الصيام لمرضى فقر الدم في رمضان.. نصائح وإرشادات هامة
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة روحية وصحية للكثيرين، إلا أن بعض الأشخاص، مثل مرضى فقر الدم، قد يواجهون تحديات خاصة أثناء الصيام، ففقر الدم هو حالة تحدث عندما يكون عدد كريات الدم الحمراء أو نسبة الهيموجلوبين أقل من المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى ضعف قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم.
وهذا قد يسبب الشعور بالتعب والإرهاق والدوخة، ولأن الصيام يستلزم الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، فقد يتساءل مرضى فقر الدم عما إذا كان الصيام آمناً لهم وكيف يمكنهم تجنب أي مضاعفات خلال هذا الشهر المبارك.
مريض فقر الدم
من المهم أن يدرك مريض فقر الدم أن حالته تختلف من شخص لآخر، فهناك حالات خفيفة يمكنها الصيام بسهولة مع اتباع بعض الإرشادات الغذائية، بينما قد تحتاج الحالات الشديدة إلى استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، لذا فمن الأفضل دائماً الحصول على توجيهات طبية قبل رمضان لمعرفة ما إذا كان الصيام مناسباً أم لا، حيث يعتمد ذلك على مستوى الهيموغلوبين ونوع فقر الدم ووجود أي مضاعفات أخرى.
نظام غذائي متوازن
إذا قرر المريض الصيام بناءً على استشارة طبية، فمن الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يساعد على تعويض العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، ويجب أن يكون الإفطار والسحور غنيين بالحديد، حيث إن الحديد هو العنصر الأساسي في تكوين كريات الدم الحمراء، ويمكن الحصول عليه من مصادر غذائية متعددة، مثل اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك والبقوليات مثل العدس والفول والحمص، بالإضافة إلى الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والبروكلي، كما يجب تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال والفراولة والفلفل الحلو، حيث يساعد فيتامين سي على زيادة امتصاص الحديد من الطعام، مما يقلل من خطر تفاقم فقر الدم.
من ناحية أخرى، يجب تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تعيق امتصاص الحديد، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، حيث يمكن لهذه المشروبات أن تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الطعام، لذلك يُفضل تناولها بعد ساعتين على الأقل من الوجبات، كما يجب التقليل من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب ومشتقاته عند تناول مصادر الحديد، لأن الكالسيوم قد يتداخل مع امتصاص الحديد في الأمعاء.
عادات تساعد مريض فقر الدم على الصيام
من العادات الغذائية المهمة التي تساعد مريض فقر الدم على الصيام في رمضان دون الشعور بالتعب أو الدوخة تناول وجبة سحور غنية بالعناصر الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة لساعات طويلة، ويُفضل أن تحتوي وجبة السحور على البروتينات مثل البيض والألبان والمكسرات، بالإضافة إلى الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان والخبز الأسمر، حيث تساعد هذه الأطعمة على توفير طاقة مستدامة للجسم وتمنع الشعور بالإرهاق بسرعة، كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء خلال الفترة بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب الإصابة بالجفاف، لأن الجفاف قد يؤدي إلى تفاقم أعراض فقر الدم مثل الصداع والدوخة.
إذا شعر مريض فقر الدم خلال الصيام بأي أعراض شديدة مثل الدوخة المستمرة أو الإغماء أو تسارع ضربات القلب أو ضيق التنفس، فيجب عليه كسر الصيام فوراً وتناول وجبة خفيفة تحتوي على مصدر سريع للسكر مثل التمر أو العصائر الطبيعية، ثم الراحة وتقييم حالته، وإذا استمرت الأعراض، فمن الضروري استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الاستمرار في الصيام أم لا.
بالإضافة إلى الغذاء من المهم لمريض فقر الدم تجنب المجهود البدني الشديد خلال ساعات الصيام، حيث إن النشاط الزائد قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الطاقة وزيادة الشعور بالتعب، لذا يُفضل تقليل النشاط البدني أثناء النهار ومحاولة الراحة قدر الإمكان، كما يمكن تأجيل التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي إلى ما بعد الإفطار عندما يكون الجسم قد حصل على تغذية كافية.
في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بتناول مكملات الحديد خلال رمضان لضمان الحفاظ على مستويات الحديد في الدم، ويجب تناول هذه المكملات وفقاً للإرشادات الطبية، حيث يُفضل تناولها على معدة فارغة أو مع فيتامين سي لتعزيز امتصاصها، كما يجب تجنب تناولها مع المشروبات التي تعيق امتصاص الحديد.
الصيام لمرضى فقر الدم يعتمد على مدى استقرار حالتهم وقدرتهم على اتباع نظام غذائي متوازن يعوض النقص في العناصر الغذائية، وعند الالتزام بالتوصيات الطبية والتغذوية المناسبة، يمكن لمريض فقر الدم أن يصوم رمضان بأمان دون التعرض لمضاعفات، فإن الاستماع إلى إشارات الجسم واستشارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية يظل ضرورياً لضمان صحة المريض وسلامته.
