دليلك لعمل الخير.. وصايا نبوية تفتح لك أبواب الجنة
الخير هو أساس الحياة الطيبة، ويعد من أهم السبل التي تضمن للإنسان الراحة النفسية، والتوازن الداخلي، وتحقيق مرضاة الله عز وجل، إن العمل الصالح ليس محصورًا في جانب واحد من الحياة، بل يشمل كافة المجالات التي يعيش فيها الإنسان، سواء في علاقاته مع الآخرين، أو في تعامله مع نفسه ومع ربه، ومن أجل أن نسير على الطريق الصحيح نحو عمل الخير، قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا النبوية التي تُنير لنا هذا الطريق، وتفتح لنا أبواب الجنة.
في هذا المقال سنتعرف على سبع وصايا نبوية عظيمة تُرشدنا إلى كيفية العمل بالخير:
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة على فعل الخير والقيام بالأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى وتساهم في تحسين حياة الآخرين، أحد هذه الأحاديث التي تبرز عظمة معاني الخير والإحسان جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه”.
وقد شرح فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، هذه الأحاديث القيمة وبيّن كيفية فهمها وتطبيقها في حياتنا اليومية وأكد أن هذه الوصايا السبع التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، تركز على قضاء حاجة الآخرين ورفع معاناتهم، مع أن الجزاء الكبير من الله سبحانه وتعالى يكون في الآخرة، حيث يقف الله مع من يخفف عن الآخرين في الدنيا، ويقوم بتفريج كرباتهم.
من بين الأعمال العظيمة التي حث عليها الحديث الشريف، نجد “من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا”. هذا يشمل الكثير من الأفعال الطيبة مثل مساعدة المريض، وسداد ديون المعسرين، وتوفير العون للفقراء والمحتاجين، كما أن تفريج الكرب عن الآخرين يساهم في تخفيف معاناتهم في الدنيا، وهو ما سيكون له أجر عظيم يوم القيامة، في هذا السياق أشار الدكتور علي جمعة إلى أن الإنسان إذا قام بتفريج كربة عن أحد، فإن الله لا يضيع هذه الأعمال ويُفرج كرب الشخص في الآخرة، وأكد أن الإنسان يجب أن يعمر هذه الدنيا بالأعمال الصالحة لأنها بمثابة اختبار للآخرة.
وقد ورد عن الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنه، أنه قال: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”، وهذا يدل على أن مساعدة الآخرين هي من أعظم الأعمال التي يحبها الله، وأن من يقوم بذلك سيجد الله في عونه ومساعدته وهو ما يعزز من أهمية التعاون بين الناس والوقوف إلى جانبهم في وقت حاجتهم، كما أن مثل هذه الأعمال تُفتح أمام الإنسان أبواب الإجابة للدعاء، حيث يكون الله سبحانه وتعالى في عون من يعين الآخرين.
أما عن التيسير على المعسرين، فإن من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم هو التخفيف عن المدينين أو المعسرين، فإذا كان شخصٌ ما يواجه صعوبة في سداد دينه، يمكن للمسلم أن ييسّر عليه إما بتأجيل السداد أو حتى إسقاط الدين، وفي هذا السياق يرى البعض أن إسقاط الدين عن المعسر يعد من الأعمال التي قد تكون أكثر فضلاً من أداء بعض الفرائض، وذلك لكونه نوعًا من أنواع التيسير التي يحبها الله.
ومن الأعمال الأخرى التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، هي ستر عيوب المسلمين، فقد أمرنا النبي ألا نفضح أحدًا أو نتكلم في أعراض الناس، بل أن نتعامل مع الجميع برفق ورحمة، وقال صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيت أخاك على ذنب فاستره ولو بهدبة ثوبك” وهذه النصيحة تؤكد على أهمية الحفاظ على خصوصية الآخرين وعدم فضحهم، بل مساعدتهم على التوبة والعودة إلى الله.
وفيما يخص العلم، فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن طلب العلم يعد من أعظم الأعمال التي تقرب الإنسان إلى الجنة، فقد قال: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة”، وهذا يشير إلى أهمية العلم في الإسلام، وأن كل من يسعى لتحصيله، سواء من خلال حضور الدروس أو قراءة الكتب، يكون في طريقه إلى الجنة، ويعتبر العلم من الوسائل التي ترفع من شأن الإنسان في الدنيا والآخرة.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى أهمية مجالس العلم وقراءة القرآن، حيث قال: “ما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة”، هذه الدعوة تشير إلى أن مجالس العلم والذكر هي من أعظم الأماكن التي تحيط بها رحمة الله وتستحق الإحترام والمشاركة.
ختامًا، من خلال هذه الأحاديث الكريمة، يتضح أن فعل الخير لا يقتصر على التصدق بالمال أو الأعمال الظاهرة، بل يشمل أيضًا مساعدة الآخرين في أوقات حاجتهم، وتعليمهم، وحفظ كرامتهم، وتيسير أمورهم، وهذه الأعمال جميعها ترسخ القيم الإنسانية وتعزز من روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، وهو ما يساهم في بناء مجتمع متماسك ومتعاون يعين أفراده بعضهم بعضًا في الدنيا ويسعى الجميع لمرضاة الله سبحانه وتعالى.