«فيفا» في مأزق جماهيري قبل انطلاق مونديال الأندية

يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تحديات غير متوقعة في سبيل جذب الجماهير إلى مباراة افتتاح النسخة الجديدة من بطولة كأس العالم للأندية 2025، وذلك رغم الزخم الكبير المحيط بالمباراة التي ستجمع بين إنتر ميامي الأمريكي بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والنادي الأهلي المصري، أحد أكثر الأندية تتويجا على مستوى العالم.

مباراة تاريخية.. ولكن الإقبال ضعيف

ومن المقرر أن تقام المباراة فجر الأحد 15 يونيو، على ملعب «هارد روك» في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، وهو الملعب الذي يتسع لحوالي 65 ألف متفرج.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «The Financial Express»، فإن الحضور الجماهيري لا يزال دون التوقعات بكثير، حيث ما زالت آلاف المقاعد شاغرة رغم اقتراب الموعد المرتقب.

وتشير الصحيفة إلى أن «الفيفا» يعاني من فجوة واضحة بين التوقعات التي كانت تشير إلى امتلاء الملعب عن آخره، والواقع الحالي الذي يثير المخاوف من انطلاق البطولة وسط مدرجات خاوية أو شبه ممتلئة في أحسن الأحوال.

أسعار التذاكر.. من 349 إلى 67 دولارا

وفي محاولة من «فيفا» لإنقاذ المشهد الجماهيري، قرر الاتحاد تخفيض أسعار التذاكر بشكل ملحوظ. 

فبعد أن كانت أرخص تذكرة تبلغ 349 دولارا عقب إجراء قرعة البطولة في ديسمبر الماضي، أصبحت الآن تُباع بسعر 67 دولارا فقط عبر الشريك الرسمي للتذاكر.

وتوضح الصحيفة أن هذا الانخفاض الحاد في الأسعار يعكس حالة القلق داخل «فيفا» من احتمالية عدم امتلاء الملعب، رغم مشاركة فريقين لهما شعبية واسعة، خاصة أن أحدهما يقوده ليونيل ميسي، أحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم.

عروض للطلاب.. التذكرة بـ4 دولارات فقط

وفي خطوة أكثر جرأة، أعلن «فيفا» عن شراكة مع «كلية ميامي ديد»، وهي واحدة من أكبر المؤسسات التعليمية في المنطقة، لتقديم عرض خاص للطلاب يتضمن شراء تذكرة بسعر 20 دولارا مع الحصول على أربع تذاكر مجانية، أي بمتوسط تكلفة لا تتجاوز 4 دولارات للتذكرة الواحدة.

ويأمل «فيفا» من خلال هذه العروض في جذب الجماهير الشابة وتشجيعهم على حضور المباراة الافتتاحية، خاصة في ظل صعوبة بيع التذاكر بالأسعار الأصلية التي كانت تعتبر مرتفعة مقارنة بسوق التذاكر الأمريكي، حتى مع وجود نجم بحجم ميسي على أرض الملعب.

تذاكر الرؤية المحجوبة أغلى من العادية

اللافت في التقرير أيضا أن بعض المقاعد التي لا توفر رؤية كاملة للملعب لا تزال تباع بأسعار مرتفعة نسبيا، حيث تصل قيمة التذكرة الواحدة إلى 69 دولارا، ما يطرح تساؤلات عن مدى التناسق في تسعير التذاكر رغم محاولات «فيفا» للحد من العزوف الجماهيري.

ولم تصدر حتى الآن أية أرقام رسمية من الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن عدد التذاكر المباعة للمباراة، وسط حالة من الترقب في أوساط الجماهير ووسائل الإعلام.

جماهير الأهلي وإنتر ميامي تحت المجهر

ويُنتظر أن يشكل جمهور النادي الأهلي المصري كتلة جماهيرية معتبرة في المباراة، بالنظر إلى عدد الجالية المصرية والعربية في ولاية فلوريدا، فضلا عن السمعة الكبيرة التي يتمتع بها «نادي القرن» على مستوى القارة الإفريقية والعالم.

كما يعوّل منظمو البطولة على شعبية ميسي لجذب الجمهور المحلي، خاصة وأن اللاعب يخوض منافسات البطولة على ملعب ناديه وبين جماهيره، في واحدة من أكبر المناسبات الدولية على الإطلاق.

البطولة في ثوب جديد.. ولكن التحديات حاضرة

وتشهد نسخة هذا العام من كأس العالم للأندية تحولا جذريا، حيث تقام للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقا، بنظام أشبه بكأس العالم للمنتخبات، ما جعلها محط أنظار العديد من الأندية الكبرى حول العالم، مثل مانشستر سيتي، ريال مدريد، وبايرن ميونخ.

لكن ورغم هذا التطور الكبير في الشكل والمضمون، يواجه «فيفا» انتقادات متزايدة بشأن الجوانب التنظيمية والتسويقية، خصوصا أن البطولة تقام في فترة مزدحمة بالمباريات الدولية وتحضيرات الأندية للموسم الجديد.

هل ينجح «فيفا» في إنقاذ الافتتاح؟

تبقى الساعات القليلة المقبلة حاسمة في حسم مدى نجاح أو فشل «فيفا» في جذب الجماهير إلى مباراة الافتتاح. فإما أن تنجح التخفيضات والعروض الترويجية في إنعاش المبيعات، أو يبدأ الحدث الكبير بمشهد مدرجات باهت، وهو ما قد يلقي بظلاله على باقي مباريات البطولة.

ومع الأضواء المسلطة على هذه النسخة التاريخية، سيكون من المهم جدا لـ«فيفا» أن يُظهر نجاحا تنظيميا منذ صافرة البداية، حتى لا تتحول البطولة المنتظرة إلى تجربة محبطة على مستوى الحضور الجماهيري.