أرواح فى المدينة.. الأوبرا تحيى الليلة السنوية في حب أم كلثوم بالمعرض
تحيى دار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات وزارة الثقافة فى عام أم كلثوم وإحياء للذكرى الـ 50 لرحيلها برئاسة الدكتورة لمياء زايد الليلة السنوية فى حب الست أم كلثوم والتى تاتى ضمن نشاطها الثقافى والفكرى خلال سلسلة "أرواح فى المدينة" تقديم الكاتب الصحفى محمود التميمى ويستمر بها مشروعه الثقافى "القاهرة عنوانى" لحفظ الذاكرة الوطنية، وذلك فى الرابعة مساء اليوم الأربعاء بقاعة الصالون الثقافى بلازا (2) مركز المؤتمرات بمعرض الكتاب فى دورته الـ56 .
ليلة الست أم كلثوم
يذكر أن ليلة الست أم كلثوم حققت نجاحاً جماهيرياً وإعلامياً كبيرا عند عرضها فى دار أوبرا القاهره والإسكندرية والليالي الثقافية بدولة قطر وتأتى سلسلة لقاءات "أرواح فى المدينة" بهدف حفظ الذاكرة الوطنية للمصريين وأطلق من خلالها مشروع " القاهرة عنواني " برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع النشاط الثقافي والفكرى فى دار الأوبرا المصرية .
وكانت أم كلثوم حالة استثنائية جمعت بين الفن والإنسانية ولم تكن مجرد أيقونة غنائية فقط، ومن بين الصوت الذي يخترق القلوب والمواقف التي تخلدها الذاكرة، وإذا كانت فلسطين تحتل مكانة خاصة في قلب كل عربي ومصري، فقد كانت لها مع كوكب الشرق قصة مختلفة، علاقة امتدت إلى ما هو أبعد من الغناء، إلى تفاصيل إنسانية تعكس معدنها الأصيل في حياة أم كلثوم.
فهذه المطربة التي هزت المشاعر بأغانيها العاطفية، وألهبت الحماس بصوتها في الأناشيد الوطنية، ورفعت الأرواح في ابتهالاتها الدينية، كان لها في فلسطين جمهور يعشقها، ومدينة كتبت سطورًا فريدة في حكايتها حتى أنها السر وراء لقب "كوكب الشرق".
تفاصيل هذه العلاقة الفريدة بين أم كلثوم وفلسطين بالقدس الشرقية:
أم كلثوم تغنى في فلسطين بأربعينيات القرن الماضى
منذ صغرنا ونحن نسمع عن سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم حكايات إنسانية تصف قوة شخصيتها وخفة الدمها جدعنة تصرفاتها، وحسب ما يكشفه الكتاب الصادر عن دار المعارف المصرية بعنوان" أم كلثوم والموساد أسرار عملية عيون البقر" للكاتب توحيد مجدي الباحث في الشئون الإسرائيلية من تفاصيل حياة أم كلثوم في فترة أربعينيات القرن العشرين.
صوت الآنسة أم كلثوم في ربوع فلسطين
حينها كان صوت الآنسة أم كلثوم يدوى في ربوع فلسطين ما بين أغنية وأخرى يتجمع حولها محبي الفن وصوتها الطروب، كان يقام لها حفلة كل شهر، اعتادت أم كلثوم السفر إلى فلسطين مع أخيها الشيخ خالد ووكيل أعمالها صديق أحمد، حققت حفلاتها نجاحًا كبيرًا حتى أطلق عليها اسم "كوكب الشرق" من إحدى السيدات اللاتى اعتادت حضور حفلاتها في فلسطين ومن وقتها رافقها هذا اللقب طيلة حياتها.
علاقة أم كلثوم بمساعدتها مريم داود الفلسطينة
كانت هناك الآنسة مريم داود فلسطينية الجنسية مسيحية الديانة في فلسطين، وكانت تعمل مساعدة للآنسة أم كلثوم من وقت حضورها إلى فلسطين لإقامة الحفلات وحتى يوم عودتها للقاهرة، كانت الآنسة مريم داود تبلغ من العمر 40 عامًا، وقد تخطت سن الزواج، لذلك أطلق عليها أهل بلدتها بيت حنينا بالقدس الشرقية شائعة تمس سمعتها، وحينما كانت تقول لهم أنها تعمل مع الآنسة أم كلثوم وأنها المساعدة الخاصة لها كانوا يكذبونها، ويطلقون عليها السباب وينعتونها بأسوأ الصفات.
في يوم رأتها الآنسة أم كلثوم حزينة فسألتها فقصت لها الأخيرة المشكلة وما تحمله من ألم يمس سمعتها بسبب تخطيها سن الزواج وأنهم يكذبونها حين تقول لهم على طبيعة عملها معها كمساعدة ويتهمونها بالجنون، لم تتحمل أم كلثوم ما روته مريم مساعدتها، فطلبت منها أن ترتب لها زيارة في بيتها، وفي ظهيرة اليوم التالى توجهت إلى بيت حنينا ومعها أخيها الشيخ خالد.
علاقة أم كلثوم مع مريم داود
وحين وصلت إلى الشارع الذى تسكن فيه مريم؛ بدأت تطرق على أبواب المنازل واحد تلو الأخر وتسأل "هى مريم داود ساكنة هنا" حتى يعلم أهالى الشارع وقاطنيه أن أم كلثوم تسأل عن مريم داود وتقطع ألسنة الكذب والافتراء على الفتاة، ولم تكتفِ بذلك فقد طلبت مقعد خشبى وضعته في نصف الشارع وجلست معها مريم حتى يراها الجميع من المارة وسكان الشارع، وردت الآنسة أم كلثوم كرامة الفتاة مريم داود .