الثلاثاء 29 أبريل 2025 الموافق 01 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بين العودة للأساطير وتهديد الجيل الجديد.. الذكاء الاصطناعي يربك صناعة الفن

القارئ نيوز

في تطور تكنولوجي لافت، بدأ المجتمع الغربي مؤخرًا في توظيف مميزات الذكاء الاصطناعي لصالحه بشكل واسع، خاصة فيما يتعلق باستنساخ أصوات المشاهير الذين رحلوا عن عالمنا، وهي خطوة تثير إعجاب البعض وتخوفات آخرين.

 وبرز هذا التوجه مع إعلان شركة «ElevenLabs» العالمية عن صفقات جديدة لإطلاق أداة «IconicVoices»، التي تتيح قراءة الكتب الصوتية باستخدام أصوات ممثلين أسطوريين تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

عودة أصوات أسطورية للحياة

وبموجب هذه الصفقات، سيعود إلى الساحة الصوتية مجموعة من أبرز نجوم الزمن الجميل، أبرزهم بيرت رينولدز، وجودي جارلاند، وجيمس دين، والسير لورانس أوليفييه، إضافة إلى آخرين سيتم الإعلان عنهم لاحقًا.

 وستُستخدم هذه الأصوات المستنسخة في العديد من المجالات، منها الكتب الصوتية، المقالات الإخبارية، شخصيات ألعاب الفيديو، إنتاج الأفلام، الإعلانات، وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعد هذه التقنية نقلة نوعية في عالم الصوتيات الرقمية، حيث تُسهم في ملء الفراغ الذي خلفه غياب عدد من عمالقة الفن عن الساحة، ولكنها في الوقت ذاته تثير الكثير من الجدل حول الأبعاد القانونية والأخلاقية لاستخدام أصوات الراحلين.

تنظيم متوقع لمحتوى الذكاء الاصطناعي

وتهدف هذه المبادرات إلى وضع أطر قانونية منظمة تضمن أن يكون المحتوى الصوتي الناتج عن الذكاء الاصطناعي خاضعًا للرقابة وموافقًا عليه من قبل المعنيين أو تركات المشاهير، مما قد يقلل من المخاوف المثارة بشأن استغلال هذه التقنيات دون موافقة أصحابها.

تأتي هذه الخطوة بعد موجة من القلق اجتاحت الوسط الفني والإعلامي، خاصة بعد القضايا المثارة بسبب استخدام أصوات شخصيات مشهورة سواء رحلت أو لا تزال على قيد الحياة دون تصريح، مما اعتبره كثيرون اعتداءً على حقوق الملكية الفكرية والشخصية.

قلق النجوم الحاليين من المستقبل

ورغم أن هذه المبادرات تسعى لطمأنة الأوساط الفنية، إلا أن الجيل الحالي من النجوم العالميين يعيش حالة من القلق والريبة المتزايدة. فالمخاوف لا تتعلق فقط بسرقة الأصوات، بل بإمكانية استخدام تلك النسخ المستنسخة في سياقات لا يرغب بها أصحابها الأصليون.

ويُذكر أن مثل هذه القضايا لم تظهر مؤخرًا فقط، فقد أثارت قضية استخدام شركة "فريتو لاي" لصوت المغني وكاتب الأغاني توم وايتس في إعلان دون موافقته عام 1988، ضجة واسعة وشكلت سابقة قانونية مهمة في هذا المجال.

تقدم مذهل في جودة الأصوات المستنسخة

شهدت النماذج التجريبية للأصوات المعادة بالذكاء الاصطناعي تقدمًا ملحوظًا مقارنة بالنسخ السابقة، لدرجة أصبح من الصعب على المستمع العادي التمييز بين الصوت الحقيقي والصوت المستنسخ. 

ويُعزى هذا التقدم إلى استخدام نماذج بيانات صوتية ضخمة عالية الجودة يتم تدريب الذكاء الاصطناعي عليها.

ورغم أن هذه التقنية تتيح للمنتجين إمكانيات هائلة، إلا أنها تضع النجوم الحاليين أمام تحدٍ جديد، إذ يواجهون خطر «سرقة صوتهم» واستغلاله بطرق قد تكون مضرة بسمعتهم أو مسيرتهم.

جانب إيجابي للنجوم المنشغلين

على الجانب الآخر، يرى البعض أن ترخيص استخدام الصوت عبر الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون حلاً عمليًا للنجوم الذين يعتمدون بشكل أساسي على أصواتهم في أعمال مثل أفلام الرسوم المتحركة أو الإعلانات التجارية. 

إذ يُمكن أن يتيح لهم مواصلة العمل دون الحاجة إلى الحضور الفعلي، مما يوفر عليهم الجهد والوقت، دون أن يحل محلهم أي فنان آخر أو يؤثر على حقوقهم الفنية.

مستقبل الصوتيات بين الإبداع والضوابط القانونية

في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن مستقبل صناعة الصوتيات سيتشكل على مفترق طرق حساس بين الابتكار التكنولوجي، والضوابط الأخلاقية والقانونية. 

فبينما يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانيات مذهلة لإحياء الأصوات وإثراء المحتوى الإعلامي، إلا أن احترام حقوق الأفراد وحماية الملكية الفكرية تبقى تحديات أساسية يجب مواجهتها بحكمة وتشريعات حازمة.

وفي انتظار استكمال الإعلان عن بقية الأصوات المستنسخة عبر منصة «IconicVoices»، تظل الأنظار معلقة على كيفية تفاعل الأوساط الفنية والقانونية مع هذه الموجة الجديدة، التي بلا شك، ستحدث تأثيرًا كبيرًا على مستقبل صناعة الترفيه والإعلام.

تم نسخ الرابط