نيللي كريم وشريف سلامة يعودان بثنائية مؤثرة في «هابي بيرزداي»
في تجربة درامية جديدة تُعيد إلى الأذهان نجاح مسلسل «فاتن أمل حربي»، يعود النجمان نيللي كريم وشريف سلامة للوقوف أمام الكاميرا سويًا في فيلم سينمائي جديد بعنوان «هابي بيرزداي»، وهو عمل اجتماعي يتناول مجموعة من القضايا الشائكة من بينها عمالة الأطفال، ومعاناة الأمهات المطلقات في ظل مجتمع قاسٍ.
الفيلم، من تأليف وإخراج سارة جوهر، يُعد واحدًا من أبرز الأعمال المنتظرة في الموسم السينمائي المقبل، خاصة لما يحمله من حس إنساني ورسائل اجتماعية عميقة، فضلًا عن عودة الثنائية التي حققت صدى جماهيريًا كبيرًا في رمضان 2022 من خلال مسلسل «فاتن أمل حربي».
نيللي كريم.. أم مطلقة تقاوم الألم وتواجه المجتمع
في هذا العمل الجديد، تُجسد نيللي كريم شخصية «منى»، وهي أم مطلقة تخوض رحلة طويلة من الصراع مع ظروف الحياة، وتحاول التمسك بحلم تأمين مستقبل أفضل لطفلها الوحيد، في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية لا ترحم.
وتكشف نيللي في تصريحات إعلامية عن سعادتها بهذه التجربة، قائلة: «الدور قريب جدًا من قلبي، لأنه يرصد معاناة نساء كثيرات نلتقي بهن كل يوم في الشارع والمواصلات والمصالح الحكومية، نساء يحاربن في صمت من أجل أولادهن، وهذا ما جعلني أتشبث بالعمل منذ قراءتي للسيناريو».
شريف سلامة.. طليق يثير الجدل بين القسوة والندم
من جهته، يظهر الفنان شريف سلامة في دور «أحمد»، طليق منى، رجل يعيش حالة من التشتت بين مشاعر الندم على فشل زواجه، ورغبته في التحكم بمصير طفله رغم البعد.
الشخصية تحمل في طياتها كثيرًا من التناقضات، وتعكس حالات حقيقية يعيشها آلاف الأزواج السابقين الذين تتقاطع حياتهم مع حياة أبنائهم رغم الانفصال.
وأكد سلامة أن الدور يمثل تحديًا بالنسبة له، خصوصًا في التوازن بين الجانب القاسي والجانب الإنساني في شخصية الأب.
وأضاف: «الفيلم لا يقدم صورة نمطية للأب الظالم أو الأم المظلومة، بل يحاول أن يناقش العلاقات الأسرية بتعقيداتها دون إصدار أحكام جاهزة».
تناول جريء لقضية عمالة الأطفال
واحدة من النقاط الجوهرية التي يركز عليها الفيلم هي قضية عمالة الأطفال، وهي من المواضيع المسكوت عنها في السينما المصرية في السنوات الأخيرة، رغم تفاقم الظاهرة في شوارع المدن الكبرى والريف على حد سواء.
تطرح المخرجة سارة جوهر هذه القضية من زاوية إنسانية دقيقة، حيث يُسلط الضوء على طفل يُجبر على ترك الدراسة والعمل في ظروف قاسية، ضمن خط درامي يمس المشاهد ويدعوه للتفكير في المسؤولية المجتمعية تجاه هذه الفئة المهمشة.
وتقول سارة جوهر عن الفيلم: «أردت أن أُقدّم عملاً صادقًا يتحدث عن قضايا حقيقية، فهناك أمهات يدفعن ثمن الانفصال وحدهن، وأطفال يُزج بهم في دوامة العمل القسري رغم براءتهم، الفيلم لا يقدم حلولًا مباشرة، لكنه يفتح باب النقاش».
كوكبة من النجوم تدعم العمل
إلى جانب نيللي كريم وشريف سلامة، يضم الفيلم مجموعة لامعة من الممثلين، من بينهم الفنانة حنان يوسف التي تلعب دور والدة البطلة، وتُجسد شخصية امرأة حكيمة تدعم ابنتها في صمت.
كما تشارك الفنانة حنان مطاوع في دور محوري يكشف جانبًا آخر من مأساة الطلاق، من خلال شخصية صديقة منى التي تعاني تجربة مماثلة.
كما يظهر علي صبحي في شخصية مدرس يحاول حماية أحد تلاميذه من الانخراط في سوق العمل مبكرًا، في خط درامي يُضاف إلى البُعد التربوي والتوعوي للفيلم.
عرض مرتقب وتوقعات بنجاح كبير
بحسب الشركة المنتجة، فإن الفيلم بات في مراحله الأخيرة من المونتاج، ويُنتظر الإعلان عن موعد عرضه الرسمي في دور السينما خلال الفترة القريبة المقبلة.
وتعليقًا على هذا، قالت نيللي كريم: «أنا متحمسة لرؤية تفاعل الجمهور مع الفيلم، لأن القصة تمس وجدان كل أسرة مصرية. وأتمنى أن يُحدث الفيلم نقاشًا واسعًا حول القضايا التي يطرحها».
«هابي بيرزداي» ليس مجرد فيلم جديد، بل هو عودة واعية إلى السينما الاجتماعية التي تُحاكي الواقع وتعكس آلام الناس العاديين.
عودة نيللي كريم وشريف سلامة كثنائي درامي تحمل في طياتها وعدًا بجودة فنية وصدق إنساني، يُمكن أن يضع الفيلم في مصاف أهم الأعمال السينمائية للعام 2025.
ويبقى الجمهور في انتظار هذا العمل الذي يبدو أنه سيترك بصمة في وجدان كل من عاش تجربة الطلاق، أو شعر يومًا بمرارة الفقد وعبء المسؤولية.
