الأربعاء 21 مايو 2025 الموافق 23 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يساعد ماء البامية في التخلص من سموم البلاستيك بالجسم؟ دراسة توضح

ماء البامية
ماء البامية

«البامية» ليست مجرد طبق شعبي أو خضار يدخل في وصفات تقليدية بل أصبحت مؤخرًا محورًا لعدد من الأبحاث العلمية التي تبحث في فوائدها الصحية غير المتوقعة، وأحدث هذه الدراسات تناولت التأثير المحتمل لـ«ماء البامية» في التخلص من المواد البلاستيكية الضارة المتراكمة في جسم الإنسان، وهي فرضية أثارت جدلًا واسعًا واهتمامًا كبيرًا من قبل المتخصصين والمهتمين بالصحة العامة.

ففي الوقت الذي باتت فيه المخاوف من تلوث الجسم بـ«الميكروبلاستيك» والمواد الكيمائية الموجودة في الأدوات البلاستيكية المستخدمة يوميًا أمرًا شائعًا، جاء الحديث عن قدرة «البامية» على تقليل هذا التأثير بمثابة أمل جديد يدفع الكثيرين للبحث عن طرق طبيعية وآمنة للتخلص من هذه السموم.

دراسة جديدة تربط ماء البامية بإزالة السموم البلاستيكية

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة علمية متخصصة في علوم الأغذية والسموم البيئية أن «البامية» تحتوي على مواد لزجة تعرف باسم «الميوسيلاج» وهي عبارة عن ألياف قابلة للذوبان في الماء ولها قدرة على الارتباط بالمعادن الثقيلة والمواد الضارة، وأظهرت نتائج الدراسة أن هذه المادة عند إذابتها في الماء وشربها على شكل «ماء البامية» قد تساهم في تقليل امتصاص بعض الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الأمعاء.

وأوضحت الدراسة أن التجارب المخبرية التي أُجريت على نماذج خلوية بينت أن «ماء البامية» يمكن أن يُكوّن حاجزًا لزجًا يمنع التصاق بعض المركبات السامة بجدران الأمعاء، وهو ما قد يؤدي إلى طردها مع الفضلات بدلاً من دخولها إلى الدورة الدموية، لكن الباحثين أكدوا أن هذه النتائج لا تزال أولية وتحتاج إلى دراسات موسعة على البشر لإثبات الفاعلية بشكل قاطع.

كيف يُحضّر ماء البامية وما هي طريقته الصحيحة؟

يعتمد تحضير «ماء البامية» على نقع قرون البامية الطازجة في كوب من الماء البارد لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة، ويُنصح بتقطيع البامية إلى نصفين قبل النقع للحصول على أقصى استفادة من المادة اللزجة التي تحتويها، وبعد انتهاء فترة النقع يتم تصفية الماء وشربه على معدة فارغة في الصباح أو قبل النوم، مع تكرار هذه العملية يوميًا لمدة أسبوع أو أكثر حسب الحاجة.

ومن المهم استخدام بامية طازجة وعضوية خالية من المبيدات الزراعية للحصول على فوائد صحية نقية، كما يُفضّل عدم إضافة أي مواد مثل السكر أو الليمون في الماء حتى لا تتغير طبيعة المركبات النشطة الموجودة في «البامية».

فوائد أخرى لماء البامية على الجسم

بعيدًا عن موضوع البلاستيك، فإن «البامية» تمتاز بعدد من الفوائد الصحية المؤكدة، فهي غنية بمضادات الأكسدة مثل «الكاتيشين» و«الروتين» التي تحارب الجذور الحرة وتحمي الخلايا من التلف، كما أنها تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين C وفيتامين K وكميات مناسبة من الكالسيوم والمغنيسيوم، وكلها عناصر ضرورية لصحة العظام والمناعة والقلب.

ويُعد «ماء البامية» أيضًا وسيلة فعالة لتحسين الهضم بفضل الألياف التي يحتوي عليها والتي تعمل على تسهيل حركة الأمعاء ومنع الإمساك، كما أظهرت بعض الأبحاث أن له دورًا في خفض نسبة السكر في الدم، ما يجعله مفيدًا لمرضى السكري من النوع الثاني.

ماذا يقول الأطباء وخبراء التغذية عن ماء البامية؟

يرى عدد من أطباء التغذية أن «البامية» من الأغذية الغنية التي تستحق أن تكون جزءًا من النظام الغذائي اليومي، لكنهم يحذرون من المبالغة في اعتبار «ماء البامية» علاجًا سحريًا للتخلص من السموم أو البلاستيك، ويؤكدون أن أفضل طريقة للوقاية من تراكم هذه المواد في الجسم هي تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية في تخزين الطعام والماء وتناول نظام غذائي متوازن وغني بالألياف والخضروات.

ويشير الخبراء إلى أن نتائج الدراسة الجديدة حول «البامية» واعدة لكنها لا تعني أن شرب ماء البامية وحده كافٍ لطرد المواد الضارة، بل ينبغي أن يُنظر إليه كعامل مساعد ضمن خطة شاملة لنمط حياة صحي.

هل يمكن أن يكون لماء البامية آثار جانبية؟

رغم أن «البامية» تعتبر آمنة لغالبية الناس إلا أن هناك بعض التحفظات خاصة لمن يعانون من مشاكل في الكلى أو يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الأوكسالات، حيث إن البامية تحتوي على نسب معتدلة من هذه المركبات، كما قد تسبب زيادة استهلاكها بعض الانتفاخ أو التقلصات لمن لا يتعود على الأطعمة الغنية بالألياف، لذا يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل اعتماد «ماء البامية» بشكل يومي ضمن النظام الغذائي.

البامية في الطب الشعبي والتقليدي

لطالما كانت «البامية» جزءًا من الطب الشعبي في عدة دول آسيوية وإفريقية حيث تُستخدم لعلاج اضطرابات المعدة وتحسين صحة البشرة وتقوية الدم، كما يُعتقد أن خصائصها اللزجة تساعد على تنقية الدم وتحسين حركة الأمعاء، وهذه الاستخدامات الشعبية تدعم الفرضية العلمية الحالية بأن لها تأثيرًا في التقليل من المواد الضارة في الجسم.

البامية خيار صحي لكنه ليس بديلاً للوقاية

رغم أن «البامية» تحمل العديد من الفوائد الصحية المحتملة بما في ذلك إمكانية المساعدة في تقليل امتصاص المواد البلاستيكية إلا أن الاعتماد الكلي على «ماء البامية» كوسيلة وحيدة للتخلص من هذه السموم ليس بالأمر العلمي المؤكد بعد، ومع ذلك فإن دمج «البامية» في النظام الغذائي يمثل خطوة ذكية نحو دعم الصحة العامة وتحسين وظائف الجسم بشكل عام.

ويبقى القرار بيد الفرد بين أن يتناول «البامية» لمذاقها أو لفوائدها أو ليجرب تأثيرها المزعوم على سموم البلاستيك لكن دون التخلي عن ممارسات الوقاية الأساسية من مصادر التلوث.

تم نسخ الرابط