السبت 14 يونيو 2025 الموافق 18 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

يأكل عظامك في صمت.. تعرف على علامات «هشاشة العظام» وسبل الوقاية

هشاشة العظام
هشاشة العظام

العظام هي الهيكل الأساسي الذي يحمل أجسامنا ويمنحها القوة والثبات، ولكن مع تقدم العمر أو نتيجة بعض العوامل الصحية والغذائية تبدأ هذه العظام في التآكل والانهيار دون أن يصدر عنها أي صوت أو إشعار، لتدخل في مرحلة خطيرة تعرف بـ«هشاشة العظام» وهي حالة مرضية تضعف فيها كثافة العظام وقوتها، ما يجعلها أكثر عرضة للكسور حتى مع أقل مجهود أو صدمة بسيطة، ويصف الأطباء هذا المرض بأنه «القاتل الصامت» نظراً لأنه يتطور بهدوء وعلى مدى سنوات دون ظهور أعراض واضحة.

ما هي هشاشة العظام ولماذا تُعد خطيرة؟

هشاشة العظام ليست مجرد نقص في الكالسيوم بل هي ضعف في بنية العظام نفسها حيث تفقد العظام كتلتها وتصبح مسامية وهشة مثل الإسفنج، وهذا يعني أن أي ضغط بسيط أو حركة غير متوقعة قد تؤدي إلى كسور مؤلمة في العمود الفقري أو الحوض أو الرسغ أو الفخذ، وتكمن الخطورة في أن أغلب المصابين لا يدركون إصابتهم حتى تحدث الكارثة.

وتشير الدراسات إلى أن النساء بعد انقطاع الطمث هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام بسبب انخفاض مستوى «هرمون الإستروجين» الذي يلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على قوة العظام، كما أن الرجال فوق سن الخمسين معرضون أيضاً لهذا المرض ولكن بنسبة أقل قليلاً.

علامات مبكرة لا يجب تجاهلها

رغم أن هشاشة العظام تُوصف بأنها «صامتة» إلا أن هناك إشارات قد تنذر بالخطر إذا تم الانتباه لها في وقت مبكر، من أبرز هذه العلامات الشعور بآلام مزمنة في الظهر أو الرقبة بدون سبب واضح، وكذلك ملاحظة انحناء في القامة أو نقصان في الطول بمرور الوقت، إلى جانب تكرار الكسور الناتجة عن إصابات بسيطة، وقد يلاحظ البعض ضعفاً في قبضة اليد أو شعوراً بعدم الاتزان أثناء المشي.

كما أن تراجع الكتلة العضلية وصعوبة الوقوف لفترات طويلة قد تكون مؤشرات على بداية تدهور العظام، لذلك ينصح الأطباء بإجراء فحص كثافة العظام «DEXA Scan» للأشخاص فوق سن الخمسين أو لمن لديهم عوامل خطر وراثية أو نمط حياة غير صحي.

أسباب تؤدي إلى هشاشة العظام

تتعدد العوامل التي تساهم في ضعف العظام، ومن أبرزها النقص المزمن في الكالسيوم وفيتامين «د» حيث يعتبر الكالسيوم هو المادة الخام التي تُبنى بها العظام بينما يساعد فيتامين د على امتصاصه داخل الجسم، كما أن قلة النشاط البدني والجلوس لفترات طويلة يضعف من قدرة الجسم على تجديد خلايا العظام.

ويُعد التدخين وتناول الكحول من أبرز مسببات هشاشة العظام حيث تؤثر هذه المواد على التوازن الهرموني وتضعف عملية بناء العظام، كما أن بعض الأدوية مثل الكورتيزون إذا تم تناولها لفترات طويلة قد تساهم في تسريع فقدان كتلة العظام.

ولا يمكن إغفال الجانب الوراثي حيث أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام يزيد من احتمالية الإصابة، كما أن الأشخاص النحيفين أو الذين يعانون من اضطرابات غذائية مثل فقدان الشهية العصبي معرضون أكثر لتدهور صحة العظام.

كيف تحمي عظامك من الهشاشة؟

للوقاية من هشاشة العظام لا بد من تبني أسلوب حياة صحي ومتوازن يعتمد على تغذية سليمة وممارسة الرياضة بانتظام، وينصح خبراء التغذية بضرورة تناول كميات كافية من الكالسيوم يومياً من مصادر مثل الحليب والزبادي والجبن والبروكلي واللوز، مع الحرص على التعرض لأشعة الشمس للحصول على فيتامين د أو تناوله كمكمل غذائي إذا لزم الأمر.

ويُعتبر النشاط البدني أحد أهم العوامل التي تحافظ على قوة العظام حيث تساعد التمارين المقاومة مثل المشي ورفع الأوزان الخفيفة على تعزيز كثافة العظام، كما يُنصح بالابتعاد عن التدخين والتقليل من الكافيين والمشروبات الغازية التي تسرّع من فقدان الكالسيوم.

وينبغي عدم تجاهل أهمية النوم الجيد والتقليل من التوتر النفسي حيث أثبتت الدراسات أن الراحة النفسية والبدنية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز صحة العظام، بالإضافة إلى مراجعة الطبيب بشكل دوري ومتابعة فحوصات العظام خاصة في المراحل العمرية المتقدمة.

تغذية العظام من الداخل

إضافة إلى الكالسيوم وفيتامين د هناك عناصر غذائية أخرى تلعب دوراً حيوياً في بناء العظام مثل الماغنيسيوم والزنك وفيتامين ك، حيث يساهم الماغنيسيوم في تحسين امتصاص الكالسيوم وتنشيط عمل الخلايا البانية للعظام، كما أن الزنك يساعد في تجديد الأنسجة العظمية بينما يدعم فيتامين ك توازن الكالسيوم داخل الهيكل العظمي.

ويُنصح بتناول وجبات تحتوي على هذه العناصر بشكل يومي للحفاظ على تماسك العظام مع الابتعاد عن الأنظمة الغذائية القاسية التي تحرم الجسم من العناصر الأساسية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا لاحظت أي تغيرات في القامة أو شعرت بآلام متكررة في العظام أو تعرضت لكسر دون سبب واضح، فهذا مؤشر يدعوك للتوجه للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، وكلما تم اكتشاف هشاشة العظام في وقت مبكر كلما زادت فرص السيطرة عليها والحد من تطورها.

كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الكلى أو اضطرابات الغدة الدرقية عليهم المتابعة الدورية لصحة العظام لأن هذه الحالات تؤثر بشكل مباشر على التوازن الغذائي والهرموني في الجسم.

«هشاشة العظام» ليست حتمية ولا ترتبط فقط بكبر السن بل يمكن الوقاية منها بل ويمكن تأخيرها أو الحد من آثارها باتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن، فالعظام مثل أي جزء في الجسم تحتاج إلى رعاية وغذاء واهتمام، وبتغيير بعض العادات اليومية والاهتمام بالعناصر الغذائية الأساسية يمكن الحفاظ على عظام قوية وصلبة لعقود طويلة دون الحاجة للوقوع في فخ «المرض الصامت».

تم نسخ الرابط