انهيار عقارين في حدائق القبة.. والحماية المدنية تبحث عن ضحايا تحت الأنقاض

شهدت منطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، صباح اليوم الجمعة 20 يونيو 2025، حادثا مأساويا تمثل في انهيار عقارين سكنيين مكونين من أربعة طوابق، الأمر الذي تسبب في حالة من الفزع بين سكان المنطقة، ودفع بالأجهزة الأمنية وفرق الحماية المدنية إلى التدخل الفوري، وسط جهود مكثفة للبحث عن ناجين أو ضحايا تحت الأنقاض.

تلقي البلاغ واستجابة عاجلة

البداية كانت بتلقي غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغًا عاجلًا من عدد من الأهالي يفيد بانهيار عقارين متجاورين في أحد الشوارع الفرعية بمنطقة حدائق القبة.

 وعلى الفور، تم إخطار مديرية أمن القاهرة التي دفعت بعدد كبير من سيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية المجهزة إلى مكان الحادث.

وفور الوصول، بدأت القوات فرض كردون أمني حول العقارين المنهارين، وتم إخلاء المنطقة من السكان لتأمين محيط الحادث، فيما باشرت فرق الإنقاذ أعمال رفع الأنقاض باستخدام المعدات الثقيلة وأجهزة كشف الحياة، تحسبًا لوجود أشخاص ما زالوا تحت الركام.

جهود الإنقاذ ومشاركة الحماية المدنية

وقال مصدر أمني، إن رجال الحماية المدنية يبذلون جهودًا كبيرة منذ الساعات الأولى من الحادث، موضحًا أنه تم الاستعانة بكلاب البحث والإنقاذ المدربة وأجهزة متقدمة لرصد أي إشارات حياة أسفل الأنقاض.

 وأضاف أن الأولوية القصوى حاليًا هي إنقاذ أي ناجين محتملين، ورفع الأنقاض بعناية شديدة لتفادي سقوط أجزاء إضافية أو حدوث أضرار مجاورة.

وأكد المصدر أن قوات الدفاع المدني نجحت حتى الآن في استخراج عدد من السكان أحياء من تحت الأنقاض، بينما لا تزال العمليات جارية للبحث عن آخرين، مشيرًا إلى أن الحصر النهائي للمصابين والضحايا لم يعلن بعد، في انتظار انتهاء أعمال الإنقاذ والمعاينة.

تحقيقات النيابة وفحص أوراق العقارين

وانتقلت قوة من النيابة العامة إلى موقع الحادث، حيث بدأت مباشرة التحقيقات في ملابسات الواقعة، وقامت بمعاينة موقع العقارين المنهارين والاستماع إلى أقوال شهود العيان والجيران الذين كانوا في المنطقة وقت الانهيار.

وطلبت النيابة ملف العقارين من حي حدائق القبة للوقوف على مدى قانونية البناء، ومعرفة ما إذا كانت هناك قرارات صادرة بشأن الترميم أو الإزالة لم تُنفذ، كما أمرت بسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة.

وفي السياق نفسه، كشف مصدر بمحافظة القاهرة، أن العقارين المنهارين من الأبنية القديمة، التي ربما تكون صدرت لها تحذيرات أو قرارات هندسية سابقة، مؤكدًا أنه سيتم فحص حالة العقارات المجاورة للتأكد من سلامتها وتفادي تكرار نفس السيناريو.

شهادات السكان وحالة من الذعر

في محيط الحادث، وقف العشرات من سكان المنطقة يتابعون المشهد في صمت وقلق، بينما توافدت أسر الضحايا بحثًا عن ذويهم وسط حالة من التوتر والبكاء. 

وقال أحد الجيران: «سمعنا صوت هزّة قوية وسقوط، وكل الناس نزلت من البيوت تجري.. الدخان كان مغطي الشارع.. محدش عارف مين تحت الأنقاض».

وأضاف آخر: «العمارات كانت قديمة فعلاً.. وكان في شروخ في الحيطان بقالها شهور.. واشتكونا أكثر من مرة، لكن مفيش حد تحرك».

مطالب بالتحقيق والمساءلة

وطالب عدد من الأهالي بفتح تحقيق موسع حول الحادث، ومحاسبة أي مسؤولين عن التقاعس في تنفيذ قرارات الإزالة أو الترميم، خاصة مع وجود شكاوى سابقة متعلقة بسلامة المباني في الشارع المنكوب.

من جهته، قال مسؤول بحي حدائق القبة، إن لجنة هندسية ستبدأ فور الانتهاء من أعمال الإنقاذ، في معاينة محيط المنطقة والعقارات المجاورة للتأكد من سلامتها الإنشائية، مؤكدًا أنه سيتم إخلاء أي مبانٍ تشكل خطرًا على الأرواح لحين الانتهاء من فحصها.

تأكيد رسمي على المحاسبة والتحقيق

في سياق متصل، أكد مصدر مسؤول بمحافظة القاهرة أن التحقيقات جارية حاليًا لتحديد أسباب الانهيارعقار حدائق القبة، لافتا إلى أن المحافظة لن تتهاون مع أي مسؤول يثبت تورطه في التقصير أو التغاضي عن قرارات إزالة سابقة.

وأشار المصدر إلى أن هناك توجيهات عاجلة من القيادة التنفيذية بتقديم الدعم الكامل للأهالي المتضررين، وتوفير أماكن بديلة مؤقتة لمن فقدوا مساكنهم جراء الحادث.

نهاية مأساوية وتحذير متجدد

وتعيد الحادثة المأساوية إلى الأذهان حوادث انهيار العقارات القديمة المتكررة في القاهرة وعدد من المحافظات، وتسلط الضوء مجددًا على أهمية فحص العقارات القديمة والعشوائية، وتكثيف حملات التفتيش الهندسي لضمان السلامة الإنشائية لها.

ولا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملها حتى لحظة كتابة هذا التقرير، وسط حالة من الترقب في انتظار إعلان الحصيلة الرسمية النهائية للضحايا والمصابين.