الجمعة 31 يناير 2025 الموافق 01 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل
نبيل أبو الياسين
نبيل أبو الياسين ورئيس كولومبيا

حين تتحوَّل القوّة إلى وَهمٍ يُدَمِّرُ صاحبَه وهذا ما نشاهده مع بداية السياسة الترامبية التي تجر الولايات المتحدة الأمريكية للهاوية، وإن التاريخُ لا يرحمُ مَن يَعتلي سلطة  القوة ويَنسى أن الأرضَ تدورُ تحت أقدامِه، والهيمنةُ ليست مجرَّد سيطرةٍ على الجغرافيا أو مصادر الثروة، بل هي لعبةٌ خطيرةٌ تُحوِّلُ صاحبَها إلى أسيرِ الغروره وجنون العظمة، حتى إذا ما إنكشفتْ هشاشةُ أركانِه، سقطَ كالتمثالِ الطيني تحت سيل الواقع والحقيقة.

فمن إمبراطورياتِ الماضي التي آمنَتْ بأن الشمسَ لا تغيبُ عن أراضيها، إلى قادةِ اليوم الذين يَتعاملون مع العالمِ كَرِقعةِ شطرنجٍ شخصية، تُكرِّرُ الإنسانيةُ ذاتَ السيناريو"القوةُ المطلقةُ تُولِّدُ الغطرسةَ"، والغطرسةُ تُنبئُ بالسقوط والتهاوي فكيف تُحوِّلُ الهيمنةُ العقلَ إلى سجينٍ لذاته؟، ولماذا تَعتقدُ النُخبُ المهيمنةُ أنها فوقَ النقدِ وفوقَ التاريخ؟ هذا التحقيقُ يُغوصُ في تشريحِ ثنائيةِ القوةِ والغرور.

ويَستعرضُ أمثلةً من الواقعِ الذي يُثبتُ أن الغطرسةَ ليست سوى جسرٍ مُؤقَّتٍ إلى الهاوية، ونتساءل؛ لماذا لا يتعلم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"من سلفه "جوبايدن" الذي تهاوى وأصبح سخرية العصر!؟، وأنهى حياتة السياسية بعار ولعنة ستلاحقة حتى الرَّمَقُ الأخير"بقيّة حياةِ".

وحذرنا مراراً وتكراراً قبل عودة السياسة الشعبوية الترامبية من خطورة الإدارة الترامبة التي قام بإختيارها فور فوزه بالإنتخابات الرئاسية على القضية الفلسطينية بناءاً على إنحياز إدارتةُ الصارخ  لإسرائيل علي حساب الشعب الفلسطيني أثناء فترة رئاستة الحالية في بدايتها وفترة رئاستةُ الأولىّ 2017 أيضاً كما شهدناها.

وحذرنا؛ مراراً من خطورة الصمت العربي والإسلامي  إزاء ما كان يحدث فى غزة من قتل وتشريد وخراب طوال فترة الحرب، ومانراه الآن في تصريحات" ترامب" الأخيرة هو إستكمال لخطة التطهير العرقي لغزة التى بدأت بتدمير إسرائيل للأرض ومن عليها بالتواطؤ مع الولايات المتحدة والدول الغربية، 

لذا؛،يجب أن ندرك جميعاً أن أي قبول لتهجير الفلسطينيين بأى شكل سيكون بداية النهاية لتصفية القضية برمتها، وهو أمر لا يمكن لأي نظام أو شعب يفهم معنىّ الحق والحرية أن يقبله، وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية عبروا بشكل صارم عن إرادة شعوبهما وتصدوا بكل وضوح لتلك الجريمة البشعة ضد الإنسانية التي حاول الرئيس الأمريكي تمريرها بمخطط خبيث.

التطرف والعنصرية والانحياز الترامبي لصالح إسرائيل 

إن تصريحات الرئيس الأمريكي"دونالد ترامب" بشأن تهجير الفلسطينيين إلى "مصر والأردن" تؤكد؛ إستمرار الإنحياز الأمريكي تباعاً لصالح إسرائيل، وأن هذه التصريحات الترامبية  تعكس رغبة شديدة من "ترامب" في إشعال فتيل الصراع والحرب في المنطقة مرة آخرىّ، مادفع إلى حراك على المستوىّ المصري والأردني بصفه خاصة والعربي والإسلامية بصفه عامة، واسعة النطاق رداً على هذه التصريحات بشأن تهجيرسكان قطاع غزة، فعلى المستوى المصري.

أعلنت أكثر من "10" نقابات مهنية مصرية أبرزهم نقابة الصحفيين عن قرارات لها لدعم القضية الفلسطينية والتعبير عن رفض مخطط "ترامب" الخبيث الذي يسعىّ لتهجير الشعب الفلسطيني، وإتفقت النقابات المصرية على توجه وفد منها إلى معبر رفح لإعلان دعمها لنضال الشعب الفلسطيني ورفض تصريحات الرئيس الأمريكي وأية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وأنه سيتم الإعلان عن موعد تحرك وفد النقابات المهنية في وقت لاحق، فضلاًعن؛ توجيه خطاب منها إلى السفارة الأمريكية بالقاهرة لإعلان رفضها وإدانتها الكاملة لتصريحات الرئيس الأمريكي، والتأكيد على التمسك بحل عادل وشامل وأن العودة وإعمارغزة حق عادل وليس التهجير.

توافد عدد من المواطنين على معبر رفح للمشاركة في وقفة إحتجاجية رفضاً لدعوات تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن

ومن جانبه قال: الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" إن ما يتردد حول تهجير الفلسطينيين لا يمكن أبداً التساهل أو السماح به لتأثيره على الأمن القومي المصري، وأن مصر لا يمكن أن تشارك في التهجير القسري لسكان غزة بموجب خطة الرئيس الأمريكي، وأن التهجير القسري للأشقاء  في قطاع  غزة هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه تحت أي ظرف، وجاء ذلك بعد أن طرح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خطة لنقل الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن، وأضاف"السيسي"، خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة مع الرئيس الكيني "وليام روتو"، أن ثوابت موقف مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية لا يمكن المساس بها أبداً، وأن مصر تدعم إقامة الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقدراتها وخاصة شعبها وأراضيها ولا يمكن أبداً التنازل عن هذا بأي شكل من الأشكال. 

تتوالىّ الردود الرافضة للتهجير 

وفي نفس السياق : أعرب الأزهر عن رفضه القاطع لكل مخططات ومحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأكد "الأزهر" على أن قطاع غزة أرض عربية، وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والكيان الصهيوني المحتل يرغب في السطو على حقوق الغير بمسانده من دول تتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان "أمريكا والغرب"، وقد أعلنت جامعة الدول العربية دعمها المطلق لموقف "الأردن ومصر" في رفضهما تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط"، إن الجامعة تقف بشكل قوي ومبدئي في مساندة الموقف المصري والأردني الرافض للأفكار التي يتم الترويج لها بخصوص تهجير الفلسطينيين، 

وأضاف "أبو الغيط"، فور وصوله إلى روما لإفتتاح المنتدى الإقتصادي العربي الإيطالي، أن الموقف العربي لا يساوم في موضوع تهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء في غزة أو الضفة، وأكد "أبوالغيط" أن الإصطفاف العربي المساند لموقف كل من مصر والأردن واضح ولا لبس فيه، والأطروحات القديمة المتجددة بتهجير أصحاب الأرض"الفلسطينيين" من أراضيهم هي أطروحات مرفوضة ولا طائل من مناقشتها، وفق ماقال.

وفي ذات السياق؛ رفضت المملكة الأردنية الهاشمية دعوة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" جملةً وتفصيلاً لنقل الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، حيثُ؛  صرح وزير الخارجية الأردني"أيمن الصفدي" أن المملكة تعارض بشدة خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، وأن "الأردن" تريد بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وترفض أي مقترح لتهجيرهم، وأن الحل يكمن بإقامة دوله فلسطينية وهذه التصريحات التي أدلىّ بها الرئيس الأمريكي تضع المنطقة أمام خطر كبير.

فضلاً عن؛ أنها قد تزعزع الآمن والإستقرار للمنطقة بأكملها ومن جانبها ثمنت حماس هذه المواقف العربية الثابتة والمشرفه حيث قالت؛ حركة "حماس" في بيان لها إننا نثمن ونشيد بالموقف المصري والأردني الرافض لتهجير شعبنا الفلسطيني أو تشجيع نقله أو إقتلاعه من أرضه تحت أية ذريعة أو مبرر، وندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع الشعوب العربية والإسلامية، إلى التأكيد؛ على رفضهما لكافة أشكال تهجير شعبنا ودعم حقوقه في إقامة دولتةُ وعاصمتها القدس الشرقية ومن عليها. 

المقترح الترامبي بين الرفض الغربي والترحيب الصهيوني 

وفي سياق أخر متصل؛ يتوالى الرفض الدولي لمقترح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب " الذي أثار غضب العالم بأسره بإستثناء الحليف الأسرائيلي، وكان أبرز هذه الدول بريطانيا التي كشفت عنها وزيرة الدولة لشؤون التنمية "أناليز دودز" بأن موقف بلادها من خطة "ترامب" بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصروالأردن، مرفوض رفض كامل مجرد التنويه لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأكدت "دودز" على ان بريطانيا  تدعم حل الدولتين وأننا سنواصل الدعوة لتطبيقه من أجل مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء.

وفي حين أن الجانب الإسرائيلي يمدح خطة "ترامب" لتهجير الفلسطينيين "حين يريد شيئاً فإنه يحدث" في إشارة واضحة للمقترح الترامبي، وقوبل إقتراح الرئيس الأمريكي  بشأن "التهجير" بترحيب واسع النطاق لعدد من المسؤولين الإسرائيليين خاصة ضمن أوساط الحكومة اليمينية المتطرفة، وكانت أبرز التصريحات حول ذلك تلك التي أعلنها وزير المالية "بتسلئيل سموتريتش" وعلّق الوزير الإسرائيلي على ما قاله ترامب بترحيبه لهذا المقترح، وأعلن الوزير الذي سبق أن دعا إلى "هجرة طوعية للفلسطينيين إلى دول العالم"، بأنه يعمل على خطة لتنفيذ رؤية "ترامب". 

ونتعجب من الصَّفَاقَة التي يتمتع بها  الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب " الذي مازال مصراً على مخطط التهجير حتى بعد ما رفضت كلاً من؛  الأردن ومصر علناً، فقد عاد مجدداً "ترمب" مساء أمس الخميس، ليؤكد؛ لصحفي سأله في المكتب البيضاوي، هل سيطبق على البلدين عقوبات تجارية مثلا بعد رفضهما قبول التهجير؟، في إشارةً لـ "مصر والأردن" أجاب الرئيس الأمريكي بكل سفاهه سيفعلون وسوف يُنفِّذون ذلك فنحن نفعل لهم الكثير وسوف يفعلونها!؟.

وهنا أؤكد في مقالي: للشعب المصري والأردني بأن هذه التصريحات المستفزة ما هي إلا تحريض صريح على النظام المصري والأردني كما نؤكد؛ بأن موقف القيادة السياسية للبلدين ثابت ولن يتزعزع بشأن مخطط التهجير، لذا؛ يتوجب علينا جميعاً بالالتفاف حول قيادتنا السياسية ضد هذا التحريض التي من غايتة زعزعت الإستقرار لدولنا والمنطقة بأكملها، وأن التصريحات الترامبية ما هي إلا نتاج الهزيمة والقهر لحليفتهم إسرائيل مما يشاهدنه، والمقاومة الفلسطينية تظهر مسلّحة برشاشات إسرائيلية وتتفنن في إذلال وقهرالإحتلال في كل مرحلة من مراحل تسليم الأسرى، مادفع الوزير الإسرائيلي "بن غفير" ليعلّق: قائلاً: لا مجال للشك بأننا حققنا الفشل التام ولاحقتنا الهزيمة للأبد. 

التهديدات الترامبية والتحدي الكولومبي 

في ظاهرة تكررت منذ بداية التهديدات الترامبية للعديد من الدول الغربية مع  بداية تولي "ترامب" المنصب  بشكل رسمي يوم 20 يناير، الرئيس الكولومبي "غوستافو بيترو" يتحدى الرئيس الأمريكي بعد موافقتة على نقل اللاجئين على متن الطائرة الرئاسية، وفرض ضريبة جمركية بنسبة 50% على المنتجات القادمه من الولايات المتحدة ، ويتحدى ترامب بالقول "لا يمكنك إخضاعنا أبدًا" دع شعبنا يزرع الذرة، ودع هذا النبات يطعم العالم، ولن أنحني أمام الولايات المتحدة أنا لا أحب نفطك يا "ترامب" سوف تدمر الجنس البشري من خلال الجشع، وترانا من العرق الأدنىّ ولكننا لسنا كذلك، وإذا أردت أن تعرف شخصاً عنيداً فهو أنا، صحيح بفضل قوتك الإقتصادية وغطرستك الواهية يمكنك محاولة القيام بإنقلاب علي كما فعلت مع "الليندي" لكنني أموت وفقاً لمبادئي الخاصة، ولقد قاومت التعذيب وسأقاومك أيضاً، ولا أريد مناصري العبودية بجانب كولومبيا لأننا رأينا ما يكفي من العبيد وأصبحنا أحراراً، وما أريده بجانب كولومبيا هم عشاق الحرية والعدالة الديمقراطية والمساواة. 

وتواصل الرئيس الكولومبي قد تهددني يا "ترامب" ولكني سأعيش في شعبي القارة الأمريكية التي كانت موجودة قبلك، ونحن شعب الرياح والجبال والبحر الكاريبي والحرية، ولا يهم إذا كنت لا تحب حريتنا، وأنا لا أصافح تجار العبيد البيض، وإنني أصافح البيض التحرريين ورثة لنكولن، ومع شباب الفلاحين السود والبيض في الولايات المتحدة الذين بكيت وصليت من أجل قبورهم في الولايات المتحدة وأنا أنحني لهم، وليس لأي شخص آخر، ولم تعد كولومبيا تنظر إلى الشمال، بل تتطلع إلى العالم، ودماءنا من دماء الخلافة الأندلسية من حضارة ذلك الوقت، ودماءنا تأتي من دماء خلافة قرطبة، الحضارة في ذلك الوقت، ودمائنا تأتي أيضاً من لاتين الإمبراطورية الرومانية في البحر الأبيض المتوسط من حضارة ذلك الوقت، وأحد الذين أسسوا الجمهورية والديمقراطية في أثينا، كما تأتي دماءنا من السود المقاومين الذين إستعبدتهم، وكولومبيا هي أول أرض حرة قبل واشنطن.

واختم مقالي وأقولها كلمة: إن صلابة موقف القيادة السياسية المصرية والقيادة السياسيّة الأردنية والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني على أرضه وعودة الفلسطينيين النازحين لشمال غزة رغم الدمار هناك، والدعم الشعبي العربي والإسلامي وبعض الشعوب الحره حول العالم لرفض التهجير سيفشل كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

لذا؛ أطالب النقابات المصرية والعربية وجميع المنظمات الإقليمية والدولية إرسال خطابات للأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية ترفض تصريحات "ترامب" وتطالب بتحرك دولي لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة والضغط من أجل حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كما أطالب جميع الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية المصرية والعربية والقنوات الحره حول العالم والمؤثرين والفنانين والرياضيين لنشر "بانر" ثابت على صفحاتهم الأولىّ والرئيسية وعلى شاشاتها برفض التهجير تحت شعارات "لا للتهجير ونعم للإعمار".

تم نسخ الرابط