الأربعاء 08 أكتوبر 2025 الموافق 16 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

دراسة.. الخلايا التائية تمنح أملا لمرضى «الذئبة الحمراء»

مرض الذئبة الحمراء
مرض الذئبة الحمراء

تُعد «الذئبة الحمراء» من أكثر الأمراض المناعية الذاتية غموضًا وتعقيدًا، فهي من الحالات التي يهاجم فيها جهاز المناعة خلايا الجسم السليمة بدلًا من حمايتها، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة في الجلد والمفاصل والأعضاء الداخلية مثل الكلى والقلب والرئتين، وقد شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في الأبحاث المتعلقة بعلاج «الذئبة الحمراء» بعد أن كشفت دراسة علمية حديثة عن «نتائج واعدة» لاستخدام العلاج بالخلايا التائية المعدلة جينيًا، حيث أظهرت التجارب تحسنًا ملحوظًا في حالة المرضى الذين خضعوا لهذا النوع من العلاج، ما فتح باب الأمل أمام الآلاف ممن يعانون من هذا المرض المزمن.

العلاج بالخلايا التائية خطوة جديدة في الطب المناعي

أوضحت الدراسة التي أُجريت في أحد المراكز الطبية المتقدمة أن «الخلايا التائية» المعدلة تعمل على «إعادة توازن الجهاز المناعي» لدى المصابين بمرض «الذئبة الحمراء»، إذ يقوم هذا العلاج على مبدأ تعديل الخلايا التائية في المختبر بحيث تُعاد برمجتها لتتعرف على الخلايا المناعية المسببة للالتهاب وتوقف نشاطها الزائد، وبذلك يتم تقليل الهجمات المناعية ضد أنسجة الجسم، وقد بيّنت النتائج الأولية أن مجموعة من المرضى الذين تلقوا العلاج شهدوا تحسنًا في وظائف الكلى وانخفاضًا في مستويات الالتهاب بشكل عام، مما يعزز فكرة أن «الذئبة الحمراء» يمكن السيطرة عليها بفعالية عبر هذا النهج الحديث.

نتائج مشجعة ومؤشرات على فعالية العلاج

أكد الباحثون أن المرضى الذين تلقوا العلاج بالخلايا التائية استجابوا بشكل مدهش مقارنة بالعلاجات التقليدية، فبينما تعتمد العلاجات القديمة على الكورتيزون والمثبطات المناعية التي تضعف الجسم بمرور الوقت، فإن هذا العلاج الجديد يعتمد على «تعزيز الذكاء المناعي» للخلايا بحيث تميز بين العدو والصديق داخل الجسم، كما أن المرضى أظهروا استقرارًا في حالتهم الصحية لعدة أشهر بعد تلقي العلاج دون الحاجة إلى جرعات مرتفعة من الأدوية المثبطة للمناعة، مما يعد «تطورًا ثوريًا» في مجال علاج «الذئبة الحمراء» التي طالما كانت من الأمراض صعبة السيطرة.

الذئبة الحمراء وتأثيرها على حياة المرضى

تؤثر «الذئبة الحمراء» بشكل كبير على جودة حياة المريض، إذ يعاني المصابون منها من أعراض متغيرة تشمل التعب المزمن والآلام المفصلية والطفح الجلدي وتساقط الشعر، إضافة إلى اضطرابات في الكلى وضغط الدم، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التحكم بها، لذلك فإن ظهور علاجات جديدة يمثل بارقة أمل حقيقية للمرضى الذين أنهكتهم الأدوية التقليدية، حيث يعاني العديد منهم من آثار جانبية مزمنة مثل هشاشة العظام أو زيادة الوزن نتيجة الاستخدام الطويل للعقاقير المثبطة للمناعة، وهو ما يجعل «العلاج بالخلايا التائية» خيارًا واعدًا لتخفيف معاناة المصابين بالمرض.

تفاصيل الدراسة وأعداد المشاركين

شملت الدراسة التي استغرقت عدة أشهر عددًا من المرضى المصابين بـ «الذئبة الحمراء» بدرجات مختلفة من الخطورة، حيث تم استخراج عينات من خلاياهم التائية وإعادة برمجتها في المختبر لتتحول إلى خلايا «CAR-T» قادرة على استهداف الخلايا المناعية الشاذة، وبعد إعادة حقنها في الجسم بدأت الخلايا المعدلة في مهاجمة المسببات المناعية الضارة، ووفقًا للنتائج فإن أكثر من 60% من المرضى أظهروا تحسنًا ملحوظًا في الأعراض وانخفاضًا في مؤشرات الالتهاب، في حين تمكن بعضهم من تقليل جرعات الأدوية التقليدية بشكل تدريجي، وهو ما اعتبره العلماء دليلًا على أن هذا العلاج قادر على «إعادة ضبط الجهاز المناعي» بشكل متوازن.

رأي الخبراء في العلاج الجديد

قال الأطباء المشاركون في الدراسة إن هذا التقدم يمثل تحولًا نوعيًا في فهم وعلاج «الذئبة الحمراء»، مشيرين إلى أن العلاج بالخلايا التائية لا يقتصر على إيقاف الأعراض فقط، بل يسعى إلى «معالجة جذور المرض» من خلال استهداف الخلايا المناعية الخاطئة وإعادة تدريب الجهاز المناعي على التفرقة بين الخلايا الذاتية والخلايا الدخيلة، كما أكدوا أن هذا العلاج لا يزال في مراحله التجريبية الأولى، لكن نتائجه المبكرة تفتح الباب أمام «عصر جديد» من العلاجات الدقيقة التي تعتمد على «الطب الشخصي» أي تصميم العلاج حسب خصائص كل مريض على حدة.

التحديات التي تواجه تطبيق العلاج على نطاق واسع

على الرغم من النجاح المبدئي الذي أظهرته التجارب، إلا أن هناك تحديات تواجه تعميم هذا العلاج لمرضى «الذئبة الحمراء» حول العالم، إذ إن عملية تعديل الخلايا التائية مكلفة ومعقدة وتتطلب تجهيزات مخبرية عالية المستوى، إضافة إلى ضرورة متابعة المرضى لفترات طويلة للتأكد من استقرار حالتهم وعدم حدوث مضاعفات، كما أن إنتاج هذا النوع من العلاجات يحتاج إلى كوادر طبية مدربة على التكنولوجيا الحيوية المتقدمة، ومع ذلك فإن المؤسسات الطبية العالمية بدأت في الاستثمار في هذا المجال، لأن نتائجه حتى الآن تبشر بعصر جديد في علاج الأمراض المناعية المزمنة.

الذئبة الحمراء ومستقبل العلاج المناعي

يؤكد العلماء أن «الذئبة الحمراء» تمثل نموذجًا مثاليًا لتجربة فعالية العلاجات المناعية، لأنها من أكثر الأمراض التي يختل فيها توازن المناعة بشكل معقد، ومع نجاح العلاج بالخلايا التائية في الحد من أعراض المرض، فإن الأمل يتجدد في إمكانية تطوير بروتوكولات علاجية أكثر دقة وأقل آثارًا جانبية، حيث يمكن في المستقبل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص نوع الخلايا المناسبة لكل حالة، مما يزيد من فعالية العلاج ويقلل من التكلفة، وقد يرى العالم خلال السنوات المقبلة نقلة نوعية في علاج «الذئبة الحمراء» باستخدام أساليب تجمع بين علم المناعة والوراثة.

منحت هذه الدراسة بارقة أمل جديدة لكل من يعاني من «الذئبة الحمراء»، وأثبتت أن التقدم العلمي قادر على تحويل المستحيل إلى واقع، ومع استمرار الأبحاث السريرية قد يصبح العلاج بالخلايا التائية أحد الأعمدة الرئيسية في علاج الأمراض المناعية المعقدة، فبين «الابتكار العلمي» و«الأمل الإنساني» تظل «الذئبة الحمراء» اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الشفاء الممكن.

تم نسخ الرابط