«مبادرة حتشبسوت والحضارة».. ترويج شعبي ورسمي لافتتاح أكبر متحف أثري في العالم
في إطار اهتمام الدولة المصرية وحرصها على الترويج الأمثل لافتتاح المتحف المصري الكبير، نظمت مبادرة «حتشبسوت والحضارة»، التابعة لنقابة السياحيين، عددًا من الأنشطة الإعلامية والمجتمعية، بهدف إلقاء الضوء على أهمية هذا الحدث العالمي، وتعزيز الحضور السياحي والثقافي لمصر على خارطة السياحة الدولية.
المبادرة التي أطلقتها النقابة برئاسة حبيبة سيد، وتعمل من خلالها لجنة منظمة نشطة تضم عددًا من الشباب المتخصصين، تسعى إلى تقديم محتوى جذاب وهادف عبر الوسائط الرقمية، يسلط الضوء على الكنوز الأثرية المصرية، وعلى رأسها مقتنيات الملك الشاب توت عنخ آمون، وقاعة حتشبسوت، والمسلة المعلقة التي ستكون من أبرز معالم المتحف المرتقب.
فريق شبابي يقود الحملة الترويجية
وقد ضم فريق العمل المنظم للمبادرة كلًا من: مريم عبدالمجيد رئيسة اللجنة المنظمة، رفيدة خالد مسؤولة اللجنة العلمية، إبراهيم محسن مسؤول اللجنة التنظيمية، مصطفى هاني مسؤول لجنة الميديا، هاجر هاني عضو اللجنة التعليمية، محمد عزام مسؤول الميديا والتصوير.
وتُقام المبادرة تحت إشراف النقابة المهنية للسياحيين، برئاسة حمدي عز نقيب السياحيين، وفارس حسني الأمين العام للنقابة، في خطوة جادة نحو إشراك النقابات المهنية في دعم الحراك السياحي المصري.
إنتاج أفلام قصيرة للترويج الإلكتروني
وتركز «حتشبسوت والحضارة» على إنتاج أفلام قصيرة تستعرض أهم محتويات المتحف المصري الكبير، مثل كنوز الملك توت عنخ آمون الذي حكم مصر في سن التاسعة، إضافة إلى معروضات قاعة حتشبسوت والمسلة المعلقة، لتُعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية المختلفة.
كما تعمل المبادرة على تقديم العروض الترويجية داخل النوادي والمكتبات العامة ومؤسسات المجتمع المدني في جميع المحافظات، ما يسهم في تعزيز الوعي الأثري والثقافي لدى المواطنين، خصوصًا في صفوف النشء والشباب.
القاهرة التاريخية على خريطة الترويج السياحي
وفي سياق متصل، شدد الدكتور محمد خطاب، رئيس مركز تدريب الآثار الإسلامية، على أهمية تكثيف البرامج التوعوية داخل القاهرة التاريخية، موضحًا أن هذه الفعاليات تُسهم في إيصال صورة إيجابية للعالم عن مصر كدولة آمنة مستقرة مليئة بالتنوع الأثري والثقافي.
وأشار خطاب إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا إلى القاهرة، والتي رافقه فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكيف لاقت هذه الزيارة تغطية إيجابية من الصحف ووكالات الأنباء العالمية، الأمر الذي يعزز صورة مصر كمركز حضاري عالمي.
النقابة.. نغرس القيم ونبث حب الوطن
من جهته، أكد الدكتور عبدالجواد عامر، رئيس اللجنة العليا للأثريين بنقابة السياحيين بمحافظة الجيزة، أن النقابة تسعى للانتشار داخل المجتمع المصري، ليس فقط بهدف الترويج للسياحة، بل لغرس القيم والأخلاق والانتماء الوطني، وربط المواطنين بتراثهم الأصيل.
وأوضح عامر أن الأنشطة المستمرة التي تنظمها النقابة في المدارس والمراكز الثقافية تستهدف بناء وعي أثري مبكر لدى الأجيال الجديدة، مما يعزز من فرص الحفاظ على الهوية المصرية في ظل التغيرات الثقافية المتسارعة عالميًا.
باحثات أثريات.. المتحف يعيد مصر لمقدمة المشهد السياحي
بدورها، شددت الدكتورة شروق إسماعيل، الخبيرة الأثرية والتاريخية، على أن مصر تمتلك من المقومات السياحية والأثرية ما يجعلها في طليعة الدول الجاذبة للسياحة الثقافية.
وأوضحت أن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يُعد حدثًا داخليًا فقط، بل هو مشروع استراتيجي عالمي يجب استثماره إعلاميًا وسياحيًا بصورة متكاملة.
وفي السياق ذاته، قالت الباحثة والخبيرة الأثرية الدكتورة ياسمينا مجدي إن العالم يتابع باهتمام ما تشهده مصر من طفرة في قطاع الآثار، مؤكدة أن هناك رغبة عالمية قوية في زيارة المواقع السياحية والأثرية المصرية، وفي مقدمتها المتحف الكبير، الذي يمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ العرض المتحفي العالمي.
تعكس الجهود المبذولة من قبل نقابة السياحيين، ومبادرة «حتشبسوت والحضارة»، ورواد العمل الأثري في مصر، وعيًا متزايدًا بأهمية الاستثمار الثقافي في دعم الاقتصاد والسياحة.
وبينما يقترب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، تستعد مصر لتفتح صفحة جديدة من الترويج الحضاري المستدام، تحت راية التاريخ والهوية والانفتاح على العالم.
