ظاهرة الاعتداء على الأطفال تثير الذعر..واستشاري نفسي يكشف التفاصيل- خاص لـ«القارئ نيوز»

أصبح الأمر مخيف ومُربك للغاية بعدما انتشرت حوادث الاعتداء على الأطفال بشكل متكرر خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت ظاهرة موجودة باستمرار وبشكل مُرعب، أدت إلى تمالك الخوف من قلوب الأهالي على أطفالها، ولهذا تتكرر الإسالة حول أسباب انتشار وقعات الاعتداء من هذا النوع الذي يسبب الضرر الجسيم للأطفال، والتأثير السلبي على نفسيتهم.
الأعراض الظاهرة على الأطفال المُتعرضين للاعتداء
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، في حوار خاص «للقارئ نيوز»: «أن طفل من بين كل 10 أطفال حول العالم يتعرض للاعتداء والانتهاك، وهذا ليس لمجرد التحرش، لذلك يجب على الأمهات الملاحظة والمتغيرات النفسية التي تطرأ على الطفل».
وأضاف هندي: «دائمًا ما نقول إن المتحرش يكون من أهل الثقة وهم المقربين مثل بعض الأقارب أو المعلمين، لذلك المتحرش يدخل في مرحلة التودد للطفل، للتقرب منه واكتساب ثقته، وبناءً على ذلك يكون هذا مصدر التحرش، ولذلك أن من أهم العلامات للتحرش عند الأطفال، هو الرفض للاقتراب من شخص معين وزيادة الخوف منه، وعدم الذهاب للأماكن المتواجد فيها هذا الشخص، وايضًا من المتعارف على الأطفال انهم كثيرين الكلام، فعند رؤية المتحرش يرفض الكلام تمامًا».
ألزام الصمت والوحدة من الأعراض القوية للاعتداء
وأوضح قائلا: «الطفل عند الاعتداء عليه يلزم الصمت والوحدة، وهذا غير المعتاد منه، ويظهر علية علامات القلق الدائمة، ويحدث لها علامات النقوص مثل «لحس الأصابع» و«التبول الا ايرادي» و«كثرة النوم» و«الانسحاب الاجتماعي»، و«الاضطراب في الطعام» و«العصبية المفرطة» وظهور «الكوابيس» بصورة تكرارية، وايضًا ظهور مخاوف جديدة عليه مثل الخوف من «الظلام» أو «الأماكن المغلقة» وظهور التمرد على الوالدين أو الطاعة المفرطة، ويتجنب تغيير الملابس أمام أحد لعدم ظهور علامات الاعتداء عليه، والخوف من المراحيض العامة».
وأكمل قائلاً: «يبدأ الطفل في معرفة أشياء فوق أدراكة، وأصبح لديه ايحاءات وألفاظ ايضًا، كل هذا مؤشرات توضح للوالدين الاعتداء على الطفل».
ما هو مرض «لبيدوفيليا» وعلاقته بالشذوذ؟
قال هندي: «عند تعرض الطفل للاعتداء من قاصر، هذا يُسمي «لبيدوفيليا»، وهذا يُعد شكل من أشكال الشذوذ عند بعض الناس، واضطراب وخلل نفسي شديد قد يؤدي إلى جرائم، بمعني لا يكتفي المعتدي على الطفل بالاعتداء عليه فقط، بل ينهي حياته لإخفاء جريمته، وهذا عاداتً ما يحدث مع الأقارب، لعدم السيطرة على الضحية».
وأضاف قائلاً: أن مرض «لبيدوفيليا»، اضطراب شائع ومنتشر عند الرجال أكثر من النساء، وغالبًا ما يكون للمقربين أو لمن يمتلك سلطة على الطفل، مثل المدرب أو المعلم وهكذا، ويظهر ايضًا فيه الايذاء للطفل، وصاحب هذا المرض يكون «سيكوباتي»، وذلك بسبب ظهور سلوكه ضد المجتمع، لوجود حقد طبقي من المقربين، وتظهر هذه الشخصية بأسلوب مرن ومنمق لإخفاء ما يدور بذهنه، وغالبًا ما يأتي من أسرة مضطربة وغير متكاملة.
وأوضح: أحياناً المصاب بـ «لبيدوفيليا»، يكون تعرض للاعتداء وهو طفل، ويفعل بما يُسمي بإعادة أنتاج السلوك، ويوجد العديد من مصابين هذا المرض في مرحلة المراهقة والشباب، اصبحوا مُقبلين على ادمان المخدرات، ودائمًا ما يُعاني من متلازمة «الانفصال الجزئي»، وهذا اختلال في طبيعة عمل عدة وظائف في الدماغ، ودائماً شخصيته مصابة بالقلق المستمر، وإصابته بالاكتئاب على فترات، وشخصية ذات مزاج مُتقلب.
إنذار يستدعي تحركًا عاجلًا من الأسرة والمجتمع
وتبقى قضية الاعتداء على الأطفال جرس إنذار يستدعي تحركًا عاجلًا من الأسرة والمجتمع والدولة، لحماية براءة الطفولة من الانتهاك وتعزيز ثقافة الإبلاغ والمواجهة، فحماية الأطفال ليست فقط مسؤولية قانونية بل واجب إنساني وأخلاقي، يتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية والمجتمعية لضمان بيئة آمنة وصحية تنمو فيها الأجيال بعيدًا عن الخوف والانتهاك.