رمضان بين العالمية والجدل.. جولة فنية تبدأ من أمريكا وتستمر على الشاشة

لا يزال الفنان محمد رمضان واحدًا من أكثر الأسماء إثارة للجدل في الساحة الفنية العربية، فكل تحرك له سواء فني أو شخصي لا يمر مرور الكرام، وخلال الأيام القليلة الماضية، تصدّر رمضان المشهد مجددًا بعد مشاركته في حفل عالمي أقيم بالولايات المتحدة الأمريكية ضمن مهرجان كوتشيلا الشهير، وهو الظهور الذي تباينت حوله ردود الفعل بين إشادة وانتقاد، ليبدأ رمضان فصلًا جديدًا من جولاته الفنية التي تمتد من المسارح العالمية إلى شاشات التلفزيون.
إطلالة مثيرة في أمريكا تشعل السوشيال ميديا
في حفل ضخم أقيم بكاليفورنيا ضمن فعاليات مهرجان "كوتشيلا"، ظهر محمد رمضان بأداء استعراضي لافت، تخلله عرض راقص بأزياء حملت رموزًا فرعونية مثل مفتاح الحياة "عنخ"، ما أثار موجة واسعة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
الإطلالة التي اختارها رمضان وصفها البعض بالجريئة والمبالغ فيها، حيث ارتدى سترة ذهبية مفتوحة تشبه أزياء "الراقصين"، وهو ما دفع البعض للهجوم عليه، معتبرين أن مظهره لا يتناسب مع قيمة الفن المصري في المحافل الدولية، فيما رأى آخرون أن ما قدمه يعكس محاولته للربط بين الثقافة المصرية القديمة والحداثة بأسلوب فني.
نقابة الموسيقيين: رمضان ليس ضمن اختصاصنا
عقب انتشار مقاطع الحفل وتفاعل الجمهور، أصدرت نقابة المهن الموسيقية في مصر بيانًا توضح فيه موقفها القانوني، مؤكدة أن محمد رمضان عضو في نقابة المهن التمثيلية، وبالتالي فإن النقابة المعنية بمحاسبته أو مساءلته عن تصرفاته هي نقابة التمثيليين فقط، كما أوضح البيان أن الحفلات التي تُقام خارج البلاد لا تخضع للرقابة النقابية، ما دام لم تُقدّم داخل مصر.
أعمال فنية في الأفق: "أسد" وفيلم تاريخي
بعيدًا عن الجدل، يواصل محمد رمضان التحضير لعدد من المشاريع الفنية التي ينتظرها جمهوره، أبرزها فيلم جديد يحمل اسم "أسد"، من المقرر طرحه في موسم عيد الأضحى المقبل، تدور أحداث الفيلم في حقبة المماليك، ويتناول ثورة العبيد في مصر، وهو عمل تاريخي من الطراز الأول، يُشارك في بطولته نخبة من النجوم على رأسهم رزان جمال، التي تجسد شخصية أميرة أجنبية تقع في حب البطل.
هذا الفيلم يُعد نقلة نوعية في مسيرة رمضان، الذي عرف بأدواره المعاصرة، ويبدو أنه يسعى إلى كسر الصورة النمطية له كممثل شعبي من خلال الخوض في تجربة مختلفة تعتمد على الديكور التاريخي والأكشن المكثف.
رمضان التلفزيوني يعود بـ "مدفع رمضان"
بعد غياب دام لعامين عن الشاشة الصغيرة، يعود محمد رمضان إلى الدراما الرمضانية عبر برنامج خاص يحمل اسم "مدفع رمضان"، يُعرض خلال شهر رمضان 2025، يقدم من خلاله 30 شخصية مختلفة، تتنوع بين سائق توك توك وطبيب ومهندس وفنان، بأسلوب ساخر واستعراضي يُبرز مرونته التمثيلية.
البرنامج يحاول المزج بين الكوميديا والموقف، ويُظهر محمد رمضان في أكثر من قالب، مما يعكس محاولته توسيع قاعدته الجماهيرية والوصول إلى فئات جديدة من الجمهور.
حفلات أمريكية وأحلام إفريقية
إلى جانب مشاركته في مهرجان "كوتشيلا"، أعلن محمد رمضان عن جولة فنية في الولايات المتحدة الأمريكية تشمل عدة ولايات، من بينها ديترويت، كاليفورنيا، تكساس ونيو جيرسي، حيث من المقرر أن يُحيي مجموعة من الحفلات خلال شهري أبريل ومايو 2025.
وتهدف هذه الجولة إلى تعزيز حضوره العالمي، وفتح أسواق جديدة لأعماله الفنية خارج النطاق العربي، وقد بدأ رمضان بالفعل في بناء قاعدة جماهيرية في الولايات المتحدة وأوروبا، من خلال أغنياته المصورة بطريقة عالمية، وتعاونه مع نجوم دوليين في مشاريعه الغنائية.
وفي سياق متصل، أعلن عن تعاون جديد مع الفنان النيجيري العالمي "دافيدو"، في عمل مشترك يُرتقب أن يرى النور خلال النصف الثاني من العام، هذا التعاون يُعد خطوة نحو تعزيز تواجد رمضان في قارة إفريقيا، حيث يحظى بجماهيرية واسعة في دول المغرب العربي ونيجيريا والسودان.
بين الهجوم والدعم.. رمضان يواصل مسيرته
لا يخفى على أحد أن محمد رمضان يتعمد في كثير من الأحيان إثارة الجدل كجزء من أدواته التسويقية، وهو ما نجح فيه بجدارة، حيث يبقى في صدارة حديث الجمهور، سواء اتفقوا معه أو اختلفوا.
وفيما يتجه بخطى ثابتة نحو العالمية، يبقى التحدي الحقيقي أمام رمضان هو الحفاظ على صورته الفنية المتوازنة، بين النجاح الجماهيري والقبول النقدي، وهو ما ستكشفه أعماله المقبلة خلال العام الجاري.