«إيده اتقطعت ورجعوها» .. اعرف شروط زراعة اليد ومدة بقائها صالحة للتركيب

«زراعة اليد » لم تعد مجرد أمل بعيد المنال لضحايا الحوادث والصدمات المفجعة، فقد تمكن فريق طبي تابع لجامعة الأزهر من إعادة زراعة يد شاب بعد أن تم بترها بالكامل وذلك داخل مستشفى السيد جلال بالقاهرة، وقد لاقت هذه العملية صدى واسعًا وتصدرت مؤشرات البحث والترند بعد نجاحها اللافت، حيث مثلت علامة فارقة في مجال الطب الجراحي الدقيق وأعادت الأمل لمئات من الحالات المشابهة التي تنتظر الفرصة لتستعيد جزءًا من حياتها.
تفاصيل إنجاز طبي نادر
تُعد «عملية زراعة اليد» التي أجراها فريق الأزهر واحدة من العمليات المتقدمة التي تتطلب خبرة دقيقة وأجهزة دقيقة وفريقًا طبيًا مدربًا تدريبًا عاليًا، إذ أن إعادة زراعة اليد بعد بترها بشكل كامل تتضمن توصيل الأنسجة والأعصاب والأوعية الدموية بدقة متناهية حتى تعود اليد إلى وضعها الطبيعي من حيث الشكل والوظيفة، ويشير هذا النجاح إلى مدى تقدم الطب في مصر وتطوره في التعامل مع الإصابات المعقدة.
ما هي عملية زراعة اليد؟
بحسب ما ذكره موقع “elvizgasimov”، فإن زراعة اليد تُعد نوعًا من «جراحات إعادة الزرع» والتي تستهدف إعادة جزء من الجسم تم بتره إلى حالته الأصلية، وتتم هذه العملية من خلال تقنيات جراحية معقدة تهدف إلى إعادة توصيل الأنسجة المقطوعة، ويشمل ذلك العظام والأربطة والأوتار والأعصاب والأوعية الدموية، وقد كانت أول عملية ناجحة في هذا المجال عام 1962 حيث أجراها الطبيبان مالث ومي خان على ذراع طفل في الثانية عشرة من عمره.
أهداف زراعة اليد الطبية والوظيفية
تهدف زراعة اليد إلى تحقيق عدة نتائج أساسية تشمل استعادة تدفق الدم بشكل طبيعي إلى الجزء المبتور عبر إعادة توصيل الأوعية الدموية، ثم استعادة الاتصال العصبي حتى يتمكن الدماغ من إرسال واستقبال الإشارات إلى اليد، كما تُسعى العملية إلى إعادة القدرة الحركية والحسية للطرف المزروع بالإضافة إلى استعادة المظهر التشريحي والوظيفي الكامل لليد، مما يسمح للمريض بالعودة إلى استخدام يده في الأنشطة اليومية المعتادة.
شروط نجاح زراعة اليد
من أبرز شروط إجراء عملية زراعة اليد هو أن يكون المريض خاليًا من الأمراض الجهازية الخطيرة مثل أمراض القلب أو فشل الكبد أو ضعف المناعة لأن تلك الحالات تُضعف قدرة الجسم على تحمّل عملية طويلة ومعقدة، كما أن الوقت يعد عنصرًا حاسمًا في تحديد مدى صلاحية الطرف المبتور للزراعة، فعدم وجود تروية دموية للطرف لأكثر من 6 إلى 12 ساعة يقلل من فرص نجاح العملية، بينما في حال تم الحفاظ على التروية فقد تظل اليد صالحة للزراعة لمدة تصل إلى 24 ساعة.

حالات تمنع زراعة اليد نهائيًا
من العوامل التي تمنع زراعة اليد هو تعرض الطرف المبتور لضغط شديد أو تمزق داخلي أو تلوث مفرط، حيث تكون هذه الإصابات قد أتلفت أنسجة اليد بشكل لا يمكن إصلاحه، كما أن عدم حفظ الطرف المبتور بطريقة سليمة في بيئة باردة ونظيفة يجعل إعادة الزراعة مستحيلة، وهناك حالات خاصة مثل بتر الكتف تعتبر من الحالات التي يصعب معها إجراء زراعة اليد نظرًا لتعقيدها وغياب الدعم الهيكلي المناسب.
موانع زراعة اليد النسبية
يوجد أيضًا موانع طبية نسبية قد تؤثر على قرار إجراء عملية زراعة اليد، منها الأمراض المزمنة كداء السكري وأمراض الأوعية الدموية المزمنة وارتفاع ضغط الدم الشرياني، كما يُفضل الأطباء تجنب إجراء هذه الجراحة للمسنين أو لمن يعانون من اضطرابات عقلية أو سلوكية تعرضهم لإيذاء أنفسهم، وهناك موانع موضعية مثل إصابات متعددة في اليد الواحدة أو تلف الإصبع بشكل لا يسمح بإعادة بنائه، أو تعرض المريض لنقص تروية لفترات طويلة.
العوامل المؤثرة في نتائج الجراحة بعد الزراعة
بعد إجراء زراعة اليد قد تتأثر النتيجة النهائية بعدة عوامل منها طبيعة الإصابة ونوعها، والمدة التي قضاها الطرف بدون تروية دموية، كما تؤثر الأمراض المزمنة مثل السكري واستهلاك الكحول والتدخين سلبًا على التئام الأنسجة واستعادة الوظائف، وتلعب العوامل الفردية مثل عمر المريض وجنسه واستعداده النفسي والجسدي دورًا مهمًا في نجاح عملية زراعة اليد على المدى القصير والطويل.
أهمية التوعية بعمليات زراعة اليد
تأتي أهمية نشر الوعي حول عمليات زراعة اليد في أنها قد تكون المنقذ الوحيد لحالات كثيرة تعيش صدمة البتر المفاجئ، إذ إن معرفة الناس بشروط زراعة اليد والإجراءات المطلوبة للحفاظ على الطرف المبتور يمكن أن تساهم في إنقاذ أطراف بشرية كانت لتُفقد للأبد، كما أن توفير وحدات متخصصة في زراعة اليد داخل المستشفيات الحكومية والخاصة يفتح الباب أمام تطوير هذا التخصص الحيوي وتدريب أطباء جدد على إجراء مثل هذه الجراحات.
زراعة اليد بين التحدي والنجاح
تبقى زراعة اليد واحدة من أعقد العمليات الجراحية وأكثرها دقة، فهي ليست مجرد ربط أطراف بل هي عملية إعادة الحياة لطرف فقد قدرته على الحركة والإحساس، ورغم التحديات الجراحية والطبية المصاحبة لها، إلا أن النجاحات المتكررة التي نسمع عنها يومًا بعد يوم تشير إلى أن العالم العربي يمتلك كوادر ومراكز طبية قادرة على تقديم أمل جديد لمن ظنوا أن فقدان الطرف يعني نهاية الطريق.