أخطاء شائعة تجعل الشاي والقهوة ضارين بصحة الدماغ

يعتبر الشاي والقهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، حيث يعتمد عليهما الكثيرون لبدء يومهم بنشاط وزيادة التركيز، فالكافيين الموجود في هذه المشروبات يمنح الجسم دفعة من الطاقة ويساعد على تحسين الأداء العقلي، ومع ذلك فإن بعض العادات الخاطئة في استهلاك الشاي والقهوة قد تحول فائدتهما إلى ضرر، مما يؤثر على صحة الدماغ ويؤدي إلى مشاكل مثل ضعف التركيز والتوتر واضطرابات النوم، في هذا المقال سنستعرض ثلاثة أخطاء شائعة تجعل الشاي والقهوة ضارين بصحة الدماغ وكيف يمكن تجنبها للحفاظ على صحة عقلية جيدة.
الإفراط في تناول الكافيين
يعد الكافيين مكونًا رئيسيًا في الشاي والقهوة، وهو يعمل كمنبه للجهاز العصبي، مما يساعد على زيادة الانتباه وتحسين الأداء العقلي، ولكن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة الدماغ، حيث يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي قد يسبب القلق والعصبية، كما أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يمكن أن يؤثر على جودة النوم، حيث يقلل من القدرة على الدخول في مرحلة النوم العميق، مما يؤثر على التركيز والذاكرة على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين إلى حالة من الاعتماد عليه، حيث يصبح الدماغ معتادًا على الجرعات العالية، مما يجعل الشخص بحاجة إلى كميات أكبر للحصول على التأثير نفسه، وهذا قد يؤدي إلى الإرهاق العقلي واضطرابات المزاج، لذلك يُنصح بتحديد كمية الشاي والقهوة التي يتم تناولها يوميًا، حيث يفضل ألا تتجاوز الكمية 300 إلى 400 ملغ من الكافيين يوميًا، أي ما يعادل ثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة العادية.

إضافة كميات كبيرة من السكر والمحليات الصناعية
يحب الكثير من الأشخاص إضافة السكر أو المحليات الصناعية إلى الشاي والقهوة لتحسين الطعم، ولكن هذه العادة قد تؤثر سلبًا على صحة الدماغ، حيث يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات الجلوكوز في الدم، مما قد يسبب اضطرابات في وظائف الدماغ مثل ضعف التركيز وانخفاض القدرة على معالجة المعلومات بسرعة، كما أن تناول كميات كبيرة من السكر بانتظام قد يسبب التهابات مزمنة في الجسم، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض الدماغ مثل الخرف والزهايمر.
أما المحليات الصناعية، فإن بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة على الدماغ، حيث تلعب صحة الأمعاء دورًا هامًا في التأثير على الحالة المزاجية والوظائف العقلية، لذلك يُفضل تقليل كمية السكر المضافة إلى المشروبات أو استبداله بمكونات طبيعية مثل العسل أو القرفة، كما يُنصح بالحد من استهلاك المحليات الصناعية واستبدالها بخيارات صحية.
تناول الشاي والقهوة في أوقات غير مناسبة
يلعب توقيت تناول الشاي والقهوة دورًا مهمًا في مدى تأثيرهما على صحة الدماغ، حيث أن تناول هذه المشروبات في أوقات غير مناسبة قد يؤدي إلى اضطرابات النوم والتأثير على النشاط العقلي، فعلى سبيل المثال، تناول القهوة في وقت متأخر من اليوم يمكن أن يعطل دورة النوم الطبيعية، حيث يبقى الكافيين في الجسم لمدة تصل إلى ست ساعات بعد تناوله، مما قد يمنع الشخص من الحصول على نوم عميق ومريح، وهذا بدوره قد يؤدي إلى ضعف التركيز وزيادة الشعور بالإرهاق خلال النهار.
كما أن شرب القهوة أو الشاي على معدة فارغة قد يؤدي إلى زيادة إفراز الأحماض في المعدة، مما قد يسبب اضطرابات هضمية تؤثر على صحة الجسم بشكل عام، وقد يؤثر ذلك على قدرة الدماغ على أداء وظائفه بكفاءة، حيث أن الهضم غير الصحي قد يؤثر على امتصاص بعض العناصر الغذائية المهمة لصحة الدماغ مثل فيتامين ب12 والمغنيسيوم، لذلك يُفضل تناول الشاي والقهوة بعد تناول وجبة خفيفة أو بعد الإفطار بدلاً من شربها على معدة فارغة.
كيفية الاستفادة من الشاي والقهوة دون الإضرار بالدماغ
لتجنب التأثيرات السلبية للشاي والقهوة على صحة الدماغ، يمكن اتباع بعض العادات الصحية التي تساعد على الاستفادة من فوائد الكافيين دون التسبب في مشاكل صحية، من أهم هذه العادات تقليل كمية الكافيين المستهلكة يوميًا بحيث لا تتجاوز الحد الموصى به، بالإضافة إلى تجنب إضافة كميات كبيرة من السكر أو المحليات الصناعية، كما يُفضل تناول الشاي والقهوة في الأوقات المناسبة بحيث لا تؤثر على جودة النوم أو تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي.
أيضًا يُنصح بشرب الماء بكثرة عند تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، حيث أن القهوة والشاي يمكن أن يكون لهما تأثير مدر للبول، مما قد يؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل، كما يمكن استبدال بعض أكواب القهوة أو الشاي بمشروبات عشبية أخرى مثل شاي النعناع أو البابونج، والتي تساعد على تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم.
في النهاية، فإن الشاي والقهوة يمكن أن يكونا مشروبين مفيدين لصحة الدماغ إذا تم تناولهما باعتدال وبطريقة صحيحة، ولكن عند الإفراط في استهلاكهما أو تناولهما بعادات خاطئة، فإنهما قد يؤديان إلى تأثيرات سلبية على التركيز والذاكرة والحالة المزاجية، لذلك من المهم توخي الحذر في الكمية والتوقيت وطريقة التحضير لضمان الحصول على الفوائد دون التعرض للأضرار