الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى وفاته.. ماذا تعرف عن مصطفى محمود صاحب "العلم والإيمان"

 مصطفى محمود
مصطفى محمود

مصطفى محمود هو طبيب وأديب وفيلسوف مصري أحبه العديد من المصريين واستمعوا لبرنامجه "العلم والإيمان"، وأثار الجدل والتفكير حوله لتحدثه إلى مواضيع لم يتحدث عنها غيره.

ولادة مصطفى محمود

ولد مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ يوم 27 ديسمبر من عام 1921، وذلك في شبين الكوم بمحافظة المنوفية بمصر.

كان يطلق على عائلة مصطفى محفوظ "الأشراف"، وذلك لعودة نسبهم إلى آل البيت إلى علي رضي الله عنه.

وكان مصطفى محمود هو أصغر أبناء أسرته، وكانوا من الطبقة المتوسطة، عاش في المنوفية إلى أن انتقل لطنطا حيث كان يعمل والده موظفا حكوميا، واختاروا منزلا بالقرب من مسجد السيد البدوي أحد أبرز النزارات الصوفية، وهو ما أثر على توجهات مصطفى محمود الفكرية.

كان والده محبا للقراءة والكتب، فنشأ مصطفى محمةد كوالده وتربى على محاسن الأخلاق.

دراسة مصطفى محمود

التحق مصطفى محمود بالكتاب كغيره من المصريين في ذلك الوقت، في سن صغيرة، ولكن بسبب خوفه من التعرض للضرب هناك كان يهرب إلى سور الحديقة حتى انتهاء موعد الكتاب ثم يذهب إلى المنزل

إلى أن ذهب إلى مدرسة "الشوكي"، وحفظ فيها أجزاء من القرآن الكريم وتعام العربية والحساب، ولكن بسبب خوفه من التعرض للضرب أيضا جعله يتراجع دراسيا واستمر في الرسوب نحو 3 أعوام.

وظهر تفزقه الدراسي بعد أن تغلب على خوفه من الضرب، وهنا بدأ مصطفى محمود حبه للصوفية والمالد والذكر، وظهرت قدرته على تأليف القصص وروايتها لأقرانه، واشترى ملابس الكشافة وكان يخيم في بعض المناطق القريبة، وذلك بسبب حبه للترحال.

وأخيرا التحق بمدرسة طنطا الحكومية في المرحلة الثانوية وهي المرحلة التي برزت فيها مواهبه الأدبية والشعرية، فكتب القصص القصيرة والشعر والزجل، وبجانب الأدب أحب التجارب العلمية وكان يشتري بمصروفه مواد  كيميائية يستخدمها في تجارب خاصة به.

الحلم والدراسة

كان يحلم مصطفى محمود أن يكون رحالا أو موسيقارا أو مخترعا، وجمع عدة أشياء أحبها.

ولكنه التحق بكلية الطب بجامعة القاهرة، وبفضل حبه للعلوم أنشأ معملا صغيرا في منزل والده صنع فيه الصابون والعطور وشرح الضفاضع، كما استخدم الكلور في قتل الحشرات.

استمر في تجاربه الخاصة المتعلقة بالكهرباء والبطاليات، وحاول عمل اختراع مع صديقه، كأجهزة الميكروفون وجهاز لقياس النبض، واستخدموا في تجتربهم مواد بسيطة.

كان مشهورا بين زملائه بولعه بالتشريح، حيث اشترى نصف جسد ودماغ وحفظها بالفورمالين في منزله لدراستها، الأمر الذي أدى لموته بعد ذلك بسبب تحسسه من الفورمالين التي أضرت جهازه التنفسي.

خلال سنته الثالثة أصيب بمرض في صدره حتم من بقاءه في مصحة ل3 سنوات ما أتاح له الفرصة للانعزال والتأمل والتفكير وإثراء تكوينه الفكري وكتابة القصص القصيرة.
ليعود بعد ذلك لمتابعة دراسته وتخرج من كلية الطب، من تخصص الأمراض الصدرية  في عام 1953.

ورغم اتمامه دراسة الطب ظل متعلقا بالأدب والقصص القصيرة، التي كان ينشرها أحيانا ببعض الصحف والمجلات.

تجربته الفكرية والأدبية

كان مصطفى محمود يعتبر أن حياته عبارة عن هجرة مستمرة للبحث عن الحقيقة، اهتم بالبحث حول السبب في خلق الإنسان ووجوده، وظهرت أفكاره هذه في كتابته الأدبية.
خلال حياته مر بمرحلتين الشك، واليقين.

مرحلة الشك

وكانت مرحلة الشك تتضمن انبهاره التام بالعلم والحقائق الواقعية وكان يرى أن العلم يقدم صورة مادية لله، قكان يتصوره على أنه الطاقة الباطنه في الكون، ما جعله يعتقد في تلك الفترة أن الله هو الكل والمخلوقات هي تجلياته، وسيطرت عليه فكرة التناسخ في هذه المرحلة، وأكد محمةد أنه لم يكن ملحدا قط، وإنما كان لابد له من الشك حتى يتوصل إلى الحقيقة، أي أنه شك يؤدي للإيمان لا للجحود.
ووصف هذه المرحلة من حياته بأنها مرحلة علمانية حاول فيها أن يصور المجتمع بمنظور واقعي، شكك فيها من المسلمات الدينية وهو ما ظهر في بدايات كتاباته الأدبية، الفترة التي بدأ فيها في التفكير خلال عزلته في المصحة ما أتاح لع الفرصة في التفكير والتأمل، وأعطى بعد خروجه عددا من القصص للمفكرين المصريين والأدباء آنذاك ونشر بعضها في عدد من الصحف والمجلات المصرية، منها قصتين في مجلة الرسالة، ونشر في أخبار اليوم، ومجلة التحرير وتعرف هناك على عدد من المفكرين كيوسف إدريس وإحسان عيد القدوس وآخرين، ليعمل بعدها بروز اليوسف وغيرها.

عمل محمود باليد من المستوصفات والمستشفيات كالعباسية والجيزة وغيرها، وبمرور السنوات بدأ الموت يكسر غروره العلمي ووقف عاجزا عن تقديم تفسيرات منطقية الموت ما جعله في نهاية الخمسينيات يعيد تفكيره في التوجه المادي.

وعند علاجه لبعض مصابي الأمراض الصدرية وعودتهم للمشفى بعد عام أو اثنين بدأ يشعر أن عمله في الطب لا يناسبه وأحبط من عدم قدرة الطب على العلاج البشر بشكل حقيقي فترك الطب واتجه للأدب.

عقب استقالته بدأ مرحلة الارتحال واكتشاف الحقائق وقام بعدة مغامرات بالصحراء والغابات وكتب خلالها بعض الروايات والدروس العلمية، إلى أواخر الستينييات التي اهتم بها بالبحث عن الأديان كالهندية والبوذية واليهودية والمسيحية والإسلام، ووجد إجابات كل ما كان يؤرقه في القران.

مرحلة اليقين

وهنا بدأ مرحلة اليقين منذ 1970 حتى وفاته 1907، الأمر الذي ظهر في كتاباته أيضا وتحولت لكتب إسلامية كأشهر كتبه: "رحلتي من الشك إلى الإيمان" و"حوار مع صديقي الملحد".

وفي هذه المرحلة ناهض الفكر الماركسي والشيوعي وكتب عنه، وناقش خلالها كل أفكار الغزو الفكرية في كتبه.

وتأثر مصطفى محمود بالفكر الصوفي وشيوخه في أواخر السبعينيات وظهر في كتابات مثل  "الوجود والعدم" و"القرآن كائن حي"، وبسبب تطرقه لرفض بعض المسلمات الدينية وطرح موضوعات لم يشاع الحديث فيها ومناقشتها من منظور عقلاني كمسائل القضاء والقدر والجنة والنار وغيرها، عارضه علماء الأزهر واتهموه بالكفر والفسق ومنعت بعض كتبه من الأسواق.

ولمته أعاد النظر في هذه الكتب بعد ذلك ليس بسبب الضغط وإنما اتجاهه إلى أن التفكير المادي لا يمكنه تفسير كل شيء.

وعاد الأزهر يمنعه من نشر كتابه "القرآن محاولة لفهم عصري"، حيث كان ممنوعا على غير خريجي الكليات الدينية تفسير القرآن ولكنهم سمحوا له بذلك لاحقا.

أعمال محمود الخيرية

رغب مصطفى محمود بترك أثر لدى الناس، فكرس حياته للأعمال الخيرية وأنشأ مسجد اسماه باسم والده "مسجد محمود"، ثم ألحق بع مستشفى خيريا متخصصا، وبنى كذلك عدد من من المراكز الطبية والبحث المتخصصة بالطب البديل والعلاج الطبيعي، التي احتوت على 4 مراصد فلكية ومتحف جيولوجي.

واستقبلت مراكزه آلاف المرضى يوميا في تخصصات عدة وأجريت 60 عملية مجانية كل يوم، ووصلت امداداته إلى قرى مصر النائية أيضا أسماها "قوافل الشتاء والصيف"

رفضه للمناصب

رفض مصطفى محمود تقلد وظيفتي وزير الثقافة أو وزير الأوقاف، التان عرضتا عليه من قبل الرئيس أنور السادات، وعلق بأنه يعاني من السلطة منذ 20 عاما ولا يرغب أن يكون جزءا منها، ورفض أيضا أن يكون رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال أو حتى مستشارا له.

مؤلفات مصطفى محمود

ألف مصطفى محمود حوالي 89 كتاب في العديد من المجالات شملت القصص القصيرة، الرواية، المسرح، الفلسفة، السياسة، الأدب الديني، والرحلات.

فمن مؤلفاته في القصص القصيرة: 

(رائحة الدم، شلة الأنس).
ومن رواياته: (المستحيل، الأفيون).
ومن المسرحيات: ( حكايات مسافر، الإسكندر الأكبر).

ومن أدب الرحلات: (الغابة)

من الكتب العلمية: (أينشتاين والنسبية)

أما كتبه في الإسلاميات فعديدة مثل: (الإسلام في خندق، الطريق إلى الكعبة، رأيت الله، الإسلام ما هو)

ومن أبرز كتاباته الفلسفية: (الوجود والعدم، السر الأعظم)

ومن كتاباته السياسية: (إسرائيل.. البداية والنهاية، المؤامرة الكبرى)

فضلا عن العديد من المقالات الوجدانية مثل: (اعترفوا لي، 55 مشكلة حب).

برنامج العلم والإيمان

اشتهر مصطفى محمود أيضا ببرنامجه العلم والإيمان والذي كان كموسوعة كبيرة اشتملت على مجالات متعددة: كالطبيعى، البيئة، الجغرافيا، الطب، الفلك، علوم النبات والحشرات وغيرها، وحاول ربط العلم بالإيمان للرد على مدعي أن العلم يناقض الإيمان.

ووصل مجموع حلقات البرنامج إلى  400 حلقة، بدأت في  عام 1971 حتى 1999، سعى خلالها مصطفى محمود إلى حث الناس على التأمل والتفكير في قدرة الله واستخدام أسلوب علمي يمكن للجميع فهمه.

الجوائز التي حصدها

حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1995 بمصر، وذلك بسبب جهوده الفكرية والأدبية.

وفاة مصطفى محمود

توفي مصطفى محمود بعد أن أصيب بجلطة استمر في علاجها لأشهر، انتهت بموته، يوم السبت الموافق 31 أكتوبر 2009،  في القاهرة عن عمر 88 عام، وتم تشييع جنازته من مسجده في جنازة مهيبة.

تم نسخ الرابط