تراجع أسعار الذهب في السوق المحلية خلال التعاملات المسائية اليوم الثلاثاء

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الثلاثاء 27 مايو 2025، متأثرة بانخفاض الأسعار العالمية للمعدن الأصفر، وذلك للجلسة الثانية على التوالي، في ظل تعافي الدولار الأمريكي الذي زاد من الضغوط البيعية على الذهب عالمياً.
أسعار الذهب في مصر اليوم
سجل عيار 24 سعر 5280 جنيهًا، بينما بلغ سعر عيار 21 نحو 4620 جنيهًا، وعُيّن عيار 18 عند 3960 جنيهًا. أما الجنيه الذهب فبلغ سعره 36,960 جنيهًا، مسجلاً انخفاضًا طفيفًا مقارنةً بالأيام السابقة.
الهبوط العالمي للذهب وتأثير تعافي الدولار
على الصعيد العالمي، انخفضت أونصة الذهب بنسبة 1.1% لتصل إلى أدنى مستوى عند 3292 دولارًا، بعد أن بدأت تداولات اليوم عند 3346 دولارًا، ويتم تداولها حالياً عند مستوى 3307 دولارات للأونصة، وفقًا لتحليل منصة «جولد بيليون».
وجاء هذا التراجع في إطار حركة تصحيحية تزامنت مع تحسن في أداء الدولار الأمريكي.
وقد جاء هذا التحسن في سعر الدولار عقب تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديداته بفرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي خفف من حدة التوتر في أسواق التجارة العالمية وشجع المستثمرين على التوجه نحو الأصول ذات المخاطر، مما انعكس في ارتفاع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية.
تأثير السياسات الاقتصادية الأمريكية على الذهب
رغم الهبوط الحالي، لا يزال الذهب يحظى بجاذبية كبيرة كملاذ آمن لدى المستثمرين، خاصة في ظل القلق من السياسات الاقتصادية الأمريكية على المدى البعيد.
ففي الأسبوع الماضي، أقر الكونغرس مشروع قانون لخفض الضرائب من المتوقع أن يزيد من الدين العام الأمريكي بنحو 3.8 تريليون دولار خلال العقد المقبل، بحسب مكتب الميزانية بالكونغرس.
هذه الزيادة الكبيرة في العجز دفعت وكالة «موديز» إلى خفض التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية، ما أدى إلى موجة بيع للسندات وارتفاع عوائدها، قبل أن تستقر تلك العوائد اليوم، ما أثر على أسعار الذهب بشكل سلبي مع استقرار الدولار.
وفي هذا السياق، حذر نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى صدمة ركودية تضخمية تهدد الاقتصاد الأمريكي بالتباطؤ وارتفاع الأسعار، لكنه استبعد حدوث خفض وشيك في أسعار الفائدة، ما دفع المستثمرين للاتجاه مجددًا نحو سندات الخزانة.
الترقب لبيانات اقتصادية أمريكية حاسمة
تركز الأسواق حاليًا على تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقبة، إضافة إلى صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم الجمعة المقبل، والذي يُعد مؤشراً مهماً قد يحدد مسار أسعار الفائدة الأمريكية في الفترة القادمة.
عرضة لتقلبات ملحوظة
تواجه أسعار الذهب في الوقت الراهن تحديات عدة تتمثل في تحسن الدولار الأمريكي، والسياسات الاقتصادية الأمريكية، وبيانات الفيدرالي المرتقبة، ما يجعل حركة السعر عرضة لتقلبات ملحوظة.
ومع ذلك، تبقى مخاوف المستثمرين من التضخم وارتفاع الدين العام عوامل داعمة للاحتفاظ بجاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن.
يبقى المتابعون والمستثمرون في الأسواق العالمية والمحلية في حالة ترقب لما ستسفر عنه التطورات القادمة من مؤشرات اقتصادية وسياسية قد تعيد تشكيل اتجاه أسعار المعدن النفيس.
تأتي هذه التراجعات في أسعار الذهب وسط حالة من عدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية، حيث يراقب المستثمرون بقلق تطورات السياسة النقدية الأمريكية، التي تؤثر بشكل مباشر على جاذبية الذهب كأصل آمن.
وتُعد أسعار الفائدة من أبرز العوامل المؤثرة على تحركات الذهب، إذ أن رفعها يقلل من جاذبية المعدن كونه لا يدر فائدة مباشرة.
من ناحية أخرى، تلعب المخاوف من التضخم وارتفاع الدين العام دورًا في دعم الطلب على الذهب، خاصة في ظل توترات التجارة العالمية والمخاطر الجيوسياسية التي تضيف عاملًا إضافيًا للطلب على الملاذات الآمنة، يبقى الذهب محط اهتمام المستثمرين في ظل تقلبات الأسواق المتكررة.