وزارة الصحة تحذر من تأثير الأمراض الوراثية النادرة.. تعرف على المخاطر
في خطوة هامة للحد من انتشار الأمراض الوراثية النادرة، حذرت وزارة الصحة والسكان المصرية من خطورة هذه الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة، داعية إلى أهمية الكشف المبكر والوعي الجماهيري بأعراض هذه الأمراض وكيفية التعامل معها.
وتأتي هذه التحذيرات ضمن إطار جهود الوزارة لتحسين مستوى الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض الوراثية التي قد تهدد حياة الأفراد وتؤثر على نوعية حياتهم.
ما هي الأمراض الوراثية النادرة؟
الأمراض الوراثية النادرة هي تلك التي تحدث نتيجة لوجود طفرات جينية تؤثر على وظائف أعضاء الجسم وغالباً ما تكون هذه الأمراض غير معروفة أو يصعب تشخيصها، مما يجعل علاجها تحديًا كبيرًا، تتنوع هذه الأمراض بين مشاكل في الجهاز العصبي، الجهاز المناعي، أو أي جزء آخر من الجسم، وقد تؤدي إلى إعاقة شديدة أو حتى الوفاة في بعض الحالات.
أشارت وزارة الصحة والسكان إلى أن العديد من الدراسات قد أكدت أن زواج الأقارب يزيد من احتمالية إصابة الأطفال بالأمراض الوراثية في كل حمل.
كما أوضحت الوزارة أن خطر الإصابة بالأمراض الوراثية يزداد بشكل أكبر إذا كان الوالدان مصابين أو حاملين لجينات الأمراض، حتى وإن لم تظهر عليهما أي أعراض.
وأكدت وزارة الصحة أن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لدى الأطفال حديثي الولادة تستهدف 19 مرضًا، وتوفر العلاج بشكل مجاني وأشارت الوزارة إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى ضمان وصول المجتمع إلى جيل صحي خالٍ من الإعاقات الناتجة عن هذه الأمراض.
وأوضحت أن المبادرة تركز على الكشف عن 19 مرضًا وراثيًا لدى حديثي الولادة، مع الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من المبادرة تتضمن إجراء فحوصات طبية للأطفال حديثي الولادة في الحضانات داخل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان.
المخاطر الصحية للأمراض الوراثية النادرة
صعوبة التشخيص: غالباً ما تظل هذه الأمراض غير مكتشفة في المراحل الأولى من حياتها، مما يؤدي إلى تأخير العلاج والتعامل معها بشكل صحيح.
التأثير على الحياة اليومية: العديد من الأمراض الوراثية النادرة تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد اليومية، مثل صعوبة الحركة أو التأثيرات العصبية الشديدة التي يمكن أن تعيق الأنشطة العادية.
الانتقال للأجيال القادمة: في بعض الحالات، يمكن أن تنتقل هذه الأمراض من جيل إلى جيل، مما يزيد من خطر تكرارها داخل الأسرة.
أهمية التشخيص المبكر
من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من تأثير الأمراض الوراثية النادرة هي التشخيص المبكر، قد يساعد الكشف المبكر عن هذه الأمراض في تحديد العلاج المناسب، مما يقلل من الأضرار ويزيد من فرص حياة طبيعية للأفراد المصابين، تسعى وزارة الصحة المصرية لتوسيع نطاق الفحوصات الوراثية في مراكز الرعاية الصحية، وتوفير التوعية اللازمة للمواطنين حول أهمية الكشف المبكر.
الوقاية والتوعية
تعتبر الوقاية من الأمراض الوراثية النادرة أحد الأهداف الأساسية التي تعمل عليها وزارة الصحة وتتمثل الوقاية في عدة جوانب:
1.الفحص الوراثي قبل الزواج: تشجيع الأزواج على إجراء الفحوصات الوراثية لتحديد احتمال إصابة أطفالهم بأمراض وراثية نادرة.
2.التوعية المجتمعية: تسعى الوزارة إلى نشر الوعي حول أهمية الفحص الوراثي والكشف المبكر لأفراد المجتمع من خلال الحملات التوعوية والإعلامية.
3.البحث العلمي والتطوير: دعم الأبحاث العلمية والابتكارات الطبية التي تهدف إلى علاج هذه الأمراض النادرة، مما يساعد في تقليل الأعباء الصحية على المجتمع.
خطط وزارة الصحة لمواجهة الأمراض الوراثية النادرة
أعلنت وزارة الصحة عن عدة مبادرات لمكافحة الأمراض الوراثية النادرة، ومنها:
إطلاق برامج الفحص الجيني: لتعزيز فحص الأطفال حديثي الولادة للكشف عن الأمراض الوراثية الشائعة في مصر.
دعم مراكز الرعاية الصحية: تزويدها بالأدوات والكوادر الطبية المؤهلة لتشخيص الأمراض الوراثية وعلاجها.
التعاون مع المنظمات الدولية: لتعزيز البحث العلمي في مجال الأمراض الوراثية النادرة وتوفير العلاجات المتقدمة.
تعتبر الأمراض الوراثية النادرة من القضايا الصحية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا من قبل جميع فئات المجتمع، من خلال التشخيص المبكر والوقاية المناسبة، يمكن الحد من تأثير هذه الأمراض بشكل كبير، وزارة الصحة المصرية تسعى جاهدة لتحسين مستوى الوعي المجتمعي وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للتعامل مع هذه الأمراض، مما يعزز من صحة وسلامة المواطنين على المدى الطويل.