الخميس 24 أبريل 2025 الموافق 26 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

سلطات إسطنبول تعلن.. 151 إصابة دون تسجيل وفيات

القارئ نيوز

شهدت مدينة إسطنبول التركية ظهر اليوم الأربعاء، حالة من الذعر والفوضى، بعد أن ضربها زلزال قوي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، ما تسبب في إصابة أكثر من 150 شخصًا، معظمهم نتيجة الهلع والقفز من النوافذ والشرفات، دون تسجيل أي وفيات.

مركز الزلزال في سيلفري والآلاف يفرون إلى الشوارع

وقع الزلزال في منطقة سيلفري الواقعة على الساحل الأوروبي لمدينة إسطنبول، ما أدى إلى اهتزازات قوية شعر بها سكان المدينة بأكملها، ومع أولى لحظات الهزة، غمرت مشاعر الرعب الشوارع، حيث اندفع الآلاف إلى الساحات العامة والمتنزهات، في محاولة للابتعاد عن المباني العالية التي بدت في بعض المناطق وكأنها على وشك الانهيار.

ولم تُسجل حتى الآن أي انهيارات كبرى في البنية التحتية، وفقًا لما أعلنت عنه السلطات المحلية، إلا أن المشاهد التي تناقلها المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت حجم الذعر الذي انتشر بسرعة بين السكان، خصوصًا في الأبنية القديمة والمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

151 إصابة دون وفيات 

أعلنت ولاية إسطنبول في بيان رسمي أن عدد المصابين بلغ 151 شخصًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير، مشيرة إلى أن معظم الإصابات حدثت نتيجة قيام المواطنين بالقفز من المباني أثناء الزلزال، خوفًا من وقوعها.

وأكدت الولاية عدم تسجيل أي وفيات، كما لم ترصد أضرارًا جسيمة في البنية التحتية أو الطرقات، مشيدة بسرعة استجابة فرق الطوارئ والإسعاف، التي هرعت إلى مواقع الإصابات فور وقوع الزلزال.

تعليق الدراسة في إسطنبول ليومين

في أعقاب الزلزال، قررت السلطات المحلية في إسطنبول تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة لمدة يومين، وذلك كإجراء احترازي يهدف إلى تفقد المباني المدرسية وضمان سلامتها، بالإضافة إلى تهدئة الأجواء النفسية للتلاميذ وأولياء الأمور.

كما دعت الجهات المعنية المواطنين إلى عدم التزاحم على مراكز الطوارئ أو المرافق الصحية، وتجنب التنقل غير الضروري في بعض المناطق المتأثرة حتى الانتهاء من تقييم شامل لحالة المباني والمنشآت.

تحذيرات من زلازل مستقبلية أقوى

أكد عدد من خبراء الزلازل الأتراك، أن إسطنبول تقع فوق أحد أخطر خطوط الصدع في المنطقة، وهو صدع شمال الأناضول، الذي يُعد نشطًا زلزاليًا.

 وحذر الخبراء من أن الزلزال الأخير قد يكون مقدمة لهزات أرضية أقوى في المستقبل القريب، داعين الحكومة إلى تسريع وتيرة الاستعدادات لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وأوضح الدكتور أرول كايا، الخبير في الجيولوجيا بجامعة إسطنبول التقنية، أن "الزلزال الأخير بمثابة إنذار جديد. قد لا تكون هذه هي الهزة الكبرى المنتظرة، لكننا على أعتاب مرحلة تستدعي اليقظة القصوى".

أهمية التوعية وإجراءات السلامة

أثارت الحادثة مجددًا التساؤلات حول جاهزية إسطنبول لمواجهة زلازل قوية، خصوصًا وأن المدينة، التي يسكنها أكثر من 16 مليون نسمة، تحتوي على آلاف الأبنية القديمة التي لم تُبنَ وفق المعايير الزلزالية الحديثة.

ودعت الهيئة العامة للكوارث والطوارئ السكان إلى الحفاظ على الهدوء أثناء الكوارث الطبيعية، والالتزام بتعليمات السلامة، مثل الاحتماء تحت الطاولات أو بجوار الجدران الداخلية، وتجنب استخدام المصاعد أو القفز من النوافذ.

رعب في الذاكرة الجماعية للمدينة

الزلزال الأخير أعاد إلى الأذهان كابوس زلزال عام 1999 المدمر، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 17 ألف قتيل، وتسبب في خسائر مادية جسيمة، ولا تزال تداعياته النفسية حاضرة في وعي سكان المدينة حتى اليوم.

ويرى المراقبون أن الزلزال الذي ضرب إسطنبول اليوم، رغم عدم خطورته مقارنةً بزلازل سابقة، إلا أنه يعد بمثابة تحذير جدي، يستوجب من الحكومة والمواطنين على حد سواء اتخاذ خطوات جدية نحو تعزيز ثقافة الوقاية والجاهزية، تفاديًا لأي كوارث مستقبلية محتملة.

تم نسخ الرابط