بدأ بإزالة الكوبري.. نقلة حضارية لإحياء قلب القاهرة منطقة « السيدة عائشة»

في خطوة حضارية مهمة لأحياء المناطق التراثية خاصة منطقة السيدة عائشة، تعاون محافظ القاهرة مع الهيئة العامة الهندسية، والجهاز القومي للتنسيق الحضاري لتطوير منطقة السيدة عائشة لكي تظهر بشكل يليق بمكانتها الحضارية والتاريخية والثقافية.
إزالة الكوبري يساهم في عملية تطوير منطقة السيدة عائشة
وذكر المهندس محمد أبو سعدة أن أول الخطوات لإحياء منطقة السيدة عائشة هي إزالة كوبري السيدة عائشة، وأشار أبو سعدة إلى أن تفكيك كوبري السيدة عائشة سيفتح المجال لإعادة تطوير المنطقة بصريًا وعمرانيًا، بما يعكس القيمة التاريخية والدينية لموقعها، خاصة في محيط مسجد السيدة عائشة.
ممشى سياحي يمتد إلى قلعة صلاح الدين
وأكد أبو سعدة على أن مشروع تطوير منطقة السيدة عائشة يحتوي على إنشاء ممشى سياحي يمتد من مسجد السيدة عائشة وصولًا إلى قلعة صلاح الدين ومسجد السلطان حسن، في مسار يربط بين أبرز معالم القاهرة الإسلامية، وهو ما يعزز من جاذبية المنطقة للسياحة الداخلية والخارجية.
تطوير منطقة السيدة عائشة يحسن من البيئة العمرانية
واستكمل المهندس محمد أبو سعدة، حديثه قائلاً أن عملية التطوير تعمل على تحسين البيئة العمرانية من خلال إزالة التشوهات البصرية، وايضا تعمل على توحيد واجهات المباني، وتطوير البنية التحتية وشبكات المرافق، بما في ذلك إضاءة معمارية تبرز جماليات المواقع الأثرية. كما سيتم إنشاء ساحات مفتوحة ومساحات خضراء تتيح للزوار والسكان على حد سواء التمتع بجمال المكان وروحانيته، واضاف أن عملية التطوير تعتبر جزء من خطة أشمل لإحياء القاهرة التاريخية، التي تتبناها الدولة للحفاظ على التراث، وتحسين نوعية الحياة في المناطق ذات القيمة التاريخية، وتحويلها إلى نقاط جذب ثقافي وسياحي متكاملة.
معلومات عن السيدة عائشة
السيدة عائشة هي بنت الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنهم، وتم دفنها في ضريحها بالقاهرة سنة 145 هجرية، ولذلك تسمى المنطقة التي يقع فيها المرقد بحي السيدة عائشة بميدان القلعة في طريق الإمام الشافعي رضي الله عنه بحي الخليفة.
ويوضح التاريخ أن السيدة عائشة رضي الله عنها تعتبر من العابدات القانتات المجاهدات والتي كانت معروفة بالزهد والاجتهاد في العبادة والاعتكاف والبُعد عن الحياة وما بها من أعباء وملذات فانية طلبًا للآخرة وما بها من الفوز بالجنة ونعيمها بعد رضا الله.
أشهر دعاء للسيدة عائشة رضي الله عنها
وكانت السيدة عائشة دائماً حريصة على مناجاة الله عز وجل قائلة: وعزتك وجلالك لئن أدخلتني النار لآخذنَّ توحيدي بيدي وأطوف به علي أهل النار وأقول 'وحَّدته فعذبني'، وفي سنة 145 هجرية توفيت السيدة عائشة، وكان على القبر لوح رخامي مكتوب عليه، هذا قبر السيدة الشريفة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر ابن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وظل قبرها مزارًا بسيطًا حتى القرن السادس الهجري.
معلومات عن قبر السيدة عائشة
القبر عبارة عن حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على صفين من المقرنصات، أما في العصر الأيوبي أُنشئ بجوار القبة مدرسة، وعند بناء سور القاهرة فصلت المدرسة عن القبر، وفتح في السور باب يقال له باب السيدة عائشة، أو باب القرافة، وقام الأمير عبد الرحمن كتخدا في القرن الثامن عشر الميلادي بإعادة بناءه، حيث تكوَّن المسجد في حينه من مربع يتوسطه صحن وتحيط به الأروقة.
ولكن هدم باب القرافة أثناء بناء كوبري السيدة عائشة، وبعد ذلك قامت السيدة الفضلى فايدة كامل رحمها الله بتجديد المسجد بصورة جميلة وهي الصورة الحالية له الآن والتي أصبحت أجمل بكثير من عمارته في عهد المغفور له الأمير كتخدا.
وإليك موقع مسجد السيدة عائشة
يوجد مسجد السيدة عائشة في حي الخليفة عند الطريق المؤدي إلى عين الصيرة وفم الخليج بداية الطريق إلى حي المقطم، ويعد المسجد ملجأ لكل زاهد عندما نراه شامخًا وسط المحال التجارية والمطاعم الشعبية إضافة إلى سوق السيدة عائشة.