الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

البحوث الإسلامية يُفسّر: الحسنات يذهبن السيئات.. الفضل والأثر

الحسنات يذهبن السيئات
الحسنات يذهبن السيئات

يحرص الإسلام على تقديم رسالة مليئة بالأمل والتجدد، تُشجع الإنسان على المضي قدمًا في طريق الخير، حتى وإن تعثرت خطاه بالذنوب، وفي هذا السياق أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أهمية المسارعة إلى فعل الحسنات لمحو أثر السيئات، مشيرًا إلى أن هذا التوجيه الإلهي هو دعوة للمؤمن للتجديد المستمر والإقبال على الله.

في منشور نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أوضح المجمع: “استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، وإنكم لن تجدوا شيئًا أذهب بسيئة قديمة من حسنة حديثة”، مستشهدًا بكلمات الإمام الحسن البصري -رضي الله عنه- التي تُبرز هذا المعنى العظيم.

فضل الحسنات وأثرها في محو السيئات

وفي تفسير هذه الفكرة، قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى، بواسع رحمته وكرمه، جعل الحسنات تمحو السيئات، وليس العكس، وأوضح وسام أن هذا المفهوم يملأ قلب المؤمن بالفرح والاطمئنان، إذ يعلم أن الله كريم يقبل توبته ويهديه إلى طريق الخير، وأشار إلى أن العبد ليس له منة على الله في عبادته، بل إن الله هو الذي يوفقه ويهديه إلى الخير.

وأضاف خلال حديثه في برنامج “فتاوى الناس” على فضائية “الناس”، أن التوبة والاستغفار من أعظم الوسائل لمحو الذنوب، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”، وأيضًا قوله عليه الصلاة والسلام: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل”.

أفعال الخير التي تمحو السيئات

وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن من رحمة الله بعباده أنه أرشدهم إلى أفعال تُزيل أثر الذنوب وتجدد القلوب، ودعا من ارتكب ذنبًا أو معصية إلى المسارعة بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”.

وأشار الدكتور علي جمعة، خلال حديثه في برنامج “من مصر” المذاع عبر فضائية CBC، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة أهمية المبادرة بالأعمال الصالحة بعد الوقوع في الخطأ، وذكر لهم وسائل بسيطة وعظيمة الأثر، مثل الوضوء وصلاة ركعتين والصدقة، وأكد أن هناك نحو 40 خصلة يمكن للإنسان أن يعمل بها لمحو السيئات، منها تبسمك في وجه أخيك، وإعارة جارك شيئًا يحتاجه مثل “منيحة العنز”، وهي إعارة ماعز ليحلبها الجار ويستفيد منها ثم يعيدها لصاحبها.

الوضوء والصلاة: طهارة القلب والجسد

وأضاف جمعة أن الوضوء يُعدّ من أعظم الأعمال التي تطهر الإنسان من الخطايا، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الوضوء ينقي الإنسان من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس”، كما حث على صلاة ركعتين بعد الذنب، فهي بمثابة تجديد العهد مع الله واستغفار لما سبق.

رسالة الإسلام: أمل يتجدد كل يوم

يُظهر الإسلام في هذه التعاليم عمق الرحمة الإلهية وحب الله لعباده، إذ يدعوهم دائمًا إلى التوبة والعمل الصالح، مهما عظمت ذنوبهم، إنها رسالة أمل لكل إنسان بأن باب التوبة مفتوح، وأن الحسنات، مهما كانت صغيرة في نظره، قد تكون سببًا في مغفرة الله له ودخوله الجنة.

يدعو مجمع البحوث الإسلامية كل مسلم إلى التمسك بهذه القيم العظيمة، والمبادرة إلى فعل الخير في كل وقت، لعلها تكون منجاة له في الدنيا والآخرة.

وفي سياق أخر يواجه العديد من المسلمين أثناء أداء صلاتهم حالات من النعاس، التي قد تؤثر على تركيزهم وتعيقهم عن أداء عبادتهم بشكل صحيح، وقد يتساءل الكثيرون عن تأثير النعاس على صحة الوضوء والصلاة، هذا الموضوع يكتسب أهمية خاصة في حالات الصلاة الطويلة أو في ساعات الليل المتأخرة، حيث يكون الشخص أكثر عرضة للشعور بالتعب والنعاس، في هذا المقال يستعرض القارئ نيوز حكم النعاس أثناء الصلاة كما ورد في فتوى دار الإفتاء المصرية.

الفرق بين النعاس والنوم المستغرق

قبل الحديث عن تأثير النعاس على الصلاة، من المهم التمييز بين نوعين من النوم: النوم اليسير والنوم المستغرق، النعاس وهو حالة من الاسترخاء الجزئي، لا يسبب فقدان الوعي التام، أما النوم المستغرق فيتسبب في غياب الوعي الكامل للمصلي، فتوى دار الإفتاء المصرية تركز على هذا الفرق، موضحة أن النعاس لا يبطل الصلاة أو الوضوء، لكن النوم العميق الذي يسبب غياب الإدراك هو الذي يؤدي إلى نقض الوضوء وإبطال الصلاة.

حكم النعاس في الصلاة: هل يبطل الوضوء؟

استنادًا إلى فتاوى الفقهاء، أكدت دار الإفتاء المصرية أن النعاس أو النوم اليسير لا يؤثر على صحة الوضوء أو الصلاة، الفقهاء اتفقوا على أن الوضوء لا ينقض بسبب النعاس، حيث لا يعتبر هذا النوع من النوم حدثًا ناقضًا للوضوء، إذا كان المصلي في حالة نعاس خفيف، فإنه يبقى في حالة وضوء وصلاة صحيحة، أما إذا غلب النوم بشكل كامل على الشخص وغيّب وعيه، فهذا يستدعي إعادة الوضوء وإتمام الصلاة.

الأدلة الشرعية: حديث السيدة عائشة رضي الله عنها

استندت دار الإفتاء المصرية في توضيح حكم النعاس أثناء الصلاة إلى مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، من أبرز هذه الأحاديث حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي روى الإمام البخاري في صحيحه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعلّه يستغفر فيسبّ نفسه”، هذا الحديث يؤكد على أن النعاس لا يبطل الصلاة وأنه من الأفضل للمصلي أن يريح نفسه إذا كان في حالة نعاس لكي يؤدي الصلاة بكامل تركيزه.

النوم المستغرق ونقض الوضوء

لا يتوقف الحكم الشرعي على النعاس فقط، بل يشمل أيضًا النوم المستغرق. النوم العميق الذي يفقد معه الشخص إدراكه للأشياء من حوله، يؤدي إلى نقض الوضوء وإبطال الصلاة. عندما يغلب النوم على الشخص لدرجة أنه لا يدرك ما يحدث من حوله، فإن هذا يُعتبر حدثًا ناقضًا للوضوء. في هذا السياق، تذكر دار الإفتاء أن النوم المستغرق يؤدي إلى الاسترخاء الكامل للمفاصل مما يجعل من الضروري إعادة الوضوء وأداء الصلاة من جديد.

تم نسخ الرابط