بوريل: إعفاء إسرائيل من العقوبات يضر بمصداقية الاتحاد الأوروبي
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والانتهاكات المتكررة للقانون الدولي، اقترح جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على الدول الأعضاء اتخاذ خطوات حاسمة تجاه إسرائيل.
وشملت مقترحاته حظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية وتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل.
وأكد بوريل أن هذه الإجراءات تستند إلى رأي استشاري لمحكمة العدل الدولية وتشابه سياسات الاتحاد السابقة تجاه منتجات المناطق الأوكرانية المحتلة من قبل روسيا.
كما شدد على أهمية إجراء تقييم شامل لمدى التزام إسرائيل باتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، لتمهيد الطريق نحو تعليق هذا الاتفاق إذا استدعت الضرورة.
كارثة إنسانية في غزة
وصف بوريل الأوضاع في غزة بأنها "كارثية"، مشيراً إلى الدمار الهائل الذي تعرض له شمال القطاع، والذي كان يضم أكثر من مليون شخص قبل أن يصبح شبه مهجور نتيجة أسابيع من القصف المستمر.
وأدى هذا التصعيد إلى تدمير المراكز الصحية والملاجئ والمدارس، مما دفع الكثيرين لاستخدام مصطلح "التطهير العرقي" لوصف ما يجري.
كما أوضح بوريل أن سكان غزة يعانون نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، حيث لا يزال نحو 400 ألف شخص في شمال القطاع تحت تهديد السلاح دون وصول أي مساعدات إنسانية تُذكر.
انتقاد بوريل للحصار والتعتيم الإعلامي
انتقد بوريل بشدة استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، وخصوصاً منع دخول الصحفيين والمراقبين الدوليين. ووصف الوضع بأنه "أطول فترة تعتيم إعلامي فرضتها دولة ديمقراطية".
كما أشار إلى وجود أدلة دامغة على استهداف الصحفيين بشكل مباشر، حيث بلغ عدد القتلى من الصحفيين أكثر من 130 حتى الآن، وهو ما يعكس انتهاكات جسيمة لحرية الإعلام وحقوق الإنسان.
تهجير قسري في غزة ومناطق أخرى
أكد بوريل أن السياسات الإسرائيلية في غزة تُعيد نفسها في مناطق أخرى مثل جنوب لبنان والضفة الغربية.
وأوضح أن الفلسطينيين في هذه المناطق يواجهون تهجيراً قسرياً بفعل العنف المنظم من قبل المستوطنين والقصف الإسرائيلي المتكرر.
ورأى أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية، وتتطلب رداً حازماً من المجتمع الدولي.
الدعوة لتطبيق معايير أوروبية موحدة
شدد المسؤول الأوروبي على أهمية تطبيق الاتحاد الأوروبي لمعايير موحدة في التعامل مع الانتهاكات الدولية.
وأشار إلى أن الاتحاد سبق وفرض عقوبات على دول أخرى بسبب انتهاكات مشابهة، مما يجعل إعفاء إسرائيل من العقوبات أمراً يضر بمصداقية الموقف الأوروبي.
وأكد بوريل أن ازدواجية المعايير تُضعف قدرة أوروبا على الدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد.
تداعيات إنسانية واجتماعية على أوروبا
حذر بوريل من أن الأزمة الإنسانية في غزة قد تترك أثراً سلبياً على أوروبا، مشيراً إلى إمكانية تصاعد موجات الهجرة والتوترات الاجتماعية داخل دول الاتحاد.
كما أشار إلى أن تصاعد العنصرية ضد اليهود والمسلمين والعرب قد يصبح نتيجة مباشرة لهذه الأزمة، مما يُهدد استقرار المجتمعات الأوروبية.
بوريل يدعو إلى اتخاذ إجراءات حاسمة مع إسرائيل
في ختام تصريحاته، أكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الاستمرار في "العمل كالمعتاد" مع إسرائيل في ظل هذه الانتهاكات.
ودعا الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات حازمة تضمن حماية النظام العالمي القائم على القواعد وتعزز من احترام حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن تُناقش هذه المقترحات خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي المقبل، حيث سيُحدد مستقبل العلاقة مع إسرائيل بناءً على مدى استجابة الاتحاد لهذه التحديات.