كيف نستدل على نتيجة صلاة الاستخارة؟.. مجدي عاشور يجيب
صلاة الاستخارة من العبادات العظيمة التي شرعها الإسلام لطلب التوفيق من الله عز وجل في أمور الحياة التي يحتار فيها المسلم، وبينما يحرص المسلمون على أدائها عند مواجهة قرارات مصيرية أو مفترق طرق في حياتهم، يظل السؤال الذي يشغل الكثيرين: كيف نعرف جواب صلاة الاستخارة؟
أجاب عن هذا السؤال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا أن جواب صلاة الاستخارة ليس بالضرورة أن يأتي في صورة رؤيا أو إشارة واضحة، بل يتمثل غالبًا في حالة من انشراح الصدر أو الانقباض، فإذا وجد الشخص بعد الاستخارة أن صدره منشرح للأمر، وأن الأمور تسير بتوفيق من الله، فهذا دليل على الخير في هذا القرار، أما إذا وجد انقباضًا أو صوارف متعددة تحول دون الإقدام عليه، فهذا إشارة إلى تركه.
وفي منشور عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، شدد الدكتور عاشور على أن معرفة نتيجة الاستخارة لا تتوقف على الرؤى في المنام، مؤكدًا أن الرؤى ليست شرطًا للاستدلال على الجواب، ودعا إلى أهمية الاستشارة إلى جانب الاستخارة، مشيرًا إلى ضرورة سؤال أهل الخبرة والاختصاص في الأمر الذي يحتار فيه المسلم.
الاستشارة والاستخارة معًا طريق إلى التوفيق
الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أضاف خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء أن الاستخارة تُظهر نتيجتها من خلال القبول النفسي أو التردد والانقباض، وأن الرؤيا ليست جزءًا أساسيًا في معرفة الإجابة، ونصح من لا يرى دلالة واضحة بعد الاستخارة بتكرارها واللجوء إلى الله بالدعاء والاعتماد على الاستشارة الموثوقة، مؤكدًا أن الاستخارة تنقسم إلى نوعين: الأولى عند التردد بين خيارين، والثانية عند العزم على أمر لا يعلم المسلم إن كان خيرًا له أم لا.
أفضل وقت لصلاة الاستخارة
سؤال آخر تلقته دار الإفتاء كان حول أفضل وقت لصلاة الاستخارة، أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، موضحًا أن أفضل وقت لها هو في الثلث الأخير من الليل، حيث يتنزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيقول: “هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟” وأكد أن هذه الأوقات المباركة تعزز من إجابة الدعاء وقبول الاستخارة.
كيفية أداء صلاة الاستخارة
تتم صلاة الاستخارة بأداء ركعتين تطوعًا، ثم دعاء الاستخارة، يقرأ المسلم في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص. وبعد السلام، يرفع المسلم يديه بالدعاء المشهور:
“اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب…”.
كما يمكن الدعاء قبل السلام مباشرة، مع التأكيد على أهمية التسليم الكامل لله تعالى، وترك الأمر له دون تحكيم الرغبات الشخصية.
أمور يجب مراعاتها أثناء صلاة الاستخارة
لا تنتظر رؤيا أو إشارة محددة بعد الاستخارة، فالغالب أن الإجابة تظهر في شعورك تجاه الأمر.
تكرار الاستخارة أمر مستحب إذا لم تتبين لك الإجابة.
اجمع بين الاستخارة والاستشارة، خاصة في الأمور التي تحتاج إلى رأي متخصص.
استخدم الطريقة المشروعة للصلاة والدعاء، وتجنب البدع مثل الاستخارة بالمسبحة أو القرآن.
لا تصلِّ الاستخارة بعد صلاة الفريضة، بل خصص لها ركعتين مستقلتين.
الغاية من صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة تُظهر مدى ارتباط المسلم بربه في جميع أموره، إنها عبادة تعكس التوكل على الله، والاعتراف بضعف الإنسان أمام الغيب، وعليه فإن المسلم لا يستخير فقط في الأمور الكبرى، بل في كل شيء مهما كان صغيرًا، فبهذا النهج يتحقق الاطمئنان وتُبارك خطواته.
ينبغي أن يدرك المسلم أن الاستخارة دعاء واستعانة بالله، وليست وسيلة للحصول على إجابات مادية، فالله تعالى يقدر الخير لعبده، وقد يكون الخير في صرفه عن الأمر أو تيسيره له، لذا فليوكل الإنسان أمره إلى الله بقلب مطمئن، طالبًا رضاه وتوفيقه.