14 طائرة دعم أمريكي تهبط في إسرائيل وسط تصاعد التوتر مع إيران

في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن وصول 14 طائرة شحن عسكرية محمّلة بالمعدات الدفاعية من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل، في إطار استمرار ما وصفته بـ«الجسر الجوي الأمريكي»، وسط تحركات واسعة للبنتاجون تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية في المنطقة تحسبًا لأي تطور محتمل مع إيران.

استمرار تدفق الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل

وأوضحت الوزارة في بيان رسمي، أن هذه الطائرات تحمل شحنات متنوعة من المعدات العسكرية المتطورة، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية المحيطة بإسرائيل، خاصة بعد الضربات المتبادلة الأخيرة بين تل أبيب وطهران. 

وأكدت أن هذا الدعم يعكس التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.

ووصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية الجسر الجوي بأنه «غير مسبوق من حيث الحجم والزخم»، مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي يشمل صواريخ دفاع جوي ومعدات تقنية متقدمة وأجهزة دعم لوجستي استعدادًا لأي تصعيد محتمل.

CNN: إجراءات أمريكية احترازية في الشرق الأوسط

وفي السياق ذاته، نقلت شبكة CNN الأمريكية، عن مصادر داخل الإدارة الأمريكية، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اتخذت خطوات وقائية واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط، تحسبًا لاحتمال تعرّض المصالح الأمريكية لهجمات من جانب إيران، في حال قررت طهران الرد على الضربات الإسرائيلية بمهاجمة أهداف أمريكية.

وأكد مسؤول أمريكي رفيع للشبكة، أن هذه الإجراءات «احترازية بحتة» وتهدف إلى حماية المعدات والمنشآت العسكرية الأمريكية في عدة دول بالمنطقة، دون أن تعني نية واشنطن الدخول المباشر في أي تصعيد عسكري.

إجلاء الطائرات من قاعدة أمريكية بقطر وتحركات بحرية بالخليج

وبحسب تقارير الشبكة الأمريكية، أخلت القيادة المركزية الأمريكية جميع الطائرات غير المحمية من قاعدة جوية أمريكية في قطر، في خطوة وصفت بأنها «تكتيك دفاعي استباقي»، لتفادي أي خسائر محتملة حال استهداف القاعدة من قبل إيران أو أحد أذرعها العسكرية في المنطقة.

كما نقلت الشبكة عن مسؤولين في البنتاجون، أن قطعًا من الأسطول البحري الأمريكي المتمركز في البحرين تم سحبها إلى مواقع أكثر أمانًا، بعد تقييم أمني أجري في الساعات الماضية، في ظل استمرار حالة الاستنفار العسكري.

تعزيز الإمدادات في القواعد الأمريكية

وأكدت المصادر أن الجيش الأمريكي قام بتوفير إمدادات إضافية من العتاد والذخيرة والدعم اللوجستي في القواعد العسكرية المنتشرة في دول الشرق الأوسط، لتمكين قواته من التصدي لأي اعتداء محتمل بشكل سريع وفعّال.

وتُعد هذه التحركات مؤشراً واضحًا على مدى قلق واشنطن من أن أي ضربة إسرائيلية كبيرة لإيران قد تجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة إذا قررت طهران اعتبارها طرفًا مشاركًا في الهجوم.

ترامب أطلع على خطة قصف منشأة «فوردو» النووية الإيرانية

وفي سياق آخر مثير، كشفت CNN عن أن مصادر أمريكية مطلعة أكدت إطلاع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته، على تفاصيل خطة محتملة لقصف منشأة «فوردو» النووية الإيرانية، وهي من أكثر المنشآت تحصينًا في إيران وتوجد تحت الأرض على عمق كبير.

وأشار التقرير إلى أن هذه الخطط كانت جزءًا من سيناريوهات تصعيد وُضعت ضمن خيارات التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، لكنها لم تنفذ.

 وتأتي هذه المعلومة في وقت حساس، قد يُلقي الضوء مجددًا على الخيارات العسكرية الموضوعة على الطاولة في ظل التوتر المتصاعد.

إسرائيل وإيران.. تصعيد غير مسبوق

وكانت إسرائيل قد شنت هجمات جوية وصاروخية على عدة مواقع عسكرية إيرانية، منها أهداف يشتبه أنها منشآت نووية، خلال الأسبوع الماضي، وردت إيران بإطلاق عدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على أهداف في إسرائيل، ما أدخل المنطقة في حالة من الترقب لمآلات المواجهة.

وفي الوقت ذاته، أعلنت عدة سفارات أجنبية في طهران، من بينها بلغاريا وهولندا، عن إجراءات احترازية، شملت إجلاء موظفيها ودبلوماسييها، في خطوة تشير إلى القلق الدولي من تصاعد النزاع.

مراقبة دولية وتخوفات من اتساع رقعة المواجهة

ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة قد تدفع المنطقة إلى مواجهة إقليمية مفتوحة إذا لم يتم احتواء التصعيد، خاصة أن أي خطأ في الحسابات قد يُشعل صراعًا أكبر تتداخل فيه قوى دولية وإقليمية، وتكون له عواقب خطيرة على الاستقرار الإقليمي وسوق الطاقة العالمي.

وفيما تتواصل الاجتماعات الطارئة في العواصم المعنية، يُبقي الجميع أنظارهم على طهران وتل أبيب وواشنطن، مترقبين القرار القادم الذي قد يحدد مصير الشرق الأوسط خلال الأشهر المقبلة.