رسائل من قمة السلام داخل أرض الفيروز

انتهت منذ قليل قمة شرم الشيخ للسلام، وتم توقيع بنود الاتفاق على وقف وانهاء الحرب في مدينة غزة، وكان قد وقع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الامريكي دونالد ترامب على بنود الاتفاق، وفيما يلي سرد لدور مصر التاريخي في وقف الحرب على غزة.

الدور التاريخي لمصر في وقف نزيف غزة

لم تتوانى مصر منذ اللحظة الاولى في محاولة وقف إطلاق النار داخل غزة، وإنهاء معاناة سكانها، فقد عملت مصر هي ودبلوماسيتها في كل انحاء العالم على محاولة جذب اكبر قدر من الاهتمام بالقضية الفلسطينة، وهو ما سعى له السيد الرئيس السيسي في عقد القمة العربية الطارئة داخل مصر في محاولة؛ لوقف إطلاق النار، بل وسعت مصر عبر سفرائها في تجميع ورصد اكبر قدر من التفاعل مع القضية، ونجحت في جذب أنظار العالم اجمع لما يحدث داخل غزة، بل واسهمت محاولتها الناجحة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دول عظمى لها حق الفيتو داخل مجلس الأمن، والامم المتحدة، مثل فرنسا، وانجلترا، لم تقف مصر مكتوفة الايدى أمام محاولات الغرب والولايات المتحدة، وإنما كانت متواجدة منذ اللحظة الأولى تسير بخطوات ثابتة، وتكلل مجهودها اليوم بالنجاح.

تغليب العقل واتباع الدبلوماسية

غلّبت مصر العقل منذ اليوم الاول، واخرجت بيانات عبر صفحة وزارة الخارجية المصرية، تدعو دائما لتغليب العقل، واتباع سياسة ضبط النفس، وإدانتها لكل ما يحدث من انتهاكات، ومجازر، وعمليات إرهابية داخل قطاع غزة، بل وسعت مصر في خطاباتها لإدانة أيه أفعال غير منضبطة من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة، كما وضعت يدها في يد أخوانها من العرب، وأدانت بأشد العبارات ما حدث على أراضي الدول العربية من عدوان إسرائيلي غاشم، وكانت مرحبة دوما بأيه اتفاقيات، او برتوكولات تعاون تسهم في وجود أيه حلول لإنهاء معاناة العزل داخل القطاع.

اتهامات باطلة ورؤى ناجحة

أيقنت مصر منذ اليوم الأول لحرب غزة، انها لن تبقى بعيدة عن الاتهامات، وهو ما حدث بالفعل، فقد تم توجيه عديد اتهامات لمصر بأنها تغلق معبر رفح، وتمنع مرور الشاحنات العالقة به، لم يمر الوقت الكثير، وخرجت إسرائيل لتقع في أشر أعمالها وتنقل عبر قناتها 12انها قصفت معبر رفح من الجانب الفلسطيني، كما يأتى القدر ليبرر ما تفعله مصر، ويظهر للعالم أجمع ان مصر تحاول بشتى الطرق تمرير المساعدات وإداخلها، وذلك عندما زار الرئيس الفرنسي ماكرون معبر رفح بجانب الرئيس السيسي، وصرح بأن إسرائيل هي من تغلق المعبر من جانبها.

شاحنات إغاثة عاجلة وأزمات في الداخل

لم تقف مصر مكتوفة الايدي، ولكنها سعت لجذب أكبر قدر من المساعدات الانسانية، لما لا وهي صاحبة أكبر قدر من المساعدات الإغاثية لأهالي قطاع غزة، فقد تم إدخال قدر كبير من الشاحنات، وأطنان من المواد الاغاثية لم يشهدها القطاع من قبل، وكانت صاحبة فكرة إنزال المساعدات عبر الطائرات لأهالي القطاع، عندما أغلقت إسرائيل معبر رفح، وكرم أبو سالم.

تصفية القضية الفلسطينية وموقف مصر الثابت

حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل بشتى الطرق تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاؤها، ولكن وقفت مصر ضد كل ما يدعو لهذا الأمر، واوضحت ان الهدف منه هو تصفية القضية الفلسطينية، وأكدت أن هذا لن ينهي معاناة النازحين والعزل، وإنما سينهي القضية بالكامل، وعلى الرغم من إغراءات مصر بشتى الطرق للقبول بهذه الصفقة، سواء من تسديد نصف ديونها، إلى إنهاؤها بالكامل، لم تتردد الدولة المصرية لحظة، بل رفضت بشكل قاطع كل ما يقال ويثار بشأن هذه القضية.

اضرار جسيمة من حرب غزة

رغم الاضرار على الدولة المصرية الجسيمة، من حرب غزة، لم تخرج ببيانا واحدا تقول فيه هذا، رغم تأثيرها البالغ بحركة الملاحة في قناة السويس، لما لا وقد قلت الارباح المعهودة سنويا لأكثر من 40%بسبب غارات الحوثيين وأنصار الله في البحر الاحمر، وتعطيل حركة الملاحة، والاستيلاء على السفن.

الاصوات المصرية في كل مكان

نرى يوميا نقل عدد كبير من قنوات الإعلام سواء المصري أو العربي عبر شاشاته، عدد كبير من المناظرات، وأخص منها المصرية، فلم يقف شخص مصري ولم يتوانى لحظة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ورعاية مصر لها منذ اللحظة الأولى، بل ويعّلم الطرف الآخر في المناظرة، ما يحدث داخل القطاع، وان تصريحات إسرائيل جميعها إستهلاكية، وأغلبها غير صحيحة.

قوى مصر الناعمة

تمثلت قوى مصر الناعمة تواليا، وتبنت ما يحدث داخل غزة، وصارت تتحدث عن أغلب الفضائيات المصرية، لما لا وهى قضية مصر الأولى، فلم تقف مصر عند هذا الحد وإنما ساهمت في تغطية أجزاء كبيرة منها وتوثيقها عبر فضائياتها.

رسالة للعالم

لم تختار مصر شرم الشيخ كمقر للمفاوصات عبثا، ولكنها تريد إيصال رسالة للعالم أجمع اننا اليوم نقف داخل تلك الارض التي استرددناها من إسرائيل، وهي الآن أكثر أماكن العالم أمنا، على الرغم من بعدها القليل من موقع الحرب ومدينة غزة

العالم أجمع يتحدث عن مصر

لفتت أنظار العالم مدينة السلام، وأرض الفيروز اليوم بعد استقبالها أكثر من32 رئيس دولة وقائد، غيرهم الكثيرون، فقد تم نقل الحدث من 253 فضائية وقناة في مختلف أنحاء العالم.

مواقف مؤثرة (لا تنسى)

نذكر جميعا موقف هذا الرجل المصري الشجاع، بائع الفاكهة الذي تصرف بكل عفوية، وشهامة وجدعنة المصريين، فعندما مرت أمامه شاحنات الإغاثة التي تتجه نحو غزة، لم يتردد لحظة، ولم يفكر في نفسه ورزق أولاده، وألقى بالبرتقال الذي كان يبيعه على هذه العربات المتجه نحو غزة.

قائد عظيم، ودبلوماسي مغّوار

اتجهت أنظار العالم اليوم وسجلت، ودونت صورة الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد اتفاقية السلام، وبطلها الأول بامتياز، وداخل أرض الفيروز، تحدث زعماء العالم عن دبلوماسيته، وحكمته، وحنكته في إدارة ما حدث أثناء الحرب، وبل وما وصل به الحال اليوم.