الأحد 04 مايو 2025 الموافق 06 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«منتهي الصلاحية» يختتم عروضه المسرحية الليلة على خشبة قصر ثقافة روض الفرج

القارئ نيوز

في إطار دعمها للحركة المسرحية الشبابية وتجارب الفرق النوعية، تختتم مساء اليوم الأحد، التجربة المسرحية «منتهي الصلاحية» في التاسعة مساءً، على خشبة مسرح قصر ثقافة روض الفرج، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، وسط حضور جماهيري متزايد من محبي المسرح والمثقفين.

حليمة.. رحلة الذات التي تبحث عن جدوى

تدور أحداث عرض المسرحية «منتهي الصلاحية» حول شخصية «حليمة»، وهي امرأة مسنّة تجاوزت سن المعاش، تبدأ في رحلة تأملية مع ذاتها بعد شعورها بأنها أصبحت خارج سياق الحياة، ولم تعد صالحة للاستعمال أو العطاء. 

هذا الإحساس بالاستغناء عن وجودها المجتمعي يدفعها إلى مراجعة مسيرتها، والتساؤل عن معنى الاستمرارية حين تسقط الأدوار التي كانت تلعبها في السابق، سواء كموظفة أو أم أو زوجة.

العرض يرصد بكثير من الشفافية أزمة التهميش المجتمعي للنساء بعد سن المعاش، في قالب درامي يحمل لمسات إنسانية عميقة تتخللها لحظات من السخرية السوداء، تعكس حجم المفارقة بين ما تعطيه المرأة طوال حياتها وما تتلقاه حين تُحال إلى «الراحة الإجبارية».

مشاركة شبابية وتميز في الأداء

ويشارك في بطولة عرض المسرحية نخبة من الفنانين الشباب، وهم: ميرا ميخائيل، أحمد رسمي، وهيام مصطفى، ودميانا مجدي، الذين قدموا أداءً مفعمًا بالحيوية والصدق، ما أضفى على النص روحًا مغايرة، وجعل من العرض تجربة فنية تُحسب لمسرح الثقافة الجماهيرية.

وتنوعت الشخصيات المسرحية بين شخصيات واقعية وأخرى رمزية، عبرت جميعها عن أفكار وتناقضات بطل العمل «حليمة»، وجاء الأداء الجماعي متماسكًا، ما ساعد على إبراز البعد السيكولوجي للنص.

سينوغرافيا متقشفة ومعبرة

وجاءت عناصر العرض الفني متناغمة مع المضمون، حيث لعب الديكور  من تصميم الفنان صلاح مراد دورًا بصريًا مهمًا في إبراز فكرة التقادم، من خلال تفاصيل خشنة وبسيطة تُمثل الوحدة والانعزال.

 كما جاءت الأزياء والمكياج التي صممتها داليا علاء الدين لتعكس التحول الزمني في حياة البطلة وتناقضها الداخلي.

أما الإضاءة التي وضع تصميمها إسلام أبو عرب، فكانت بمثابة مرآة للحالة النفسية للبطلة، حيث تدرجت من الإضاءة الدافئة في مشاهد الذكريات إلى الإضاءة الباردة التي تصف واقعها الحالي، وهو ما أضفى عمقًا بصريًا وانفعاليًا على الحدث المسرحي.

إدارة فنية منضبطة ومخرجة شابة واعدة

العرض من تأليف وإخراج المخرجة الشابة نور إسماعيل، والتي قدمت تجربة إخراجية متكاملة، اعتمدت على المزج بين الواقعية والسرد النفسي، كما نجحت في توظيف الحركة والموسيقى داخل المشاهد لتكون تعبيرًا عن تطور الصراع الداخلي، دون أن تسقط في فخ الخطابة أو المباشرة.

وشارك في تنفيذ العرض كل من ميرنا حسني «تصميم البوستر»، ومحمد محسن «مساعد مخرج»، وجاسر أبو الخير «مخرج منفذ»، حيث بدت الجهود الجماعية واضحة في انضباط الإيقاع وتنظيم الانتقالات الزمنية والمكانية على خشبة المسرح.

هيئة قصور الثقافة تواصل دعمها للمسرح النوعي

ويُعد عرض «منتهي الصلاحية» أحد نتاجات النشاط المسرحي لقصر ثقافة روض الفرج، التابع للإدارة العامة للمسرح بهيئة قصور الثقافة، والتي تواصل تقديم الدعم اللوجستي والفني للعروض النوعية التي تركز على قضايا إنسانية واجتماعية معاصرة، وتهدف إلى اكتشاف مواهب شابة في التمثيل والإخراج وكتابة النصوص.

وقد حظي العرض خلال أيام تقديمه الماضية بتفاعل جماهيري وإشادة من النقاد، نظرًا لجرأته في تناول قضية تمس قطاعات واسعة من النساء، إلى جانب بساطة أدواته التي لم تُخل بعمق المعالجة.

ردود فعل إيجابية من الجمهور

ولاقى العرض استحسان الحضور، لا سيما من جمهور المسرح الشبابي، الذي تفاعل مع أداء الممثلين وتفاصيل النص القريب من الواقع، وقد أبدى الكثيرون إعجابهم بالتجربة، خاصة لما تحمله من حس نسوي مغاير ومناقشة صريحة لعلاقة المجتمع بالمرأة بعد عمر العطاء.

وقد عبّرت مخرجة العمل، نور إسماعيل، في تصريحات صحفية عقب إحدى الليالي، عن سعادتها بنجاح العرض، مشيرة إلى أن الرسالة الأهم كانت إيصال صوت النساء اللاتي يشعرن أنهن أصبحن «منتهيات الصلاحية» في مجتمع لا يُنصف العطاء بعد الكِبر.

ختام العرض.. وبداية جديدة للمسرحيين

ومن المتوقع أن يكون العرض محطة انطلاق جديدة لعدد من المواهب المشاركة فيه، سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو التصميم الفني، إذ أثبت فريق العمل قدرة كبيرة على التعاون والتناغم، ما يشير إلى إمكانية تقديم تجارب مستقبلية أكثر تطورًا.

وتختتم الليلة عروض «منتهي الصلاحية» بعد مسيرة متميزة، لتضيف تجربة فنية مهمة إلى رصيد المسرح المحلي، وتُرسّخ مكانة قصر ثقافة روض الفرج كمسرح يحتضن القضايا الإنسانية بعين فنية ووعي اجتماعي.

تم نسخ الرابط