غزة في ظلام دامس منذ 18 شهرا.. وقطاعات حيوية على شفا الانهيار

قالت مؤسسة كهرباء غزة، اليوم الأحد، إن قطاع غزة يعاني من انقطاع تام للتيار الكهربائي منذ نحو 18 شهرًا، مؤكدةً أن سكان القطاع قد حرموا خلال هذه الفترة من أكثر من 1.88 مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء، ما أثر بشكل كارثي على الحياة اليومية والبنية التحتية الأساسية.
خطر على الصحة والمياه والصرف الصحي
وأوضحت المؤسسة، في بيان لها، أن هذا الانقطاع غير المسبوق في التيار الكهربائي وضع قطاعات حيوية على رأسها قطاع الصحة، والمياه، والصرف الصحي على شفا الانهيار، في ظل عدم توفر الطاقة اللازمة لتشغيل المستشفيات ومحطات التحلية ومعالجة الصرف الصحي.
وأشارت المؤسسة إلى أن غياب الكهرباء أدى إلى تدهور كبير في الخدمات الطبية المقدّمة للمرضى، لا سيما في أقسام العناية المركزة، وغرف العمليات، وأجهزة غسيل الكلى والحضانات، مؤكدةً أن استمراره يعني زيادة خطر تفشي الأوبئة والأمراض، وارتفاع معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والرضع.
مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي
ودعت مؤسسة كهرباء غزة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التحرك الفوري والعاجل لإعادة الكهرباء إلى القطاع، وتسهيل دخول معدات الصيانة وقطع الغيار والآليات اللازمة لإصلاح الشبكات المتضررة بفعل العدوان المستمر منذ قرابة العام ونصف.
وحذّرت المؤسسة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى عواقب إنسانية كارثية، لا سيما مع انعدام البدائل الفعلية، ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية، مما يهدد حياة آلاف المرضى، وكبار السن، والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.
إسرائيل تفرض الحصار.. والمياه تُقطع
وفي الثاني من مارس الماضي، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها على قطاع غزة، حيث فرضت إغلاقًا تامًا لجميع المعابر ومنعت دخول أي مساعدات إنسانية بما في ذلك الوقود، كما قطعت إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية، وهو ما أدى إلى توقف شبه كلي في إنتاج المياه الصالحة للشرب لسكان القطاع.
وتسببت هذه الإجراءات، بحسب منظمات إغاثية، في تفشي العطش بين السكان، خاصة في المناطق المنكوبة والأحياء الشرقية من مدينة غزة وخان يونس، حيث باتت المياه تُوزع بنظام الطوارئ بكميات ضئيلة لا تكفي لسد حاجات الأسر اليومية.
أوتشا.. الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ
وفي السياق ذاته، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أن الوضع الإنساني في غزة هو "الأسوأ على الأرجح منذ اندلاع الحرب" في أكتوبر من عام 2023. وأوضح المكتب أن شهرًا ونصف الشهر قد مرّا منذ السماح بدخول أي إمدادات إنسانية عبر المعابر، وهي أطول فترة توقف خلالها الإمداد منذ بداية الحرب، بحسب تعبيره.
وأكد المكتب الأممي أن هناك نقصًا حادًا في الغذاء، والدواء، والمياه النظيفة، والكهرباء، والوقود، ما يعرّض حياة السكان المدنيين لـ«كارثة شاملة»، داعيًا إلى فتح المعابر فورًا والسماح بدخول المساعدات دون شروط.
انهيار شامل يهدد البنية التحتية
وفي ظل استمرار الحصار وانعدام الطاقة، يتوقع خبراء أن تشهد غزة في الفترة المقبلة انهيارًا شاملاً في كافة الخدمات الأساسية، بما يشمل المستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، ومرافق الصرف الصحي، وهو ما سيضاعف من معاناة السكان الذين باتوا يعيشون في ظروف غير إنسانية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والقصف الجوي والبري المتواصل.
صرخة من تحت الركام
وفي مشهد يتكرر يوميًا، يقف آلاف المواطنين في طوابير للحصول على وجبات غذائية أو عبوات مياه عبر نقاط توزيع تديرها منظمات إغاثية، لكن الكميات المتاحة لا تكفي لأكثر من بضعة آلاف في اليوم، بينما تزيد أعداد المحتاجين على 2.2 مليون نسمة.
ويقول أحد سكان حي الشجاعية في غزة: «نعيش بلا كهرباء، بلا ماء، بلا دواء.. نضيء الشموع لنرى أولادنا ونشرب المياه المالحة كي نبقى على قيد الحياة. هل هذا يُعقل في القرن الـ21؟».