مناورات باليكتان.. تعاون عسكري يتوسع ليشمل الدفاع السيبراني والجوي

في خطوة جديدة تعكس حجم التطور الذي يشهده قطاع الدفاع الجوي في الجيش الأمريكي، كشفت قوات المارينز الأمريكية عن استخدامها لإحدى أحدث منظوماتها الدفاعية المتخصصة في التصدي للطائرات بدون طيار، وذلك خلال المناورات السنوية المشتركة مع الجيش الفلبيني، المعروفة باسم "باليكتان".
وأفادت مجلة «ديفينس نيوز» الأمريكية بأن قوات المارينز بدأت باستخدام منظومة الدفاع الجوي المدمج «ماديس» «MADIS» قصيرة المدى، خلال التدريبات الجارية حاليًا في الفلبين، وذلك من خلال الكتيبة الساحلية الثالثة المضادة للطائرات، في تدريب حي باستخدام الذخيرة الحية، يُعد من أبرز فعاليات المناورات هذا العام.
تدريبات حية لأول مرة خارج أمريكا
وتُعد هذه هي المرة الثانية التي تُجري فيها القوات الأمريكية تدريبات بالذخيرة الحية باستخدام منظومة "ماديس"، بعد تجاربها السابقة في جزيرة هاواي، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها نشر المنظومة خارج الأراضي الأمريكية، في خطوة تُظهر مدى الجاهزية العملياتية العالية للمنظومة.
وفي تصريح رسمي، قال الكولونيل جون ج. ليهان، قائد وحدة المارينز الساحلية الثالثة: «منظومة (ماديس) تمثل نقلة نوعية في قدرات وحدتنا، فهي تعزز من قدرتنا على البقاء والاشتباك الفعال ضد التهديدات الجوية، كما تمنح تشكيلاتنا مرونة تكتيكية واسعة داخل مناطق العمليات».
قدرات متطورة لا تحتاج لتدخل بشري مباشر
تعتمد منظومة «ماديس» على الدمج بين تقنيات الاستشعار والرصد والتشويش والتدمير، حيث تُثبت على مركبة تكتيكية، وتحتوي على رادار متطور ومدفع عيار 30 ملم وصواريخ «ستينجر»، ما يسمح بالكشف السريع عن التهديدات الجوية، والتعامل معها سواء بالتشويش أو التدمير الكامل.
وتُغني «ماديس» عناصر المارينز عن الخروج من مركباتهم للاشتباك اليدوي مع الطائرات المسيّرة، وهو ما يزيد من مستوى الأمان ويعزز الاستجابة السريعة في ساحة القتال.
إحلال تدريجي لأنظمة قديمة
يُذكر أن هذه المنظومة من المقرر أن تحل محل النظام السابق المعروف باسم «مانباد» «MANPAD»، الذي يعتمد على صواريخ ستينجر محمولة على الكتف، ومركبة نيرانية مستقلة.
وتعتبر «ماديس» أكثر تطورًا وكفاءة، وقد وضعتها قوات المارينز كخيار استراتيجي أساسي في خططها لتحديث الدفاع الجوي.
وطلبت قوات المارينز الأمريكية تخصيص 130 مليون دولار في ميزانية عام 2024 من أجل شراء 13 منظومة جديدة من «ماديس»، ضمن خطة تهدف إلى إدخال 190 منظومة في الخدمة الكاملة بحلول عام 2035، وتوزيعها على الكتائب الثلاث الأولى للدفاع الجوي المنخفض الارتفاع، ووحدات المارينز الساحلي الثالثة والرابعة والثانية عشرة.
مناورات باليكتان.. 40 عامًا من الشراكة العسكرية
ويأتي هذا التحديث العسكري في إطار مناورات «باليكتان» السنوية، التي تُعد واحدة من أكبر التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة والفلبين، والتي تُجرى هذا العام على جزيرتي لوزون وبالاوان، وتمتد حتى 9 مايو المقبل، بمشاركة مكثفة من القوات البرية والجوية والبحرية والفضائية، إضافة إلى وحدات الحرب السيبرانية.
وتهدف هذه المناورات إلى تعزيز قدرة القوات المسلحة للبلدين على الرد السريع والمنسق في حال نشوب صراع أو تهديد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ «إندو-باسيفيك».
وقال الكولونيل ماثيو إ. سلاديك، قائد الكتيبة الثالثة للدفاع الجوي:«منظومة ماديس أثبتت كفاءتها بشكل مذهل، وكلما زادت فرص دمجها مع وحدات مشاة البحرية الفلبينية، زادت قدرتنا على تطوير الجاهزية القتالية المشتركة، ومواجهة التهديدات الجوية المستقبلية».
مواجهة تهديد الطائرات المسيّرة
ويأتي هذا التركيز على المنظومات المضادة للطائرات المسيّرة في ظل تصاعد المخاوف العالمية من تنامي قدرات الجماعات المسلحة والدول المنافسة في استخدام تلك الطائرات في ساحات القتال، خاصة في البيئات الحضرية والمناطق الساحلية، حيث يصعب في بعض الأحيان رصدها أو اعتراضها بالوسائل التقليدية.
وتمثل منظومة «ماديس» جزءًا من استراتيجية موسعة للقوات المسلحة الأمريكية لتعزيز قدرات الردع والدفاع، سواء داخل الولايات المتحدة أو في مناطق النفوذ الحيوية، عبر الشراكات الاستراتيجية والمناورات العسكرية المتقدمة.