الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

على جمعة: القوة والسلطة على الأرض لا تعكسان بالضرورة الحق

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن سُنّة الله الكونية ثابتة لا تتخلف، وهي أن القوة والتمكن في الأرض لا يمكن أن تكون مقياسًا للحق. وأوضح أن النعمة الربانية التي يمنحها الله سبحانه وتعالى ليست مقتصرة على المؤمنين فقط، بل تشمل أيضًا الكافرين، فقد يرزق الله سبحانه وتعالى المؤمن والكافر على حد سواء. وأضاف أن الغِنى، والصحة، والجاه، والسلطان، والقوة ليست بالضرورة مقياسًا للحق، لأن هذه النعم قد تكون مع الكافر أو الملحد، وقد تكون أيضًا مع الشخص الصالح التقي.

وأشار جمعة في منشور له على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى أن الأنبياء كانوا جميعًا في مواقف مختلفة؛ فمنهم من كان ملكًا، ومنهم من كان فقيرًا، ومنهم من كان غنيًا، ولكن جميعهم كانوا يتمتعون بالفطنة والذكاء والنقاء والصفاء، وقد اصطفاهم الله سبحانه وتعالى. وبين أن تقلبات الدنيا كانت موجودة بينهم، فبعضهم أعطاه الله الدنيا وزينتها، بينما كان البعض الآخر فقيرًا إلى الله سبحانه وتعالى لا يلح على الناس. ورغم هذه الاختلافات، فإنهم جميعًا كانوا من أشراف أقوامهم وصدقائهم، ورغم أن مقاييس النعمة قد يُحرم منها البعض، فإنها لا تمثل دائمًا مقياسًا للحق.

وأضاف جمعة أن الأنبياء تعرضوا للابتلاءات المختلفة، مثلما حدث مع سيدنا يعقوب الذي فقد بصره، وسيدنا أيوب الذي ابتُلي بالمرض في جسده، وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي تعرض للمرض والإصابات، مثلما حدث عندما وقع من على فرسه وكُشِح ضلوعه. وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شعر بالألم بعد محاولة اليهود قتله بالسم، وقال: «أكلة خيبر قطعت أبهري»، رغم أنه كان سيد الخلق وأعظم الأنبياء. وأكد أنه رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بشرًا، إلا أنه تعرض للألم والنزيف مثل باقي البشر.

وأشار جمعة إلى أن مقياس الحق ليس النعمة أو القوة، فالله سبحانه وتعالى يرزق المؤمن والكافر من حيث لا يحتسبون. إذا كانت النعمة مقياسًا للحق، لكان من الطبيعي أن يتعرض المنحرفون عن الطريق الإلهي للعذاب فورًا، لكن الله سبحانه وتعالى يفتح أمامهم أبواب النعم، كما جاء في قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}. وهذا يوضح أن النعمة لا ترتبط دائمًا بالحق، كما يظن البعض، فالله يعطي النعم لمن يشاء، سواء كان من المؤمنين أو من الكافرين.

علي جمعة: عليك أن تنظر إلى طاعتك

وأكد جمعة أن على الإنسان ألا يظن أن الله إذا منح له النعم فإنه راضٍ عنه، إذ لا يمكن الاعتماد على النعمة فقط كدليل على رضا الله. فإذا أردت أن تعرف مدى قربك من الله، فعليك أن تنظر إلى طاعتك له. فإذا كنت موفقًا في الطاعة، فإن ذلك يدل على رضا الله عنك، وإذا كنت بعيدًا عن الطاعة، فهذا يشير إلى أنك بعيد عن الله وأنه ليس راضيًا عنك.

وشدد جمعة على أن النعم التي يحصل عليها الناس ليست هي المقياس الوحيد للتقييم الروحي أو الديني. فالله سبحانه وتعالى يرزق الجميع من حيث لا يحتسبون، وهو الذي يحدد مقدار النعمة التي يحصل عليها كل شخص وفقًا لحكمته ورؤيته. ولكنه في الوقت نفسه، لا يجب أن ينسى الإنسان نفسه في الطاعة، وعليه أن يراجع نفسه ويعود إلى طريق الحق. إن معرفة قربه أو بعده عن الله يتمثل في مدى تذكره لله وطاعته، وبالتالي، فإن الإنسان يجب أن يسعى لرضا الله سبحانه وتعالى وليس للركون إلى النعم الدنيوية.

تم نسخ الرابط