السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وداعا «سلطان القراء»..الشيخ السيد سعيد يرحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض

القارئ الشيخ السيد
القارئ الشيخ السيد سعيد

فقدت مصر اليوم أحد أعلام التلاوة القرآنية، حيث توفي القارئ الشيخ السيد سعيد، الشهير بلقب «سلطان القراء»، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز السبعين عامًا، تاركًا وراءه تاريخًا من التلاوات المؤثرة، ومكانة خاصة في قلوب ملايين المحبين لصوته وأسلوبه الفريد في قراءة القرآن الكريم، لا سيما سورة يوسف التي اشتهر بها وارتبط اسمه بها لعقود.

وفاة بعد معاناة.. والرئيس السيسي تدخل لعلاجه

وكان الشيخ السيد سعيد قد عانى في الأشهر الأخيرة من أزمة صحية شديدة، أثرت على قدرته على الحركة والنطق، الأمر الذي أثار تعاطفًا واسعًا في الشارع المصري، خصوصًا بين محبيه من متابعي التلاوات القرآنية.

وقد تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي في وقت سابق وأصدر توجيهاته بنقل الشيخ لتلقي العلاج على نفقة الدولة في أحد المستشفيات العسكرية، تقديرًا لمسيرته ومكانته بين قراء القرآن في مصر والعالم الإسلامي.

ورغم محاولات العلاج، إلا أن المرض كان أقوى، وتوفي الشيخ قبل قليل، وسط حالة من الحزن العميق بين أصدقائه ومحبيه وأهله، حيث سيتم تشييع جنازته من مسقط رأسه في مركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، فور وصول نجله من المملكة العربية السعودية.

من هو الشيخ السيد سعيد؟

ولد الشيخ السيد سعيد هلال، في منتصف خمسينيات القرن الماضي بقرية ميت سلسيل في محافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة ريفية محافظة، كان لكتاب الله مكانة كبيرة فيها، حيث حفظ القرآن الكريم منذ صغره، وأظهر موهبة نادرة في التلاوة، ما جعل مشايخ بلدته يتنبؤون له بمستقبل كبير في عالم القراءات.

التحق بالأزهر الشريف في سن مبكرة، ودرس علوم القراءات والتجويد، وتتلمذ على أيدي كبار مشايخ التلاوة في مصر، وكان دائم الحضور في محافل الذكر ومجالس العلم، وبدأ في تلاوة القرآن أمام الجمهور وهو لا يزال شابًا في مقتبل عمره.

تألقه في الإذاعة وتسجيله التاريخي لسورة يوسف

في نهاية السبعينيات، اعتمدته إذاعة القرآن الكريم قارئًا معتمدًا، وأصبح صوت الشيخ السيد سعيد مألوفًا في بيوت المصريين، خصوصًا في الفترات الصباحية والمناسبات الدينية، بفضل أسلوبه الرقيق وصوته الهادئ ونَفَسه الطويل.

لكن شهرته الحقيقية جاءت من خلال تلاوته الشهيرة لسورة يوسف، التي أصبحت تُبث بشكل متكرر عبر الإذاعات والفضائيات، نظرًا لقوتها في الأداء وصدق الإحساس الذي نقله الشيخ في تلاوته، وقد صار هذا التسجيل أيقونة خاصة به، وسببًا في تلقيبه بـ«سلطان القراء».

وتميز أسلوب الشيخ السيد سعيد بمزج فريد بين مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل وروح الشيخ محمد رفعت، إذ جمع بين المقامات الصوتية المتنوعة والهدوء الوجداني، ما جعله يلامس قلوب السامعين دون تكلف أو استعراض.

مسيرة حافلة وصداقات مع كبار القراء

خلال مسيرته، شارك الشيخ السيد سعيد في آلاف المحافل والمناسبات الدينية داخل مصر وخارجها، وكان له حضور قوي في المناسبات الرسمية، كما مثّل مصر في عدد من دول العالم الإسلامي، وكان سفيرًا للقرآن بما يحمل من وقار وصوت ونور.

وقد عرف عنه تواضعه الشديد وحبه لمساعدة صغار القراء، حيث تبنى عددًا من المواهب الشابة، وقدم لهم النصائح والتوجيهات، وظل حتى أواخر حياته حريصًا على التواجد في المناسبات القرآنية رغم مرضه، ما يعكس حبه العميق لرسالة التلاوة وخدمة كتاب الله.

جمهور واسع ونعي عبر مواقع التواصل

فور إعلان الوفاة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الحزن والدعاء، ونعاه الآلاف من المصريين والعرب، بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن صوته سيظل حاضرًا في الذاكرة، وأن تلاوته لسورة يوسف أصبحت إرثًا روحانيًا لا ينسى.

كما نعته نقابة القراء وعدد من الهيئات الدينية، معربين عن حزنهم لرحيل قارئ أعطى عمره للقرآن وترك أثرًا عميقًا لدى جيله والأجيال التالية.

الوداع الأخير من ميت سلسيل

ومن المقرر أن تُشيع جنازة الشيخ السيد سعيد من مسقط رأسه بميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، وسط مشاركة حاشدة من أهالي القرية، وعشرات القراء والإعلاميين والشخصيات الدينية، في وداع يليق بشخصية قدمت حياتها لخدمة القرآن الكريم وتلاوته على مدى أكثر من خمسة عقود.

مصر تخسر أحد أعمدة التلاوة الأصيلة

برحيل الشيخ السيد سعيد، تخسر مصر أحد أعمدة التلاوة الأصيلة، ورمزًا من رموز مدرسة الخشوع والاتقان في قراءة القرآن الكريم، لكن صوته سيبقى خالدًا في القلوب، يدوي كلما صدحت الإذاعات بسورة يوسف، في تلاوة حملت من الجمال والروحانية ما يكفي لأن يخلد صاحبه في ذاكرة الأمة.

تم نسخ الرابط