عام الزلازل.. هزة أرضية تضرب شمال غرب الغردقة بقوة 3.3 ريختر

رصدت الشبكة القومية للزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، هزة أرضية على بعد نحو 44 كيلومترًا شمال غرب مدينة الغردقة، ظهر اليوم الأحد، الموافق 1 يونيو 2025، وذلك في تمام الساعة الثالثة وثمان دقائق و30 ثانية مساءً بتوقيت القاهرة المحلي، دون أن يُسجل المعهد أي بلاغات من المواطنين تفيد بالشعور بها أو وقوع أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

بيانات الهزة الأرضية

ووفقًا للبيان الصادر عن المعهد، فقد بلغت قوة الهزة الأرضية 3.33 درجة على مقياس ريختر، ووقعت عند دائرة عرض 27.55 درجة شمالًا وخط طول 33.51 درجة شرقًا، بعمق بلغ 10.16 كيلومترًا.

 وقد تم رصد الزلزال بدقة من قبل محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل، والتي تضم أكثر من 70 محطة موزعة في جميع أنحاء الجمهورية، بما يضمن دقة رصد النشاط الزلزالي لحظة بلحظة.

وأكد المعهد القومي للبحوث الفلكية أن هذه الهزة الأرضية تُعد ضعيفة نسبيًا ولا تمثل أي خطر مباشر على المواطنين أو البنية التحتية في المنطقة، موضحًا أن مصر، رغم وجودها خارج نطاق الأحزمة الزلزالية النشطة عالميًا، إلا أنها تتعرض بين الحين والآخر لهزات أرضية خفيفة إلى متوسطة القوة، وخاصة في المناطق الواقعة بالقرب من خليج العقبة والبحر الأحمر.

عدم الشعور بالهزة.. وطمأنة المواطنين

من جانبه، قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الهزة الأرضية التي سُجلت اليوم لم يشعر بها معظم سكان المنطقة المحيطة، نظرًا لكونها من النوع الخفيف الذي غالبًا لا يُحدث اهتزازات ملحوظة، خاصة إذا كان مركز الزلزال بعيدًا نسبيًا عن المناطق السكنية، أو إذا كان عمقه تحت سطح الأرض متوسطًا كما في هذه الحالة.

وأضاف القاضي أن الشبكة القومية تعمل على مدار الساعة لرصد أي نشاط زلزالي بدقة عالية، لافتًا إلى أنه لم يرد إلى المعهد أي تقارير من الجهات المحلية أو المواطنين تفيد بوقوع أضرار أو إصابات ناتجة عن الزلزال.

نشاط زلزالي محدود في البحر الأحمر

وأوضح القاضي أن منطقة البحر الأحمر عمومًا تُعد من المناطق النشطة نسبيًا زلزاليًا، نتيجة للحركة التكتونية التي تحدث بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة العربية، لكن معظم الهزات التي يتم تسجيلها تكون غير مؤثرة على الإطلاق، خاصة أن معظمها يحدث في قاع البحر أو في مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية.

وأشار إلى أن الهزات الأرضية في هذه المنطقة ليست بالأمر الجديد، إذ سجلت مصر العديد من الزلازل على مدار العقود الماضية في نطاق البحر الأحمر وخليج العقبة، إلا أن معظمها لم يكن له أي تأثير سلبي يُذكر، وتم التعامل معها من قبل المعهد كأحداث علمية تُضاف إلى قاعدة البيانات الزلزالية.

الاستعداد والرصد المستمر

وشدد رئيس المعهد على أهمية استمرار الدعم الفني والتقني للشبكة القومية للزلازل، بما يضمن تعزيز قدرة الدولة على رصد أي نشاط غير اعتيادي في باطن الأرض، مؤكدًا أن فريق العمل بالمعهد على درجة عالية من الكفاءة والخبرة التي تمكنهم من تحليل البيانات في الوقت الفعلي وإصدار تقارير دقيقة وسريعة للجهات المعنية.

كما دعا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات أو المبالغة في تقدير تأثير مثل هذه الهزات الخفيفة، مؤكدًا على أهمية الاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة عن المعهد باعتباره الجهة العلمية الوحيدة المختصة برصد وتفسير الظواهر الزلزالية في مصر.

تاريخ من الزلازل الطبيعية.. ولكن لا داعي للقلق

وبالرغم من أن مصر لا تقع ضمن المناطق التي تشهد زلازل مدمرة بشكل دوري، إلا أن بعض الهزات الكبيرة سُجلت في التاريخ الحديث، أبرزها زلزال عام 1992 الذي ضرب القاهرة وبعض المحافظات بقوة بلغت 5.8 درجات وأسفر عن خسائر بشرية ومادية، وهو ما جعل الجهات المعنية تُولي اهتمامًا متزايدًا بتعزيز إمكانيات الرصد والتدخل السريع.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور جاد القاضي أن المعهد لا يزال يعمل على تحديث الشبكة وتوسيع نطاق محطاتها الجغرافية، بالتعاون مع جهات دولية وإقليمية، لمواكبة التطور التكنولوجي في هذا المجال، وضمان أعلى درجات الدقة في التحليل والاستجابة لأي طارئ.

وفي ختام البيان، وجه المعهد رسالة طمأنة إلى المواطنين، مؤكدًا أن النشاط الزلزالي المسجل اليوم لا يدعو للقلق بأي شكل من الأشكال، وأن كافة الأمور تحت السيطرة، داعيًا الجميع إلى متابعة البيانات الرسمية الصادرة عن المعهد وعدم الانجراف وراء معلومات غير موثوقة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.