستمرة في أعمالها لكشف مزيد من أسرار هذه المنطقة الأثرية.

وجدير بالذكر أن البعثة كانت قد عثرت العام الماضي على ودائع للأساس أسفل الجدار الجنوبي للسور الخارجي لمعبد تابوزيريس ماجنا، احتوت على لقى أثرية وقطع جنائزية وطقسية تعود للعصر البطلمي المتأخر.

اكتشافات العديد من الأثريات

كما تم اكتشاف 337 عملة، تحمل العديد منها صورة الملكة «كليوباترا السابعة»، إلى جانب مجموعة أوانٍ فخارية طقسية، ومصابيح زيتية، وأوانٍ من الحجر الجيري لحفظ الطعام وأدوات التجميل، فضلًا عن تماثيل برونزية، وتميمة على شكل جعران منقوش عليها عبارة «عدالة رع قد أشرقت»، وخاتم برونزي مكرس للإلهة «حتحور».

 كما ضم الكشف شقفًا وأواني فخارية تؤرخ المعبد إلى العصر البطلمي المتأخر، بما يؤكد أن بناء جدران المعبد يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، إلى جانب بقايا معبد من العصر اليوناني يعود للقرن الرابع قبل الميلاد، تعرض للتدمير في الفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد وبداية العصر الميلادي.

تابوزيريس ماجنا يحمل في أعماقه أسرار لم تكشف

ويؤكد هذا الكشف أن «تابوزيريس ماجنا» ما زال يحمل في أعماقه أسرارًا لم تكشف بعد، إذ تعكس المكتشفات المتتالية ثراء الموقع وتنوع دوره الديني والاقتصادي والبحري.

كما يعزز استمرار البعثة الأثرية أعمالها الأمل في العثور على المزيد من الكنوز الغارقة التي تسلط الضوء على حضارة مصر القديمة.

تم نسخ الرابط