الأربعاء 06 أغسطس 2025 الموافق 12 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«فاتن حمامة».. من أجمل طفلة في مصر إلى سيدة الشاشة العربية

فاتن حمامة
فاتن حمامة

ولدت الفنانة الكبيرة «فاتن حمامة» يوم 27 مايو/أيار عام 1931 في مدينة «السنبلاوين» بمحافظة الدقهلية، ونشأت في كنف أسرة متوسطة الحال تهوى متابعة السينما، فكان والدها موظف حكومي يحب الأفلام المصرية، ووالدتها تشاركه نفس الشغف، وقد شكلا معًا أول جمهور حقيقي لموهبة الطفلة فاتن.

بداية غير متوقعة من مسابقة جمال

بدايتها مع الفن لم تكن مخططة، بل جاءت بالصدفة، حينما شاركت في مسابقة لاختيار «أجمل طفلة في مصر»، وفازت باللقب. 

دفع هذا الفوز والدها إلى إرسال صورتها إلى المخرج الكبير «محمد كريم»، الذي كان يبحث عن طفلة تؤدي دورًا في فيلمه الجديد بجوار الموسيقار «محمد عبد الوهاب».

كانت تلك اللحظة بمثابة الشرارة الأولى، التي أشعلت مسيرتها الفنية الممتدة لأكثر من نصف قرن.

دور العمر أمام محمد عبد الوهاب

اختارها المخرج «محمد كريم» للمشاركة في فيلم «يوم سعيد» الذي صدر عام 1940، وشاركت فيه بدور صغير إلى جانب عبد الوهاب، وهي لا تزال في التاسعة من عمرها. 

وعلى الرغم من صغر سنها، لفتت الأنظار بأدائها الطبيعي والعفوي، فحازت إعجاب الجمهور والنقاد.

لم تتوقف عند هذا الدور، بل شاركت بعد أربع سنوات فقط في فيلم «رصاصة في القلب»، ثم جاء دورها في فيلم «دنيا» عام 1946، الذي شكّل انطلاقتها الحقيقية لعالم النجومية.

دعم أسري لا ينسى

في أحد الحوارات التلفزيونية، أكدت فاتن حمامة أن والدها ووالدتها كانا السبب الأساسي في دخولها مجال الفن، قائلة:
«كان والدي يحب السينما، ووالدتي كانت متحمسة، وكان صديقهما المقرب ممثلاً شهيرًا، شجعهم على دعم موهبتي».

كما أوضحت أن أحد الفنانين التقط لها صورة وهي تؤدي دور ممرضة في نشاط مدرسي، وحين رآها «محمد كريم» عرف أنها الطفلة المناسبة للدور، لتبدأ رحلتها من تلك الصورة العفوية إلى قلوب الملايين.

من الطفولة إلى أدوار البطولة

مع الوقت، تطورت قدراتها الفنية، وتحولت من مجرد طفلة تظهر في مشهد أو اثنين، إلى ممثلة تؤدي أدوار البطولة وتتصدر الملصقات السينمائية. 

كانت تمتلك مزيجًا من الجمال الهادئ والموهبة الفطرية، مما جعلها المفضلة لدى كبار المخرجين مثل «يوسف شاهين» و«صلاح أبو سيف» و«هنري بركات».

أعمالها تنوعت بين الاجتماعي والرومانسي والسياسي، وقدّمت أفلامًا أصبحت علامات في تاريخ السينما مثل «دعاء الكروان»، و«الحرام»، و«الخيط الرفيع»، و«إمبراطورية ميم».

فاتن حمامة.. حالة فنية خاصة

تميزت فاتن حمامة بأسلوب أداء طبيعي غير مفتعل، وهو ما منحها خصوصية لم تتكرر كثيرًا في السينما العربية. لم تكن فقط ممثلة تتلقى الأدوار، بل كانت تختار بعناية، وترفض كثيرًا مما يُعرض عليها، مما جعل اسمها يرتبط دائمًا بالجودة والرصانة.

قال عنها الناقد الراحل «سمير فريد»:
«فاتن حمامة لم تكن فقط ممثلة، بل كانت مؤسسة سينمائية مستقلة بذاتها، لها ذوقها وشروطها ومبادئها».

نهاية أسطورة.. لكن البصمة باقية

رحلت فاتن حمامة عن عالمنا في يناير 2015، لكن سيرتها لا تزال حية في ذاكرة الجمهور العربي. فقد تركت أكثر من 100 فيلم سينمائي، وعشرات الجوائز، وأثرًا إنسانيًا لا يمحى.

بدايتها لم تكن مصطنعة ولا عبر التدرج التقليدي، بل انطلقت من حُب والديها، ولقطة عفوية، وفرصة من مخرج مؤمن بالموهبة، ثم اجتهاد شخصي طوال مسيرتها.

اللقطة الأولى لا تنسى

عندما سُئلت في أحد اللقاءات عن أكثر لحظة لا تنساها، أجابت:
«مشهد دخولي لأول مرة إلى موقع تصوير فيلم (يوم سعيد)، كنت خائفة، لكن نظرة عبد الوهاب وكلمات المخرج شجعتني، ومن وقتها شعرت أن الكاميرا صديقتي».

فاتن حمامة ليست فقط «أجمل طفلة في مصر» أو «سيدة الشاشة العربية»، بل هي واحدة من النماذج القليلة التي جمعت بين الموهبة والاتزان والاحترام، وتركت لنا إرثًا فنيًا لا يُقدّر بثمن.

تم نسخ الرابط