الخميس 06 مارس 2025 الموافق 06 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

استشاري نفسي يكشف: هل أحلام اليقظة وهم أم واقع؟ مثل مسلسل الشرنقة

الشرنقة
الشرنقة

تناول مسلسل الشرنقة، بطولة النجم أحمد داود وصبري فواز واللبنانية سارة أبي كنعان، فكرة أحلام اليقظة وتأثيرها على الإنسان، حيث يراها البعض وسيلة لتحقيق الأحلام، بينما يعتبرها آخرون مجرد وهم يعيق التقدم، وقد أثارت هذه الفكرة تساؤلات حول حقيقة أحلام اليقظة ودورها في حياتنا، فهل هي أداة إيجابية تدفع الإنسان لتحقيق طموحاته، أم أنها مجرد هروب من الواقع؟ للإجابة على هذا التساؤل، كشف الدكتور عبد العزيز آدم، استشاري علم النفس وتعديل السلوك، الحقيقة وراء أحلام اليقظة وكيفية استغلالها بشكل صحيح.

ما هي أحلام اليقظة؟

يقول الدكتور عبد العزيز آدم إن أحلام اليقظة هي حالة عقلية يدخل فيها الإنسان في عالم من التخيل العميق، حيث ينفصل مؤقتًا عن الواقع ليعيش سيناريوهات وأحداثًا مستوحاة من طموحاته أو رغباته، وهي ظاهرة طبيعية يمر بها الجميع ولكن بدرجات متفاوتة، وهنا يبرز السؤال الأهم، متى تكون هذه الأحلام مفيدة؟ ومتى تتحول إلى مجرد أوهام تعطل الإنسان عن تحقيق أهدافه؟.

أحلام اليقظة الإيجابية… عندما تصبح دافعًا للنجاح

يرى علماء النفس أن أحلام اليقظة يمكن أن تكون أداة قوية للنمو الشخصي وتحقيق الطموحات في عدة حالات، حيث إنها تساعد في التخطيط للمستقبل وتحفيز الذات، فعندما يتخيل الإنسان نجاحه في مجال معين، فإنه يصبح أكثر استعدادًا للعمل الجاد من أجل تحقيق هذا النجاح، وتشير الأبحاث إلى أن التخيل الإيجابي يعزز الثقة بالنفس ويساعد في رسم صورة واضحة للمستقبل، مما يسهل تحقيق الأهداف.

الإبداع والابتكار

المبدعون والعلماء غالبًا ما يستخدمون أحلام اليقظة كوسيلة لتوليد الأفكار الجديدة، فمثلاً كان ألبرت أينشتاين يعتمد على الخيال في التفكير بمفاهيم الفيزياء الحديثة، كما أن العديد من الكتاب والفنانين يستوحون إبداعاتهم من أحلام اليقظة التي تمنحهم تصورات غير تقليدية تساعدهم على الابتكار.

التعامل مع المشكلات واتخاذ القرارات

أحلام اليقظة يمكن أن تكون أداة فعالة في إيجاد حلول للمشكلات، فعندما يضع الإنسان سيناريوهات مختلفة في خياله، فإنه يكون قادرًا على استكشاف نتائجها المحتملة واتخاذ قرارات أكثر حكمة، وهذا النهج مفيد في الحياة الشخصية والمهنية، حيث يساعد على تقييم الخيارات المتاحة بموضوعية.

الراحة النفسية وتقليل التوتر

في بعض الأحيان، يمكن أن تكون أحلام اليقظة وسيلة للهروب المؤقت من ضغوط الحياة اليومية، فهي تمنح الإنسان فرصة لاستعادة طاقته العقلية والنفسية، ولكن يجب الانتباه إلى أن هذا يكون مفيدًا فقط إذا لم يتحول إلى عادة تضر بالإنتاجية أو تعوق الأداء في الحياة العملية.

أحلام اليقظة السلبية… متى تصبح مجرد وهم؟

رغم الفوائد العديدة لأحلام اليقظة، إلا أنها قد تتحول إلى عائق إذا استخدمت بشكل خاطئ، فقد تصبح مجرد وهم يمنع الإنسان من التقدم في حياته في الحالات التالية:

عندما تكون بديلاً عن العمل الفعلي

إذا كان الشخص يقضي وقتًا طويلًا في التخيل دون أن يتخذ أي خطوات عملية لتحقيق أهدافه، فإن أحلام اليقظة تصبح عائقًا بدلاً من أن تكون حافزًا، فمثلاً، إذا كان شخص ما يحلم بأن يصبح كاتبًا مشهورًا لكنه لا يبدأ في كتابة أي قصة، فإن حلمه يبقى مجرد وهم.

عندما تؤدي إلى الإحباط بدلاً من التحفيز

إذا كان الحلم بعيدًا جدًا عن الواقع ولا يتناسب مع الإمكانيات الحالية للشخص، فقد يؤدي ذلك إلى الإحباط والشعور بالفشل بدلاً من الحماس، وهذا يحدث عندما يضع الإنسان أهدافًا غير واقعية دون وجود خطة واضحة لتحقيقها.

عندما تسبب العزلة والانفصال عن الواقع

الإفراط في أحلام اليقظة قد يجعل الشخص يعيش في عالم خيالي منفصل عن الواقع، مما يؤثر سلبًا على علاقاته الاجتماعية وأدائه في العمل أو الدراسة، وقد يصبح التخيل وسيلة للهروب من مواجهة التحديات الحقيقية بدلاً من البحث عن حلول عملية لها.

عندما تخلق توقعات غير واقعية

إذا اعتمد الشخص على أحلام اليقظة فقط دون مراعاة العوامل الواقعية، فقد يصطدم بواقع مختلف تمامًا، مما يؤدي إلى خيبة أمل، فمثلاً، إذا كان شخص يحلم بالثراء السريع دون أي تخطيط أو جهد، فقد يجد نفسه في النهاية بعيدًا تمامًا عن تحقيق هذا الحلم.

كيف نوازن بين أحلام اليقظة والواقع؟

لتحقيق التوازن بين الحلم والواقع، هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:

1.وضع أهداف واقعية: يجب أن تكون الأحلام قابلة للتحقيق مع خطوات عملية واضحة للوصول إليها.

2.تحويل التخيل إلى خطة عمل: بدلاً من الاكتفاء بالتخيل، ينبغي اتخاذ إجراءات فعلية نحو تحقيق الطموحات.

3.تحديد وقت محدد للتخيل: من المفيد تخصيص وقت معين لأحلام اليقظة، ثم العودة إلى العمل بتركيز.

4.مراقبة الذات: إذا لاحظ الشخص أنه يقضي وقتًا طويلًا في التخيل دون تحقيق أي إنجازات فعلية، فيجب عليه إعادة تقييم سلوكه.

أحلام اليقظة ليست مجرد خيالات عابرة، بل يمكن أن تكون أداة قوية للنجاح إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة، فإذا كانت تحفز الإنسان على العمل والإبداع، فإنها تصبح طموحًا مشروعًا، أما إذا تحولت إلى وسيلة للهروب من الواقع، فإنها تصبح وهمًا يعيق التقدم، المفتاح الحقيقي هو تحقيق التوازن بين الحلم والعمل، بين التخيل والتنفيذ، وبين الطموح والواقع، فمن خلال الاستخدام الصحيح لأحلام اليقظة، يمكن تحويلها إلى قوة دافعة نحو النجاح بدلًا من أن تكون مجرد سراب يبدد الوقت والطاقة.

تم نسخ الرابط