الأحد 27 أبريل 2025 الموافق 29 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

يوم الشفاء العالمي.. كيف تلعب اليوجا دورًا في التعافي من الصدمات ؟

اليوجا
اليوجا

في اليوجا يكمن سر التعافي الذي يحتفل به العالم كل عام في «يوم الشفاء العالمي»، إذ تمثل هذه المناسبة الإنسانية العميقة دعوة لتعزيز مفهوم الشفاء الذاتي والنفسي من خلال وسائل متعددة من أبرزها ممارسة «اليوجا» التي أصبحت واحدة من أهم الأدوات العلاجية الحديثة التي تساهم بفاعلية في التعافي من «الصدمات العاطفية» والأوجاع النفسية التي يخلفها الحزن والفقد والخذلان.

في هذا اليوم يتجه الكثيرون للبحث عن طرق تمنحهم السلام الداخلي وتفتح لهم آفاق التحرر من عبء المشاعر السلبية، وهنا يظهر سحر «اليوجا» بوصفها أكثر من مجرد رياضة، بل أسلوب حياة وعلاج روحي متكامل.

«اليوجا» وفلسفة الشفاء من الداخل

تشير الدراسات الحديثة إلى أن «اليوجا» تعتمد على مبدأ أساسي وهو أن الجسد والعقل والروح مترابطون بطريقة تجعل أي خلل نفسي يؤثر على الجسد، وأي توتر جسدي ينعكس على النفس، من هنا تبرز أهمية «اليوجا» في إعادة التوازن الداخلي، حيث تساعد تقنيات التنفس العميق، وأوضاع الجسد المدروسة، وحركات التأمل على تحرير الإنسان من الطاقات السلبية العالقة، مما يؤدي إلى تهدئة العقل وتخفيف التوتر العصبي المرتبط بـ«الصدمات العاطفية».

كيف تعمل «اليوجا» على شفاء القلب المجروح؟

تعتمد «اليوجا» في علاج الصدمات العاطفية على مجموعة من الآليات الدقيقة، أولها تنظيم التنفس بطريقة تمنح الجسم رسائل بالأمان والاسترخاء، مما يقلل من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، كما أن أوضاع الجسد المختلفة تسهم في تفريغ مشاعر الغضب والحزن العالقة داخل العضلات والخلايا، بينما يعمل التأمل على إعادة صياغة الأفكار السلبية التي تسيطر على المصاب، ومنحه منظورًا أكثر إشراقًا نحو الحياة، ولعل ممارسة «اليوجا» بانتظام تساعد الفرد على تجاوز مشاعر الذنب والخوف والإحساس بالرفض، وهي المشاعر الأكثر ارتباطًا بجراح القلب العاطفية.

تمارين «اليوجا» المخصصة للتعافي العاطفي

هناك العديد من الوضعيات التي توصي بها مدارس «اليوجا» العالمية لعلاج الصدمات النفسية مثل وضعية الجنين التي تساعد في استعادة الإحساس بالأمان، ووضعية الجسر التي تفتح القلب وتحرره من الانغلاق العاطفي، ووضعية الشجرة التي تعزز الثقة بالنفس والاستقرار، كما ينصح بممارسة جلسات اليوجا التأملية مثل جلسة «التنفس البطني» التي تساهم في تهدئة الذهن، وجلسة «توجيه النية» التي تحفز الرغبة الداخلية في التحرر من الألم، جميع هذه التقنيات أثبتت قدرتها على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب الناتجة عن الصدمات.

«اليوجا» وإعادة بناء الثقة بالنفس

عند المرور بتجربة عاطفية قاسية، يفقد الكثيرون الشعور بقيمتهم الذاتية، وهنا تظهر قوة «اليوجا» في إعادة بناء تلك الثقة تدريجيًا، فعبر التناغم بين الجسد والعقل، يتعلم الإنسان كيف يصغي إلى احتياجاته العاطفية والجسدية، وكيف يمنح نفسه الرحمة والقبول، إذ تمنح جلسات «اليوجا» إحساسًا قويًا بالسيطرة على الذات والقدرة على النهوض مجددًا بعد الانكسار، مما يجعلها وسيلة فعالة للعودة إلى حياة أكثر توازنًا وإشراقًا.

دور التأمل في تعزيز التعافي العاطفي

يعتبر التأمل جزءًا لا يتجزأ من ممارسة «اليوجا»، إذ يركز التأمل على تصفية الذهن من الأفكار السلبية المترسبة بعد الصدمات، ويساعد على غرس بذور السلام الداخلي والمحبة الذاتية، ومع تكرار جلسات التأمل ضمن تمارين «اليوجا»، يجد الإنسان نفسه يتحرر تدريجيًا من قيود الماضي المؤلم، وينظر إلى المستقبل بعين ملؤها الأمل والتسامح.

نصائح مهمة لممارسة «اليوجا» يوميًا

من أجل الحصول على أفضل نتائج في التعافي من «الصدمات العاطفية» عبر «اليوجا»، ينصح الخبراء بضرورة الالتزام بممارسة يومية حتى لو كانت لعدة دقائق فقط، كما ينبغي التركيز على تمارين التنفس العميق التي تهدئ الجهاز العصبي، بالإضافة إلى الحرص على أداء الحركات ببطء وتأمل، مع أهمية الاستعانة بمدرب متخصص في «اليوجا» النفسية لمرافقة الممارسين في رحلتهم نحو الشفاء.

تبقى «اليوجا» واحدة من أهم الهدايا التي يمكن أن يقدمها الإنسان لقلبه المجروح في «يوم الشفاء العالمي»، فهي ليست مجرد رياضة بل أسلوب شامل لإعادة الاتصال بالنفس، وتطهير القلب من الأحزان، والانطلاق نحو حياة أكثر سعادة واتزانًا، وبينما نحتفي بهذا اليوم الإنساني الجميل، لا بد أن نتذكر أن قوة الشفاء تكمن دائمًا في داخلنا، وكل ما علينا هو أن نمنح أنفسنا فرصة الصمت والتأمل والحركة من خلال عالم «اليوجا» الساحر.

تم نسخ الرابط