الإثنين 07 أبريل 2025 الموافق 09 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يجوز تربية الحيوانات المفترسة؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم

الحيوانات المفترسة
الحيوانات المفترسة

أثارت قضية تربية الحيوانات المفترسة وامتلاكها في المنازل أو في أماكن خاصة جدلًا واسعًا في الآونة الأخيرة، مما دفع دار الإفتاء المصرية إلى توضيح الحكم الشرعي بشأن هذه المسألة التي تتقاطع فيها الجوانب القانونية والدينية، وقد جاء توضيح دار الإفتاء على لسان عدد من أمناء الفتوى، من بينهم الشيخ هشام ربيع والشيخ عويضة عثمان، حيث قدما رؤية متكاملة تجمع بين ما أقره القانون وما جاءت به الشريعة الإسلامية من أحكام تتعلق بامتلاك هذه الكائنات وترويضها.

ضوابط قانونية واضحة لامتلاك الحيوانات المفترسة

قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن امتلاك الحيوانات المفترسة وترويضها لا يتم بشكل عشوائي أو شخصي، وإنما يتم وفقًا لقانون صدر مؤخرًا يحمل رقم 29 لسنة 2023م، وهو القانون الذي وضع المشرع المصري من خلاله ضوابط واضحة تنظم عملية اقتناء هذه الحيوانات والتعامل معها، مضيفًا أن هذا القانون جاء استجابةً لمتطلبات المجتمع في الحفاظ على الأمن والسلامة العامة، وكذلك حماية البيئة والمواطنين من مخاطر التعامل غير المنظم مع الحيوانات التي تعد في الأصل مخلوقات برية غير مخصصة للعيش في بيئة سكنية.

وأشار إلى أن القانون الجديد لم يُجرّم اقتناء الحيوانات المفترسة بشكل مطلق، بل سمح بذلك في إطار تنظيمي محدد، حيث يشترط وجود تصاريح ورقابة وإجراءات احترازية صارمة، بحيث لا يُسمح لأي شخص بامتلاك أو تربية حيوان مفترس دون مراعاة الشروط المنصوص عليها، والتي تضمن عدم الإضرار بالمجتمع أو البيئة أو سلامة الأفراد.

رؤية الشريعة الإسلامية للترفيه وحدوده

وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ هشام ربيع أن الشريعة الإسلامية جاءت شاملة لكافة مناحي الحياة، ولم تُغفل جانب الترفيه والترويح عن النفس، بل أباحته ضمن الضوابط الشرعية، باعتباره من احتياجات النفس البشرية ومتطلبات الفطرة الإنسانية، مضيفًا أن الإسلام لا يمنع الإنسان من الترفيه عن نفسه أو أسرته، ولكن بشرط ألا يعود هذا الترفيه بأي شكل من الأشكال بالضرر على مَن يشاهده أو يشاركه أو من يقوم به.

وأكد أن الترويح في الإسلام يجب أن يكون منضبطًا، بحيث لا يُسبب أذى أو خطرًا على الآخرين، وأن التوازن بين الاستمتاع الشخصي وحقوق المجتمع من القواعد الراسخة التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية، ولذلك فإن استخدام الحيوانات المفترسة كوسيلة ترفيهية أو وسيلة للتميز الشخصي يجب أن يُدرس بعناية، حتى لا يتحول الأمر إلى مصدر تهديد للأفراد أو البيئة المحيطة.

رأي أمين الفتوى الشيخ عويضة عثمان في اقتناء الحيوانات المفترسة

من جانبه، تناول الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الجانب الشرعي بشكل أكثر تفصيلًا، حيث أجاب عن سؤال ورد إلى دار الإفتاء حول حكم بيع أو اقتناء الحيوانات المفترسة، فأوضح أن الشريعة الإسلامية عندما أمرت بقتل الفواسق في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك يدل على أن هناك كائنات تمثل ضررًا مباشرًا على الإنسان ولا يمكنه التعامل معها بشكل آمن.

وأضاف الشيخ عويضة أن الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه “خَمْسٌ فَوَاسِق يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ، الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ”، هو دليل واضح على وجود كائنات يُفضل إبعادها عن الإنسان لأنها بطبيعتها قد تؤدي إلى الإفساد أو الإضرار به، وقد استند العلماء إلى هذا الحديث في توضيح خطورة بعض الحيوانات التي لا تصلح للعيش في بيئة الإنسان اليومية.

وأوضح أن تربية الحيوانات المفترسة تدخل في إطار ما لا ينبغي للإنسان استخدامه أو الاعتماد عليه في حياته اليومية، لأن هذه الحيوانات، رغم أنها قد تظهر في بعض الأحيان مطيعة أو أليفة، إلا أنها في لحظة قد تعود إلى طبيعتها المفترسة التي خُلقت عليها، وهو أمر يمثل خطرًا حقيقيًا، خاصة إذا تم اقتناؤها في المنازل أو المناطق السكنية.

تحذيرات من الاستخدام الخاطئ للحيوانات المفترسة

أشار الشيخ عويضة إلى أن التعامل مع الحيوانات المفترسة تحت شعار التسلية أو التفاخر يُعد نوعًا من العبث الذي قد تكون له عواقب وخيمة، خاصة أن هذه الحيوانات لا تُربّى لغرض اللعب أو التسلية، بل هي كائنات وُجدت في بيئاتها البرية لتؤدي أدوارًا في النظام البيئي الطبيعي، وأكد أن إخراج هذه الحيوانات من بيئتها الطبيعية واستخدامها في غير ما خُلقت له يُعد مخالفًا لفطرة الخلق، بل وقد يصل الأمر إلى إيذاء النفس والآخرين.

ونبّه إلى أن بعض الأشخاص الذين يقتنون الحيوانات المفترسة بدافع التميز أو الشهرة، قد يكونون غير مدركين تمامًا لحجم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن هذا الفعل، وأن الحوادث التي وقعت في عدد من الدول نتيجة تربية الحيوانات المفترسة في المنازل هي خير دليل على ضرورة تجنب هذا السلوك.

دعوة للتوعية المجتمعية واحترام ضوابط القانون والدين

اختتم أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية حديثهم بدعوة كافة المواطنين إلى الالتزام بالقوانين المنظمة وعدم الخروج عنها، مع التأكيد على أهمية نشر الوعي في المجتمع بشأن خطورة اقتناء الحيوانات المفترسة خارج الأطر القانونية، كما طالبوا وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية بضرورة توعية الشباب بمخاطر مثل هذه التصرفات التي قد تؤدي إلى أذى بالغ يصعب تداركه.

وشددوا على أن الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الحفاظ على النفس والبيئة والمجتمع هو السبيل الأمثل لتحقيق التوازن بين الترفيه المشروع والحفاظ على أمن وسلامة المجتمع، مؤكدين أن الشريعة لا تُحرّم الترفيه، ولكنها تنظم كل شيء وفقًا لقواعد واضحة تحفظ الحقوق وتمنع الضرر.

تم نسخ الرابط