تحذيرات لمرضى النقرس في عيد الأضحى.. أطعمة يجب تجنبها لحماية صحتك

النقرس من الأمراض الشائعة التي تتأثر بشكل كبير بالعادات الغذائية خصوصًا في المناسبات التي يكثر فيها استهلاك اللحوم مثل عيد الأضحى، حيث يمثل هذا العيد تحديًا حقيقيًا لمرضى «النقرس» الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين رغبتهم في الاحتفال وتناول اللحوم وبين ضرورة تجنّب الأطعمة التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراضهم، وتُعد اللحوم الحمراء والأعضاء الداخلية مثل الكبد والكلاوي من أكثر الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من البيورينات، وهي المادة التي تتحول في الجسم إلى حمض اليوريك المسبب الرئيسي لـ«نوبات النقرس».
ما هو مرض «النقرس»؟
«النقرس» هو نوع من أنواع التهابات المفاصل، ينتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، مما يؤدي إلى ألم شديد وتورم واحمرار في المناطق المصابة، وعادةً ما تصيب نوبات «النقرس» مفصل إصبع القدم الكبير، لكنها قد تمتد لتشمل الكاحلين والركبتين وأحيانًا اليدين، ويظهر المرض بشكل مفاجئ وغالبًا ما يصيب الشخص أثناء النوم أو في الساعات الأولى من الصباح، ويمتاز بألم حاد وشعور بالحرقة في المفصل المتضرر، ويُعد النظام الغذائي عاملاً رئيسيًا في التحكم في مستويات حمض اليوريك وبالتالي في تجنب نوبات «النقرس».
خطورة اللحوم في عيد الأضحى على مرضى «النقرس»
في عيد الأضحى تزداد كمية اللحوم التي يتم تناولها بشكل ملحوظ، ما يجعل مرضى «النقرس» في مواجهة مباشرة مع خطر ارتفاع حمض اليوريك في الدم، حيث تحتوي اللحوم الحمراء بشكل عام، ولحوم الأضاحي بشكل خاص، على كميات كبيرة من البيورينات، وهي مركبات يتم تكسيرها في الجسم لتنتج حمض اليوريك، وبالتالي فإن الإفراط في تناولها يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بنوبة حادة من «النقرس»، كما أن لحم الكبد والقلب والمخ تُعد من أسوأ الأطعمة التي يمكن أن يتناولها مريض «النقرس» خلال هذه المناسبة.
أطعمة يجب تجنبها خلال عيد الأضحى
ينصح الأطباء بضرورة تجنّب مجموعة من الأطعمة خلال عيد الأضحى لمرضى «النقرس»، ومن أبرزها:
«اللحوم الحمراء» وخاصة الضأن والكبد والكلاوي
«الأسماك الدهنية» مثل السردين والماكريل والأنشوجة
«البقوليات الجافة» كالعدس والفاصوليا المجففة
«المشروبات الغازية» والعصائر الصناعية التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز
«المأكولات البحرية» مثل الجمبري والمحار
«الصلصات الجاهزة» التي تحتوي على لحوم أو مستخلصات لحمية
«السكريات المفرطة» التي ترفع من نسبة حمض اليوريك بشكل غير مباشر
كل هذه الأطعمة قد تؤدي إلى زيادة في مستوى حمض اليوريك، مما يسبب تفاقم أعراض «النقرس» أو حتى عودة النوبات المؤلمة للمريض.
بدائل آمنة يمكن تناولها
ليس معنى أن مريض «النقرس» يجب أن يبتعد عن الأطعمة الغنية بالبيورينات أن يمتنع تمامًا عن تناول اللحوم، بل يمكن تناول كميات معتدلة جدًا مع التركيز على الطرق الصحية للطهي مثل الشوي أو السلق بدلًا من القلي أو الطهي مع الدهون، كما يمكن الاعتماد على بدائل بروتينية مثل البيض، منتجات الألبان قليلة الدسم، والحبوب الكاملة، وينصح كذلك بتناول الخضروات الورقية والفواكه التي لا تحتوي على نسب عالية من الفركتوز مثل التفاح والكرز والخوخ، فهذه الأطعمة لا ترفع حمض اليوريك بل قد تساعد على تقليله.
أهمية شرب الماء لمريض «النقرس»
من أكثر النصائح التي يوجهها الأطباء لمرضى «النقرس» خلال عيد الأضحى هي ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء، لأن الماء يساعد الجسم على التخلص من حمض اليوريك عبر البول، كما يساهم في منع ترسيب البلورات داخل المفاصل، ويُنصح بتناول ما لا يقل عن 2 إلى 3 لترات من الماء يوميًا، مع تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الصودا لأنها تساهم في رفع مستويات حمض اليوريك بشكل كبير.
نصائح وقائية لتجنّب نوبات «النقرس» خلال العيد
لكي يمر عيد الأضحى بسلام على مرضى «النقرس» هناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها للحفاظ على الصحة والوقاية من النوبات، ومنها:
الاعتدال في تناول اللحوم، وعدم تناولها يوميًا
تقسيم الوجبات على مدار اليوم، وتجنّب الأكل ليلًا
الإكثار من تناول «الفواكه» و«الخضروات الطازجة»
ممارسة رياضة خفيفة مثل المشي لتحفيز الدورة الدموية
الابتعاد عن الأطعمة المعلبة والمصنعة
تناول دواء «النقرس» بانتظام حسب تعليمات الطبيب
متابعة الأعراض وتجنب التجاهل في حال ظهور أي علامات للالتهاب
يجب أن يكون مريض «النقرس» أكثر وعيًا خلال عيد الأضحى في اختياراته الغذائية، فرغم أن المناسبة تُغري بالإفراط في تناول اللحوم والمأكولات الدسمة، إلا أن ضبط النفس والالتزام بالإرشادات الصحية يُعد السبيل الأمثل للوقاية من «نوبات النقرس» الحادة، فالصحة أمانة، والاحتفال الحقيقي يبدأ عندما يشعر الإنسان بالعافية وليس فقط عند امتلاء الموائد.