«المال والبنون» وملامح النقاء.. كيف حفرت فايزة كمال اسمها في وجدان الدراما؟

يتزامن اليوم الإثنين 26 مايو مع الذكرى الحادية عشرة لرحيل الفنانة القديرة فايزة كمال، صاحبة الملامح الهادئة والحضور الطاغي، والتي ودعت الحياة في مثل هذا اليوم من عام 2014، بعد صراع مؤلم مع مرض السرطان، تاركة خلفها مسيرة فنية ثرية وحزناً كبيراً في قلوب محبيها.
ميلاد في ديسمبر.. وتصحيح شائعة
ولدت فايزة كمال في 31 ديسمبر 1960، وهو تاريخ حقيقي مغاير لما يتردد من شائعات حول ولادتها في سبتمبر.
كانت نشأتها متأثرة بالثقافة والفن، ما فتح لها أبواب المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درست وبرزت موهبتها سريعًا.
الانطلاقة مع سعد أردش
رغم بدايتها بأدوار صغيرة، إلا أن فايزة لفتت أنظار المخرج الكبير سعد أردش، الذي رشحها للمشاركة في مسلسل «العدل والتفاح» إلى جانب الفنانة مديحة كامل، لتبدأ من هنا رحلة تألقها في عالم الدراما.
«المال والبنون».. علامة فنية لا تُنسى
ربما يُعد دور فايزة كمال في مسلسل «المال والبنون» من أبرز علامات مسيرتها. أدّت دور «فريال»، حبيبة أحمد عبد العزيز، ببساطة آسرة وتعبير صادق وصل لقلوب الجمهور، حتى أن بعض المشاهدين ربطوا بينها وبين الشخصية لسنوات طويلة بعد عرض العمل.
بين السينما والدراما.. إبداع متنوع
قدمت فايزة كمال أعمالاً متنوعة على الشاشة الكبيرة، حيث شاركت في 20 فيلمًا سينمائيًا من بينها:
- الطائرة المفقودة
- الحب في غرفة الإنعاش
- بنت حارتنا
ورغم أن السينما لم تكن مجالها الأوسع، فإنها تركت بصمة واضحة في كل دور أدّته، حتى ولو كان صغيرًا.
الدراما.. عالمها الأوسع
لكن التألق الأكبر كان في الدراما، حيث لمع اسمها في عدد من المسلسلات التي حفرت في ذاكرة الجمهور، منها:
- رأفت الهجان
- المال والبنون
- الطاحونة
- لا إله إلا الله
امتلكت فايزة كمال قدرة نادرة على تقمص الشخصيات الهادئة والمضطربة على حد سواء، وظل صوتها الرقيق وأسلوبها في الأداء علامة مميزة.
فايزة كمال والمسرح.. تجربة فريدة
لم تكتفِ بالشاشة، بل تركت بصمتها أيضًا على خشبة المسرح، من خلال مشاركتها في العرض المسرحي الشهير «الملك هو الملك»، إلى جانب النجم صلاح السعدني والمطرب محمد منير، والذي شكّل مزيجًا فنيًا فريدًا بين التمثيل والغناء والسياسة.
زوجها مراد منير.. ورفيق أيامها الأخيرة
تزوجت الفنانة فايزة كمال من المخرج المسرحي المعروف مراد منير، والذي رافقها خلال رحلتها الفنية والمرضية.
كانت إنسانة تفضل الخصوصية، وعندما علمت بإصابتها بالسرطان في مراحله الأخيرة، قررت أن تنسحب في هدوء، مكتفية بوجود أسرتها الصغيرة من حولها.
أيامها الأخيرة.. صمت وألم
أصرت فايزة كمال على عدم الظهور العلني في أيامها الأخيرة، ورفضت الإفصاح عن تفاصيل مرضها للوسط الفني.
لم تكن تبحث عن تعاطف، بل اختارت الرحيل في كرامة وهدوء، لتفارق الحياة في 26 مايو 2014، عن عمر ناهز 53 عامًا.
إرث فني لا يُنسى
رغم رحيلها المبكر، تركت فايزة كمال خلفها إرثًا فنيًا لا يُنسى، يتردد صداه في ذاكرة الجمهور مع كل إعادة لمسلسلاتها وأعمالها.
كانت رمزًا للرقي والبساطة، وقدوة للفنانات الجادات اللاتي قدمن الفن كرسالة لا كوسيلة شهرة فحسب.
في ذكراها.. الجمهور يواصل الوفاء
مرت سنوات على غياب فايزة كمال، لكن حب الجمهور لها لا يزال مستمرًا، يتجدد مع كل ذكرى ويكبر كلما عُرض عمل من أعمالها على الشاشات.
لقد كانت فنانة حقيقية، تركت أثرًا لا يُمحى، وذكراها ستظل حية في قلوب كل من أحب فنها وصدق حضورها.
بالإضافة إلى مسيرتها الفنية، كانت فايزة كمال معروفة بأخلاقها الرفيعة وتواضعها الشديد داخل الوسط الفني، وهو ما جعلها محبوبة بين زملائها والجمهور على حد سواء. لم تسعَ للشهرة الزائفة، بل كان همّها الدائم تقديم أعمال هادفة ومحترمة.
واليوم، وبعد مرور 11 عامًا على رحيلها، لا تزال سيرتها تذكر بكل خير، ويتمنى محبوها لو أنها بقيت لتُمتعهم بمزيد من الأدوار الراقية.