لازم تعرفه.. اكتشف أعراض مرض القلق وعلاجه

يعد القلق هو حالة نفسية شائعة يعاني منها الكثير من الأشخاص في مختلف مراحل الحياة حيث يشعر الشخص بالتوتر والخوف المستمر دون سبب واضح في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أن الشعور بالقلق في بعض المواقف هو أمر طبيعي يساعد في مواجهة التحديات اليومية، إلا أن القلق المفرط والمستمر قد يكون علامة على اضطراب القلق الذي يحتاج إلى العلاج، ويؤثر القلق على الحياة اليومية للشخص مما يجعله غير قادر على التركيز أو القيام بمهامه بالشكل المطلوب.
وفي هذا المقال يستعرض “القارئ نيوز” أعراض مرض القلق وأسبابه وأفضل الطرق لعلاجه.
ما هو مرض القلق؟
مرض القلق هو اضطراب نفسي يسبب شعورًا دائمًا بالخوف والتوتر وعدم الراحة حتى في غياب أي خطر حقيقي، وقد يؤثر هذا الاضطراب على الحياة اليومية للشخص حيث يجعله دائم التفكير في السيناريوهات السلبية ويشعر بعدم الأمان والارتباك، كما أن القلق يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض الجسدية والنفسية التي تجعل الشخص يشعر بالإرهاق والتعب المستمر.
أعراض مرض القلق
تختلف أعراض القلق من شخص لآخر حسب شدته ونوعه ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي يعاني منها معظم المصابين بهذا الاضطراب، ومن أبرزها الشعور الدائم بالتوتر والخوف حتى دون وجود سبب واضح حيث يشعر الشخص بأنه مهدد أو معرض للخطر طوال الوقت، كما أن القلق يسبب زيادة معدل ضربات القلب مما يؤدي إلى الشعور بخفقان القلب أو ضيق التنفس، بالإضافة إلى ذلك فإن المصابين بالقلق يعانون من اضطرابات النوم مثل الأرق أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل بسبب التفكير المفرط.
أما على المستوى الجسدي فقد يؤدي القلق إلى التعرق الزائد والشعور بالدوخة أو الدوار بالإضافة إلى آلام العضلات والصداع المستمر، كما أن الشخص الذي يعاني من القلق قد يجد صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات حيث يشعر بالتردد وعدم القدرة على التفكير بوضوح، ومن الأعراض الأخرى الشائعة الشعور بالإجهاد المستمر حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، مما يؤثر على الأداء اليومي في العمل أو الدراسة.
أسباب مرض القلق
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب القلق حيث يمكن أن يكون السبب وراثيًا إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من اضطرابات القلق فقد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة به، كما أن العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًا مثل التعرض لضغوط مستمرة في العمل أو الحياة الشخصية مما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر، بالإضافة إلى ذلك فإن الأشخاص الذين تعرضوا لتجارب صعبة أو صدمات نفسية مثل فقدان شخص عزيز أو حوادث مؤلمة قد يكونون أكثر عرضة للقلق المستمر.
أما العوامل الكيميائية في الدماغ فهي تؤثر أيضًا على الإصابة بالقلق حيث تلعب الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين دورًا في تنظيم الحالة المزاجية، وعندما يحدث خلل في هذه المواد الكيميائية قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالقلق والتوتر، كما أن بعض الحالات الصحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو أمراض القلب قد تزيد من احتمالية الإصابة بالقلق بسبب تأثيرها على وظائف الجسم المختلفة.
كيفية علاج مرض القلق
يمكن علاج القلق بطرق مختلفة حسب شدته وتأثيره على الحياة اليومية حيث تشمل العلاجات المتاحة العلاج النفسي والعلاج الدوائي وتغيير نمط الحياة، ويعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات فعالية في علاج القلق حيث يساعد الشخص على فهم الأفكار السلبية التي تسبب له القلق وتعلم طرق التحكم فيها واستبدالها بأفكار إيجابية، كما يمكن أن يساعد العلاج النفسي في تعليم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل للتخفيف من التوتر.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فقد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب التي تساعد في تقليل الأعراض وتحسين الحالة المزاجية، ومع ذلك فإن استخدام الأدوية يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مختص لتجنب أي آثار جانبية محتملة، بالإضافة إلى ذلك فإن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل القلق حيث يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام لأنها تساعد في تقليل التوتر وتحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، كما أن تناول غذاء صحي يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية يساعد في تحسين وظائف الدماغ وتقليل الشعور بالتوتر.
نصائح للتعامل مع القلق في الحياة اليومية
يمكن تقليل الشعور بالقلق من خلال اتباع بعض العادات اليومية البسيطة التي تساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر، ومن أهم هذه العادات تحديد وقت محدد للاسترخاء يوميًا من خلال ممارسة التأمل أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، كما أن التحدث مع شخص مقرب عن المشاعر والأفكار السلبية يمكن أن يساعد في تخفيف القلق ومنع تراكم التوتر، بالإضافة إلى ذلك فإن الابتعاد عن مصادر التوتر مثل الأخبار السلبية أو الضغوط الزائدة في العمل قد يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية.
ومن الجيد أيضًا تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازية لأنها قد تزيد من الشعور بالتوتر والقلق، كما يُنصح بتجنب السهر والحصول على قسط كافٍ من النوم لتحسين الحالة المزاجية وتقليل مستويات القلق، وإذا كان القلق يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية فمن الأفضل استشارة طبيب مختص للحصول على المساعدة المناسبة.
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
في بعض الحالات قد يكون القلق شديدًا لدرجة تمنع الشخص من ممارسة حياته الطبيعية بشكل طبيعي، وإذا استمرت الأعراض لفترة طويلة وأثرت على القدرة على العمل أو التواصل مع الآخرين فمن الضروري استشارة طبيب نفسي، كما يجب طلب المساعدة إذا كان القلق مصحوبًا بأعراض جسدية شديدة مثل خفقان القلب المستمر أو نوبات الهلع المتكررة، حيث يمكن للطبيب تقديم العلاج المناسب سواء كان علاجًا نفسيًا أو دوائيًا للمساعدة في تحسين الحالة والسيطرة على القلق.
يعد القلق من الاضطرابات النفسية الشائعة ولكنه يمكن التحكم فيه من خلال العلاجات المناسبة واتباع عادات صحية تساعد في تقليل التوتر، ومن المهم عدم تجاهل الأعراض وطلب المساعدة عند الحاجة للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية.