توافد الأهالي على عزاء ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية

في مشهد عزاء مهيب اختلطت فيه الدموع بالصدمة، توافد أهالي قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، والقرى المجاورة، لأداء واجب العزاء في ضحايا الحادث المأساوي الذي وقع على الطريق الإقليمي وأسفر عن مصرع 19 شخصا، بينهم 18 سيدة وفتاة من عمال اليومية.

وشهد العزاء حضور المهندسة مروة زهران، رئيس مدينة منوف، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية، وسط حالة من الحزن الشديد التي سيطرت على كل من شارك في وداع الضحايا، الذين رحلوا في مشهد مأساوي لا يُنسى.

المحافظ يقدم واجب العزاء.. وأهالي القرية يطالبون بالقصاص

أعلن أهالي كفر السنابسة عن إقامة عزاء مجمع في ساحة مفتوحة بالقرية لتوديع الضحايا، في حضور اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية، وخالد النمر السكرتير العام المساعد، حيث أعربا عن بالغ الحزن والأسى لهذا الحادث المؤلم، ووجّها بتقديم كافة أوجه الدعم لأسر الضحايا والمصابين.

وطالب الأهالي خلال العزاء بضرورة محاسبة المسؤول عن الحادث الذي أودى بحياة عدد كبير من السيدات كن في طريق عودتهن من العمل، مناشدين الجهات المعنية بتشديد الرقابة على الطرق السريعة، وتوفير وسائل نقل آمنة لعمال اليومية.

جانب من العزاء
 ">

تفاصيل الحادث.. ميكروباص ونقل يسرقان أرواح الأبرياء

كانت الأجهزة الأمنية بمحافظة المنوفية قد تلقت بلاغا يفيد بوقوع حادث تصادم مروع بين سيارة ميكروباص تقل عاملات يومية وأخرى نقل على الطريق الإقليمي، تحديدًا بدائرة مركز أشمون، ما أسفر عن وفاة 14 شخصا في الحال، قبل أن ترتفع الحصيلة لاحقًا إلى 19 بعد وفاة 5 من المصابين في المستشفيات.

وتلقى اللواء محمود كموني، مدير أمن المنوفية، إخطارا من العميد محمد أبو العزم مأمور مركز شرطة أشمون، يفيد بوقوع الحادث، وعلى الفور تم الدفع بسيارات الإسعاف لنقل الضحايا إلى مستشفيات قويسنا، الباجور، أشمون، وشبين الكوم.

القبض على سائق النقل.. والنيابة تحقق

تمكنت مباحث مركز أشمون من القبض على سائق السيارة النقل المتسبب في الحادث، بعد تحديد هويته وتتبع خط سيره، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، حيث استمعت لأقوال شهود العيان وبعض المصابين الذين كتب لهم عمر جديد.

ورجحت التحقيقات الأولية أن السرعة الزائدة وعدم التزام سائق النقل بالحارة المرورية كانت وراء وقوع الحادث، وجار فحص السيارة والتحفظ عليها لتفريغ بيانات جهاز التتبع الخاص بها.

جانب من العزاء
 ">

نساء خرجن من أجل لقمة العيش.. فعدن نعوشا

الضحايا كن من السيدات العاملات في مزارع الخضراوات، خرجن منذ الصباح الباكر بحثًا عن رزقهن، ولم يكن يدرن أن العودة ستكون في نعوش ملفوفة بالأسى.

 الحادث أعاد إلى الأذهان مطالبات قديمة من الأهالي بتوفير وسائل نقل آدمية ومأمونة لهؤلاء النساء اللاتي يتحملن مشاق العمل في الحقول ثم مشقة الطريق.

صدمة في القرية.. وحالة من الحداد العام

خيم الحزن على قرية كفر السنابسة التي أعلنت حالة الحداد العام، حيث أغلقت المحال أبوابها، وتعطلت مظاهر الحياة اليومية، وارتفعت أصوات القرآن الكريم في المنازل، وعمّ الصمت شوارع القرية التي ودّعت في يوم واحد 18 سيدة وفتاة من خيرة بناتها.

المشهد كان مؤلمًا، والقلوب انفطرت من هول المصاب، فيما علق أحد الأهالي قائلًا: «ما حدث لا يُحتمل.. كل بيت في القرية فقد ابنة أو أختًا أو أمًا.. ولن يهدأ لنا بال حتى نحصل على حقهم العادل».

دعوات للرقابة والسلامة على الطرق

الحادث المروع أعاد إلى الواجهة ملف السلامة على الطرق الإقليمية التي أصبحت مصدر قلق للمواطنين في ظل تكرار الحوادث، وسط مطالبات بتشديد الرقابة، وإعادة النظر في منظومة النقل الخاصة بعمال اليومية، لا سيما النساء، وتوفير بدائل آمنة تحفظ أرواحهن.

جانب من العزاء
 ">