نصائح مهمة «بعد خلع الضرس».. هكذا تتجنب الألم والالتهاب

الألم بعد خلع الضرس أمر شائع، ولكن اتباع نصائح العناية يمكن أن يقلل من شدة الألم ويقي من الالتهاب.
يمثل خلع الضرس إجراءً شائعًا في عيادات الأسنان، ورغم أنه يُجرى لتخفيف المشاكل الناتجة عن التسوس أو الالتهاب أو الأسنان التالفة، إلا أن الشعور بـ«الألم» بعد الخلع يعتبر من أكثر المضاعفات التي تؤرق المريض، ولكن من المهم إدراك أن «الألم» لا يعني دائمًا وجود مشكلة خطيرة، بل هو جزء طبيعي من عملية الشفاء، ويمكن التخفيف منه عبر خطوات مدروسة تساهم أيضًا في تجنب حدوث «الالتهاب» أو العدوى التي قد تُعيق التعافي.
نصائح بعد خلع الضرس مباشرة
من أبرز الخطوات التي يجب اتباعها مباشرة بعد خلع الضرس، هي الضغط على قطعة الشاش التي يضعها طبيب الأسنان داخل الفم، حيث يهدف ذلك إلى وقف النزيف وتكوين «جلطة دموية» تساعد على إغلاق مكان الخلع، ويُنصح بعدم إزالة الشاش قبل مرور ساعة على الأقل من وقت الخلع، كما ينبغي تجنب «البصق» القوي أو المضمضة العنيفة خلال الساعات الأولى لأنها قد تؤدي إلى تفكك الجلطة وعودة النزيف، مما يزيد من الشعور بـ«الألم» ويطيل فترة التعافي.
أطعمة ومشروبات يجب تجنبها
من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على تقليل «الألم» بعد خلع الضرس، هو نوع الطعام والشراب الذي يتم تناوله، حيث يُفضل تجنب الأطعمة الساخنة أو المقرمشة أو التي تحتوي على بهارات حادة، لأنها قد تهيج منطقة الخلع وتسبب «التهابًا» مزعجًا، وينصح بتناول أطعمة لينة وباردة مثل الزبادي أو البطاطس المهروسة أو الحساء الفاتر، كما يجب الامتناع عن استخدام الشفاط لأن سحب الهواء يمكن أن يؤدي إلى إزالة الجلطة وتفاقم «الألم»، كما أن تناول المشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين قد يؤخر الشفاء.
الراحة وتفادي المجهود البدني
ينبغي إعطاء الجسم فرصة للراحة بعد خلع الضرس، حيث يؤكد أطباء الأسنان أن ممارسة أي نشاط بدني مجهد بعد الجراحة يمكن أن يزيد من الضغط على منطقة الخلع ويؤدي إلى نزيف أو مضاعفة «الألم»، ومن الأفضل تجنب الانحناء أو رفع الأشياء الثقيلة في أول ٢٤ ساعة، كما يُنصح بالنوم على وسادة مرتفعة لتقليل تدفق الدم إلى موضع الخلع، مما يخفف من حدة «الألم» ويمنع التورم.
الاهتمام بالنظافة دون إزعاج موضع الخلع
من الضروري الحفاظ على نظافة الفم بعد خلع الضرس لتقليل فرص الإصابة بـ«الالتهاب»، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر، حيث يُمنع تنظيف موضع الخلع بالفرشاة أو المضمضة القوية خلال أول يومين، ويمكن استخدام محلول ملحي دافئ للمضمضة بلطف بعد مرور ٢٤ ساعة من الخلع، مما يساهم في تطهير الفم دون التسبب في زيادة «الألم»، كما يجب غسل الأسنان المجاورة بلطف مع تجنب لمس منطقة الخلع.
متى يكون الألم غير طبيعي
من الطبيعي أن يستمر «الألم» بعد الخلع لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، ويبدأ بعدها في التراجع تدريجيًا، لكن في حال استمرار الألم بشكل شديد أو تصاعده مع مرور الوقت فقد يكون مؤشرًا على وجود «التهاب جاف» وهي حالة تحدث عند فقدان الجلطة الدموية، مما يؤدي إلى انكشاف العظم وزيادة شدة الألم بطريقة يصعب تحملها، وفي هذه الحالة يجب العودة إلى طبيب الأسنان فورًا لتلقي العلاج المناسب.
علامات يجب الانتباه لها
من العلامات التي تستدعي زيارة الطبيب، وجود رائحة كريهة من الفم أو طعم مر في منطقة الخلع أو ارتفاع درجة الحرارة أو استمرار النزيف لفترة طويلة، حيث قد تكون هذه الأعراض دليلاً على حدوث «الالتهاب»، كما أن ظهور تورم حاد أو صعوبة في فتح الفم أو البلع قد يشير إلى وجود خراج أو عدوى تستدعي العلاج السريع، وكلما تم التدخل مبكرًا قل احتمال تفاقم المشكلة وزاد احتمال زوال «الألم» بشكل أسرع.
مسكنات الألم ودورها في التعافي
في حالات كثيرة يلجأ الطبيب لوصف مسكنات لتخفيف «الألم» بعد الخلع، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ويجب الالتزام بالجرعة المحددة وعدم تجاوزها، كما لا يُنصح بتناول الأسبرين لأنه قد يزيد من النزيف، وبعض الحالات قد تحتاج إلى مضاد حيوي إذا ظهرت علامات على وجود «التهاب»، ولكن لا يجب استخدام أي دواء دون استشارة الطبيب لأن بعض الأدوية قد تكون غير مناسبة لبعض المرضى خاصة من يعانون من أمراض مزمنة.
دور الكمادات في تقليل الألم والتورم
استخدام الكمادات الباردة على جانب الوجه قد يساعد في تقليل التورم الناتج عن خلع الضرس، ويُفضل تطبيقها لمدة ١٥ دقيقة كل ساعة خلال أول ٢٤ ساعة، حيث تساهم في تقليص الأوعية الدموية وتخفيف «الألم»، وبعد مرور يومين يمكن التبديل إلى الكمادات الدافئة للمساعدة في زيادة تدفق الدم وتسريع الشفاء، ويجب الحرص على عدم وضع الكمادة مباشرة على الجلد بل باستخدام قطعة قماش للفصل بينها وبين البشرة.
العودة للطبيب أمر ضروري في بعض الحالات
في بعض الحالات قد لا تكون النصائح المنزلية كافية، لذلك يجب عدم التردد في مراجعة الطبيب إذا استمر «الألم» أو ظهرت مضاعفات غير معتادة، فالاستجابة السريعة تعني تقليل فرص حدوث مضاعفات خطيرة والعودة إلى الحياة الطبيعية دون معاناة مطولة.