انطلاق مؤتمر المجتمع المدني الأورومتوسطي فى مدينة برشلونة
فى إطار تعزيز السلام والتفاهم بين الثقافات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تستضيف مدينة برشلونة مؤتمر المجتمع المدني الأورومتوسطي، اليوم الأحد.
يُعقد المؤتمر تحت عنوان "استعادة إنسانيتنا المشتركة، ومكافحة الاستقطاب، واللاإنسانية، والتطرف الناجم عن الصراع في الشرق الأوسط"، ويهدف إلى معالجة التحديات الملحة التي تهدد السلم الاجتماعي في المنطقة، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتعاون بين المجتمعات الأورومتوسطية.
أهداف المؤتمر
يهدف المؤتمر بشكل أساسي إلى جمع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني من أجل تبادل الآراء والخبرات حول مشكلة الاستقطاب واللاإنسانية والتطرف الناتج عن النزاعات في منطقة الشرق الأوسط.
ويؤكد المؤتمر على الدور الأساسي الذي يلعبه المجتمع المدني في الحفاظ على تماسك المجتمعات ومنع تدهورها نتيجة للتطرف.
كما يسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية معالجة آثار الاستقطاب بطريقة شاملة تأخذ في الاعتبار العلاقات المتشابكة بين الثقافات المختلفة.
تعزيز الحوار الثقافي وبناء السلام
يضع المؤتمر مسألة تعزيز الحوار بين الثقافات على رأس أولوياته، حيث يُعتبر ذلك عنصراً أساسياً في تعزيز التفاهم المتبادل وتقليل النزاعات.
كما يهدف المؤتمر إلى دفع مبادرات بناء السلام، مع التركيز على دور المجتمع المدني في هذه الجهود، وتشجيع مشاركة المرأة وإشراك الشباب كعناصر فاعلة في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، يولي المؤتمر اهتمامًا خاصًا بمكافحة خطاب الكراهية باعتباره أحد العوامل التي تؤجج الاستقطاب وتعرقل جهود تحقيق السلام.
التعاون المشترك لمواجهة تحديات التلاعب بالمعلومات
يبحث المؤتمر أيضًا سبل التعاون لمواجهة التحديات المتزايدة المتعلقة بالتلاعب بالمعلومات والتفكير الانقسامي. ويعمل المشاركون على وضع استراتيجيات مشتركة لمكافحة المعلومات المضللة، وتعزيز السرديات الإيجابية التي تركز على القيم الإنسانية المشتركة.
إذ يعتبر المشاركون أن الصراع في الشرق الأوسط كان له دور كبير في انتشار الكراهية ونزع الصفة الإنسانية عن "الآخر"، مما أدى إلى تفاقم التطرف لعقود طويلة، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود لمعالجة آثاره.
حضور واسع لممثلي المجتمع المدني وصناع القرار
يشهد المؤتمر حضورًا واسعًا من ممثلي منظمات المجتمع المدني وصناع القرار وقادة الفكر من أكثر من 30 دولة أوروبية ومتوسطية، مما يعكس مدى الاهتمام الدولي بمعالجة القضايا المشتركة في المنطقة.
ومن بين الحضور شخصيات بارزة مثل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل، ورئيسة مؤسسة آنا ليند الأميرة ريم علي، والرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط سينين فلورينسا.
الكلمة الختامية للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي
سيختتم المؤتمر بكلمة يلقيها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي يعد من أبرز الداعمين لتعزيز التعاون والسلام بين دول المنطقة.
يأتي هذا المؤتمر بتنظيم المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط (IEMED) وبالتعاون مع خدمة العمل الخارجي الأوروبي وخدمة أدوات السياسة الخارجية التابعة للمفوضية الأوروبية، مما يعكس الالتزام الأوروبي بدعم مبادرات المجتمع المدني في معالجة قضايا الاستقطاب والتطرف.
التطلعات المستقبلية لمؤتمر المجتمع المدني الأورومتوسطي
يطمح مؤتمر المجتمع المدني الأورومتوسطي إلى أن يكون بمثابة منصة فعالة لتشجيع التعاون بين الدول الأورومتوسطية والمجتمع المدني من أجل مواجهة الاستقطاب والتطرف الذي نشأ عن النزاعات المتواصلة في الشرق الأوسط.
ويأمل المنظمون والمشاركون في أن يُسهم هذا المؤتمر في تعزيز جهود بناء السلام وتفعيل الحوار بين الثقافات، مما يسهم في خلق مستقبل أكثر استقرارًا وتماسكًا لشعوب المنطقة.