محمد طارق يكشف كواليس مهرجان القاهرة السينمائي ويعد بتطوير آليات الجوائز
في إطار فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أُقيمت ندوة نقاشية بعنوان «كيفية إدارة المهرجانات السينمائية»، شارك فيها نخبة من الشخصيات السينمائية من مختلف دول العالم، حيث شهدت الندوة حضور المخرجة والمبرمجة الفرنسية كاميلي ڤاريني، والمنتج المغربي شرف الدين زين العابدين، إلى جانب الناقد المصري محمد طارق، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تحدث باستفاضة عن تجربته في إدارة واحد من أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية.
مهرجان القاهرة.. تحديات من نوع خاص
في مداخلته خلال الندوة، أضاء محمد طارق على خصوصية مهرجان القاهرة السينمائي، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر فقط على العروض السينمائية، بل يشمل عددًا كبيرًا من الفعاليات المصاحبة التي تجعل من المهرجان منصة متكاملة للمحترفين وصنّاع الأفلام.
وقال طارق: «مهرجان القاهرة السينمائي تحدياته كانت مختلفة، حيث إن فعالياته متنوعة وتشمل أيام القاهرة لصناعة السينما، بالإضافة إلى ورش 'الماستر كلاس' والمنصة الرسمية لدعم المشاريع السينمائية، وهو ما يجعله ملتقى حقيقيًا للسينمائيين».
وأشار إلى أن إدارة مهرجان بهذا الحجم تتطلب تنسيقًا دائمًا بين الأقسام المختلفة لضمان تقديم تجربة متكاملة ومثرية لكل من المشاركين والجمهور، سواء على مستوى المحتوى أو التنظيم أو فرص التطوير المهني.
المشاركة أهم من الجوائز
وأكّد محمد طارق في حديثه على أهمية الحضور والمشاركة في المهرجانات، حتى وإن لم ينل المتسابقون جوائز، موضحًا أن التواجد نفسه يمنح المشاركين فرصة للتعلم والتواصل وعرض تجاربهم على منصات أوسع.
وضرب مثالًا بفيلم المخرج المصري مراد مصطفى «عائشة لا تستطيع الطيران»، الذي سبق له أن شارك في فعاليات مهرجان القاهرة، واليوم يستعد للمشاركة في الدورة المقبلة من مهرجان «كان» السينمائي بفرنسا، وهو ما يبرهن، بحسب طارق، على قيمة وخطورة المهرجانات كوسيلة للترويج والانتقال إلى منصات أكبر.
وأضاف طارق: «قد يخرج صانع الفيلم دون جائزة، لكنه يكتسب فرصًا مهمة للعرض العالمي، وللتواصل مع شبكات إنتاج وتوزيع واسعة، وهو ما حدث مع العديد من الأعمال التي مرت على مهرجان القاهرة».
عقود تضمن حقوق الفائزين
وفي خطوة لافتة نحو مزيد من التنظيم وحفظ الحقوق، كشف المدير الفني لمهرجان القاهرة عن خطط جديدة سيتم تنفيذها بدءًا من الدورة المقبلة تتعلق بكيفية تسليم الجوائز وضمان وصولها للمستحقين.
وأوضح قائلًا: «بداية من العام المقبل، سنوقع عقودًا رسمية مع صنّاع الأفلام الفائزة لضمان حقوقهم بشكل كامل»، في إشارة إلى رغبة الإدارة في تعزيز الشفافية وضبط الإجراءات، بما يصب في مصلحة المبدعين، ويمنع أي التباسات قد تحدث مستقبلاً.
وأكد طارق أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أكبر لتطوير البنية التنظيمية للمهرجان بما يجعله أكثر احترافية وقدرة على مواكبة المعايير الدولية في إدارة المهرجانات.
مشاركات دولية وحوار ثقافي
الندوة التي استضافها مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، جمعت بين خبرات متنوعة من عدة دول، حيث شاركت فيها أيضًا المخرجة الفرنسية كاميلي ڤاريني، المعروفة بعملها كمبرمجة في مهرجان «كليرمونت فيران» العريق، كما حضر المنتج المغربي شرف الدين زين العابدين، رئيس مهرجان الداخلة السينمائي.
ودار النقاش بين المشاركين حول التحديات التي تواجه مديري المهرجانات، خصوصًا فيما يتعلق بالجوانب التمويلية، واختيار الأفلام، وضمان التنوع الثقافي، وكذلك كيفية جذب الجمهور والترويج للأفلام القصيرة باعتبارها أداة تعبير فني مكثفة ومؤثرة.
مهرجان الإسكندرية.. مساحة لصوت الشباب
وتُقام الدورة الحالية من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى 2 مايو، وتضم برنامجًا متنوعًا من عروض الأفلام المحلية والدولية، إلى جانب تنظيم ورش عمل وندوات تفاعلية تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتعزيز الحوار السينمائي بين الثقافات.
ويُذكر أن المهرجان، الذي انطلقت أولى دوراته في عام 2015، يُقام سنويًا بمدينة الإسكندرية خلال شهر أبريل، وقد أصبح مع الوقت منصة هامة لصنّاع الأفلام الشباب، حيث يتيح لهم الفرصة لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع ولجان تحكيم دولية.
تنظيم محلي برعاية رسمية
ويُنظَّم المهرجان من قبل «جمعية دائرة الفن»، بدعم من وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وعدد من الشركات الراعية مثل «ريد ستار»، «بيست ميديا»، «لاجوني»، «أوسكار»، «ديجيتايزد»، «نيو سينشري»، و«باشون للإنتاج الفني»، إلى جانب محافظة الإسكندرية.
ويواصل المهرجان ترسيخ مكانته كمحفل سنوي يحتفي بالإبداع البصري والسينمائي، ويعكس طموحات جيل جديد من الفنانين يسعى لإثبات ذاته على الساحة المحلية والعالمية.
