الأربعاء 20 أغسطس 2025 الموافق 26 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«داء الفيالقة».. مرض خطير ينتقل من وحدات التكييف إلى الرئتين مباشرة

وحدات التكييف
وحدات التكييف

داء الفيالقة من الأمراض التي أثارت الكثير من المخاوف الصحية في السنوات الأخيرة لأنه مرتبط بوسائل الراحة الحديثة مثل أجهزة التكييف ووحدات التبريد التي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ويعتبر داء الفيالقة من الأمراض البكتيرية التي قد تصيب الإنسان بشكل مفاجئ وتستهدف الرئتين مباشرة مسببة أعراضًا خطيرة قد تتطور إلى مضاعفات تهدد الحياة، ومن هنا جاءت أهمية التوعية بطرق انتقاله وسبل الوقاية منه.

ما هو داء الفيالقة

داء الفيالقة هو عدوى تنفسية حادة تنتج عن بكتيريا تسمى «ليجيونيلا»، وتنتشر هذه البكتيريا في البيئات المائية الدافئة مثل أنظمة التكييف المركزية، وأبراج التبريد، وأحواض المياه الساخنة، وتنتقل إلى الإنسان عن طريق استنشاق قطرات الماء الدقيقة المحملة بالبكتيريا، ما يجعل الرئتين الوجهة الأولى للهجوم، وتؤدي العدوى إلى التهاب رئوي حاد يشبه إلى حد كبير الالتهاب الرئوي التقليدي ولكنه أشد خطورة في بعض الحالات.

أعراض داء الفيالقة المبكرة

الأعراض الأولية لداء الفيالقة غالبًا ما تبدأ بشكل يشبه نزلات البرد أو الإنفلونزا، حيث يشعر المريض بارتفاع في درجة الحرارة مع قشعريرة وإرهاق عام، ثم تتطور الحالة إلى سعال جاف أو مصحوب ببلغم وألم في الصدر وضيق في التنفس، وفي بعض الأحيان قد تظهر أعراض إضافية مثل الصداع وفقدان الشهية واضطرابات في الجهاز الهضمي كالإسهال والغثيان، وما يزيد من خطورة داء الفيالقة هو أن الأعراض قد تتفاقم بسرعة إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة

يعتبر داء الفيالقة أكثر خطورة على بعض الفئات مثل كبار السن، والمدخنين، والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي بسبب أمراض مزمنة مثل السكري أو الفشل الكلوي أو السرطان، كما أن المرض يشكل تهديدًا خاصًا للمرضى الذين يخضعون لعلاجات مثبطة للمناعة أو الذين أجروا عمليات جراحية حديثة، أما الأشخاص الأصحاء فقد يصابون بداء الفيالقة أيضًا ولكن غالبًا ما تكون شدة المرض لديهم أقل مقارنة بالفئات السابقة.

كيف ينتقل داء الفيالقة عبر التكييف

الخطر الأساسي في داء الفيالقة يكمن في أن البكتيريا المسببة له تتكاثر في أنظمة المياه المعقدة الموجودة داخل وحدات التكييف المركزية أو أبراج التبريد، فعندما يتم تشغيل هذه الأجهزة تنتشر جزيئات الماء الصغيرة المحملة بالبكتيريا في الهواء ويتم استنشاقها بسهولة من قبل الأشخاص المتواجدين في المكان، وهكذا يصبح الهواء الذي يفترض أن يكون مصدرًا للراحة والبرودة وسيلة خفية لنقل العدوى، وقد سجلت العديد من الحالات في الفنادق والمستشفيات والمباني الكبيرة حيث تتواجد أنظمة تبريد معقدة وصعبة التنظيف.

طرق الوقاية من داء الفيالقة

تجنب داء الفيالقة يتطلب اتباع إجراءات وقائية دقيقة تبدأ بالصيانة الدورية لوحدات التكييف وأبراج التبريد وتنظيفها بشكل منتظم لمنع تراكم البكتيريا في أنظمة المياه، كما يجب التأكد من أن درجة حرارة المياه لا توفر بيئة مثالية لتكاثر بكتيريا «ليجيونيلا»، وينصح الأطباء أيضًا بتركيب أنظمة تعقيم للمياه باستخدام الأشعة فوق البنفسجية أو الكلور للتقليل من احتمالية انتشار العدوى، ومن المهم أن تدرك المؤسسات الكبيرة مثل الفنادق والمستشفيات أن إهمال هذه الخطوات قد يؤدي إلى تفشي المرض بين أعداد كبيرة من الأشخاص في وقت قصير.

تشخيص وعلاج داء الفيالقة

تشخيص داء الفيالقة قد يكون صعبًا في البداية لأن الأعراض تتشابه مع أمراض تنفسية أخرى، لكن الأطباء يعتمدون على اختبارات معينة مثل تحليل البول للكشف عن مستضدات البكتيريا أو أخذ عينات من البلغم وفحصها معمليًا، أما العلاج فيعتمد على المضادات الحيوية الفعالة ضد بكتيريا «ليجيونيلا» مثل الأزيثروميسين أو الليفوفلوكساسين، ويحتاج المريض أحيانًا إلى دخول المستشفى خاصة إذا ظهرت مضاعفات على مستوى التنفس أو حدث انخفاض في مستوى الأكسجين في الدم، ويعتبر التدخل المبكر عنصرًا حاسمًا في إنقاذ حياة المريض.

خطورة إهمال المرض

إهمال التعامل مع داء الفيالقة قد يؤدي إلى تطورات خطيرة مثل الفشل التنفسي أو انتشار العدوى إلى أعضاء أخرى من الجسم، كما أن بعض الحالات قد تتسبب في وفاة المريض خاصة لدى الفئات الأكثر ضعفًا، ولهذا تصف الهيئات الصحية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية والـ CDC داء الفيالقة بأنه «مرض يجب عدم الاستهانة به»، حيث إن خطورته تكمن في قدرته على الانتقال عبر مصادر غير متوقعة مثل الهواء القادم من التكييف.

الوعي هو خط الدفاع الأول

الوعي العام حول داء الفيالقة يشكل خط الدفاع الأول للوقاية منه، فمعرفة طرق انتقال العدوى وأعراضها المبكرة يساعد الأفراد على سرعة استشارة الطبيب عند ظهور أي علامات مقلقة، كما أن المؤسسات يجب أن تتحمل مسؤوليتها في تطبيق برامج صيانة شاملة لأجهزة التبريد والتكييف لمنع تحولها إلى بؤر لنشر العدوى، ومن المهم أن نتذكر أن «التكنولوجيا الحديثة» رغم أنها تمنحنا الراحة قد تكون مصدر تهديد خفي إذا لم نتعامل معها بوعي وحرص.

تم نسخ الرابط