الأحد 13 أبريل 2025 الموافق 15 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

يبشّر بها الله.. علامات حُسن الخاتمة التي تظهر قبل الموت وعند الغُسل

حسن الخاتمة
حسن الخاتمة

في لحظة الفقد التي تخيم على القلوب ويتطلع كثيرون إلى بارقة أمل تدل على مكانة الراحل عند الله عز وجل فيتساءلون عن علامات حُسن الخاتمة وكيف يمكن أن تظهر في لحظة الوفاة أو حتى قبلها في حياة الإنسان نفسه وهنا تحاول دار الإفتاء المصرية أن تضع إجابة شافية لهذا التساؤل من خلال ما ورد في السنة النبوية الشريفة وأقوال العلماء الذين اجتهدوا في فهم تلك العلامات وربطها بمواقف حقيقية عايشها الناس.

علامات حُسن الخاتمة.. تذكير من دار الإفتاء

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول صاحبه ما هي علامات حُسن الخاتمة وهل يُعد الموت في الأيام المباركة مثل يوم عرفة أو في شهر رمضان أو في ليلة الجمعة من بين هذه العلامات التي يُستبشر بها للميت فأجابت دار الإفتاء على هذا التساؤل مؤكدة أن حُسن الخاتمة ليس مجرد لحظة وإنما هو نتاج لحياة صالحة وهداية ربانية وتوفيق من الله للعمل الصالح الذي يختم به الإنسان حياته في الدنيا.

الموت في الأيام الفاضلة.. بُشرى من الله للعبد الصالح

توضح دار الإفتاء أن من مات في أيام مباركة أو في أماكن مقدسة فإن ذلك يُستبشر له به بالخير فهو من علامات حُسن الخاتمة التي يُتفاءل بها على سبيل المثال إذا مات إنسان في شهر رمضان أو في يوم الجمعة أو في ليلة الجمعة أو حتى في يوم عرفة أو يوم عاشوراء فإن في ذلك دلالة على رحمة الله به وعلى احتمالية نجاته من العذاب لما لهذه الأيام من فضل وشرف عند الله سبحانه وتعالى.

الحديث النبوي يضع قاعدة لحُسن الخاتمة

واستشهدت دار الإفتاء بحديث نبوي شريف يضع قاعدة واضحة في هذا السياق فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله إذا أراد بعبد خيرًا استعمله فقيل يا رسول الله وكيف يستعمله فقال يوفقه لعمل صالح قبل الموت والحديث ورد في كتب أحمد في “المسند” والترمذي في “السنن” والطبراني في “الأوسط” والحاكم في “المستدرك” وصححه عدد من العلماء.

وهذا الحديث يضع الأساس لفهم أن حسن الخاتمة لا يتعلق فقط بلحظة الوفاة وإنما بالحياة التي سبقتها وبالعمل الصالح الذي يختم به الإنسان عمره وهي النتيجة الطبيعية لمن اجتهد في الطاعة وصدق في التوبة وسلك طريق الصالحين.

الجمعة ورمضان وعرفة.. أيام لا تشبه غيرها

تشير دار الإفتاء إلى أن بعض الأيام اختصها الله بمكانة خاصة وجعل الموت فيها علامة من علامات حُسن الخاتمة فعلى سبيل المثال يعتبر الموت يوم الجمعة أو ليلتها من العلامات الطيبة فقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر وهذا الحديث يؤكد فضل هذا اليوم وما فيه من بركة ورحمة على من يرحل فيه.

وكذلك الحال بالنسبة لمن يموت في رمضان فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب النار وصُفدت الشياطين مما يعني أن الأجواء الرمضانية كلها مُهيأة للرحمة والمغفرة وبالتالي فإن من يموت فيها يُرجى له الخير ويُبشَّر بالقبول.

الميت المُحرم يوم عرفة.. شهيد عند الله

ومن المشاهد التي تروى في هذا السياق قصة الحاج الذي سقط من راحلته يوم عرفة فمات على الفور وقد علَّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الواقعة بقوله اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تُحنطوه ولا تُخمِّروا رأسه فإنه يُبعث يوم القيامة ملبِّيًا وهو حديث متفق عليه بين الشيخين البخاري ومسلم وفيه دلالة عظيمة على أن من يموت على طاعة أو في عبادة عظيمة مثل الحج يُبعث على نفس الهيئة التي مات عليها ويُرجى له القبول والرحمة.

المكان أيضًا له دلالته.. مكة والمدينة من علامات الكرامة

تضيف دار الإفتاء أن المكان الذي يُقبض فيه الإنسان له أيضًا مدلوله الخاص فالموت في مكة أو المدينة يُعد من العلامات الطيبة التي تُبشّر بخير فقد نص الفقهاء على استحباب الدفن في هذه الأماكن المباركة لما فيها من شرف ومكانة عند الله سبحانه وتعالى وقد أورد الإمام النووي في كتابه “المجموع” أن من الأمور المستحبة شرعًا أن يُطلب الموت في البلد الشريف ويُدفن فيه الصالحون.

الناس بعد الموت.. التفاؤل والدعاء أولى من الحكم

وتؤكد دار الإفتاء في ختام بيانها أن حُسن الظن بالناس بعد موتهم هو من الأمور المستحبة خصوصًا لمن مات في وقت أو مكان مبارك وقد اعتاد المسلمون الاستبشار بذلك والدعاء للميت والتفاؤل له بدلًا من الانشغال بالحكم عليه ولذلك يُستحب إذا مات أحدهم في ليلة الجمعة أو في رمضان أو في يوم عرفة أن يُرغَّب في حضور جنازته والدعاء له والإكثار من الذكر والاستغفار تأسيًا بالسنة ومراعاة لحرمة الميت ومكانة هذه الأوقات والأماكن عند الله تعالى.

حُسن الخاتمة.. نهاية مشرقة لحياة مستقيمة

وفي المحصلة فإن علامات حُسن الخاتمة هي إشارات من الله لعباده الصالحين يُبشِّرهم بها في الدنيا ليطمئنوا ويرتاحوا وهي ليست وعدًا قاطعًا بالجنة لكنها دلالة على القبول والرضا وهي من علامات فضل الله الواسع لمن عاش بطاعة الله واختُتمت حياته بعمل صالح أو في زمان ومكان يرجى فيه الخير والمغفرة.

في زمن تكثر فيه الفتن وتقل فيه البركات يبقى السعي لحُسن الخاتمة من أعظم ما يرجوه الإنسان في حياته وهو دليل على صدق الإيمان وعمق الصلة بالله ورحمة يُنزلها المولى على من يحب من عباده الصالحين.

تم نسخ الرابط