الصداع المرتبط باضطرابات ضغط الدم.. نصائح للتعامل ومتى تستشير الطبيب؟
يعد الصداع من أكثر الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأفراد في مختلف الأعمار، وقد يكون مرتبطًا بالعديد من الأسباب الصحية، من بين هذه الأسباب يأتي اضطراب ضغط الدم كأحد العوامل المؤثرة بشكل كبير في حدوث الصداع، سواء كان هذا الاضطراب يتمثل في ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، فإن تأثيراته على الجسم يمكن أن تتسبب في شعور الشخص بألم شديد في الرأس، مما يؤثر على جودة الحياة.
وفي هذا المقال يتناول “القارئ نيوز” العلاقة بين الصداع واضطرابات ضغط الدم، وكيفية التعامل مع هذا الصداع، إضافة إلى متى يجب على الشخص استشارة الطبيب.
ما هو ضغط الدم؟
ضغط الدم هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء مروره فيها، يتم قياس ضغط الدم باستخدام قيمتين:
الضغط الانقباضي: هو الضغط الناتج عن ضربات القلب عندما يضخ الدم إلى الأوعية.
الضغط الانبساطي: هو الضغط في الأوعية الدموية بين ضربات القلب.
يعتبر ضغط الدم طبيعيًا عندما يتراوح بين 90/60 ملم زئبقي و120/80 ملم زئبقي، أي ارتفاع أو انخفاض في هذه القيم قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تتطلب الاهتمام.
الصداع وارتفاع ضغط الدم
الصداع المرتبط بارتفاع ضغط الدم غالبًا ما يحدث عندما يكون الضغط الانقباضي أكبر من 180 ملم زئبقي أو الضغط الانبساطي أكبر من 120 ملم زئبقي، وهي حالة تُسمى أزمة ارتفاع ضغط الدم، في هذه الحالة يمكن أن يؤدي الضغط المرتفع إلى تأثيرات سلبية على الأوعية الدموية في الدماغ، مما يسبب حدوث الصداع.
أسباب الصداع بسبب ارتفاع ضغط الدم
تلف الأوعية الدموية: عندما يكون الضغط مرتفعًا لفترة طويلة، يتسبب ذلك في إرهاق الأوعية الدموية وتلفها، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة.
الصداع النصفي: الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي قد يواجهون تفاقمًا في الأعراض عند ارتفاع ضغط الدم.
الدوخة والغثيان: الصداع المصاحب لارتفاع ضغط الدم قد يترافق أيضًا مع شعور بالدوخة أو الغثيان.
نصائح للتعامل مع الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم:
1.قياس ضغط الدم بانتظام: من الضروري مراقبة ضغط الدم بشكل دوري باستخدام جهاز قياس الضغط المنزلي.
2.تناول الأدوية الموصوفة: يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم اتباع العلاج الذي يصفه الطبيب، مثل أدوية خافضة للضغط، لضمان استقرار الضغط والحد من أعراض الصداع.
3.تقليل التوتر: التوتر النفسي من العوامل التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم، لذا يُنصح بتبني تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا.
4.التغذية الصحية: تناول نظام غذائي منخفض الصوديوم ومتوازن يساعد في تقليل ارتفاع ضغط الدم.
5.الراحة الجيدة: النوم الكافي والراحة تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية.
الصداع وانخفاض ضغط الدم
على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم هو أكثر شيوعًا في التسبب في الصداع، فإن انخفاض ضغط الدم أيضًا يمكن أن يؤدي إلى ألم في الرأس.
ويحدث انخفاض ضغط الدم عندما يكون الضغط الانقباضي أقل من 90 ملم زئبقي أو الضغط الانبساطي أقل من 60 ملم زئبقي، عندما يكون الضغط منخفضًا، لا يصل الدم بشكل كافٍ إلى الدماغ، مما يؤدي إلى شعور بالصداع والدوار.
أسباب الصداع بسبب انخفاض ضغط الدم
نقص تدفق الدم إلى الدماغ: عندما ينخفض الضغط، يضعف تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الدماغ، مما يسبب الشعور بالصداع.
الجفاف: قد يؤدي الجفاف إلى انخفاض في حجم الدم، وبالتالي انخفاض ضغط الدم، مما يعزز من ظهور الصداع.
تغيرات مفاجئة في الوضعية: قد يتسبب النهوض بسرعة من وضع الجلوس أو الاستلقاء في حدوث دوار وصداع عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم.
نصائح للتعامل مع الصداع الناتج عن انخفاض ضغط الدم
1.شرب كميات كافية من الماء: يساعد الحفاظ على الترطيب الجيد في رفع ضغط الدم بشكل طبيعي.
2.تناول وجبات صغيرة ومتكررة: تناول وجبات صغيرة يساعد على تجنب انخفاض مفاجئ في ضغط الدم بعد تناول الطعام.
3.ارتداء الجوارب الضاغطة: تساعد الجوارب الضاغطة على تحسين الدورة الدموية وزيادة ضغط الدم في الساقين.
4.تجنب الوقوف المفاجئ: يجب تجنب النهوض بسرعة من وضع الجلوس أو الاستلقاء للحد من الدوار والصداع المرتبط بانخفاض الضغط.
5.تناول الأطعمة الغنية بالملح: في بعض الحالات، قد يساعد زيادة استهلاك الملح في رفع ضغط الدم، لكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من الصداع بشكل متكرر أو إذا كنت تشك في أن هذا الصداع ناتج عن اضطراب في ضغط الدم، يجب عليك استشارة الطبيب فورًا، بالإضافة إلى ذلك إذا كانت الأعراض تترافق مع أي من العلامات التالية، يجب زيارة الطبيب على الفور:
صداع شديد ومفاجئ.
شعور بالغثيان أو التقيؤ.
تغييرات في الرؤية أو الذاكرة
صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر.
شعور بالدوار الشديد أو فقدان الوعي.
الصداع المرتبط باضطرابات ضغط الدم
يمكن أن يكون عرضًا مزعجًا، لكنه في كثير من الأحيان يمكن أن يكون علامة على مشكلة صحية أعمق، من خلال مراقبة ضغط الدم بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والتحكم في مستويات التوتر.
ويمكن التخفيف من تأثيرات الصداع وتحسين جودة الحياة، وإذا كان الصداع مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مقلقة، يجب عدم التردد في استشارة الطبيب لضمان التشخيص والعلاج المناسب.